إعلان

في رأس غارب.. "لاجئون في أوطانهم"

09:30 م الإثنين 07 نوفمبر 2016

في رأس غارب.. ''لاجئون في أوطانهم''

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالله قدري:
تصوير - علاء القصاص:

منذ أن غادر الأهالي المنكوبين في رأس غارب منازلهم التي أغرقها السيل، واتجهوا إلى مدرسة الشهيد عباس سليم الابتدائية، وهم يعيشون حياة لا أمان فيها ولا استقرار، أصبحت الفصول هي ملاذهم عند النوم، والدكاك الخشبية هي الأسِرّة التي ينامون عليها، وأسوار المدرسة هي الشرفات التي يطلون منها إلى الشارع.

تتطلع الأسر المنكوبة إلى أبسط مستويات العيش وهو "ناخد راحتنا في بيتنا"، مثلما قالت أم فارس وهي تحمل رضيعها الذي لم يتجاوز الثلاث شهور بين يديها. لا ترنوا السيدة المعدمة إلى بيتٍ من أثاث مفروش؛ تريد فقط مكان مغلق عليها وعلى أولادها.

1

يوجد بمدرسة عباس سليم نحو 12 أسرة موزعة على ثلاثة طوابق، في كل طابق ثلاثة فصول، وبالرغم من أنها لم يصبها السيل لوجودها على مكان مرتفع، فإن الدراسة معطلة فيها لـ"انشغال جميع فصولها بأسر الإيواء"، وفق ما قال محمود العبيري مدير الإدارة المدرسية برأس غارب.

في الفصل الواحد تسكن أسرة واحدة، وتتراص الدكاك الخشبية جنبًا إلى جنب لتشكل سريرًا لشخص واحد ينام عليه، وإلى جانب الدكاك تتواجد بعض الملابس والأغراض الشخصية والأدوية، تعلوها اللوحات الورقية المدرسية التي أعدها تلاميذ الفصل وتركوها على الجدران، وخارج الفصل على بعد أمتار قليلة توجد دورة مياه.

تقول أم فارس " بتحرج وأنا رايحة الحمام، الرجالة بيقابلوا الحريم في طريقهم واحنا عندنا بنات كبيرة". لا تحب السيدة الثلاثينية استمرار هذا الوضع الحالي، فهي تشعر بعدم الارتياح أو الاطمئنان عليها وعلى أولادها "عند النوم جوزي بيقفل باب الفصل بدكتين".

2

تلتقط سيدة أخرى أطراف الحديث وتقول بأسى " كل حاجة راحت، عاوزين بيتنا، عاوزين آمان، ونعيش في استقرار عشان نحمي ولادنا".

جانب المساعدات موجود في مدرسة عباس سليم، فهناك متطوعات في العقد الثاني من عمرهن، يقمن بفرز ملابس الرجال والنساء والأطفال، ويقدمن الأغذية المعلبة إلى الأسر المنكوبة، تقول هاجر (17 عامًا) "أنا هنا كل يوم مع زميلاتي نقوم بخدمة الأسر المتضررة، وأتواجد يوميًا من الساعة العاشرة حتى السابعة مساء".

مع ذلك، يقول خالد سيد مدير الهلال الأحمر في رأس غارب، "نحن نحصل على التبرعات من القادرين، ومن بعض الجمعيات المعنية برعاية الأسر المعدمة، كل شيء هنا متاح من أدوية وأغذية".

3

وبالرغم من ذلك إلا أن الأسر المنكوبة تأمل في انتهاء هذا الوضع في أقرب فرصة، خاصة بعد قرب استئناف الدراسة من جديد، الأمر الذي جعلهم يواجهون مصير غامض في مكان سكنهم، بعد الأنباء التي تواردت إليهم بنقلهم إلى مدرسة الصم والبكم عند عودة الدراسة الأسبوع المقبل.

تنهي أم فارس حديثها" هيفضلوا ينقلونا كل شوية في مدرسة، عاوزه ولو مجرد حوش بط أسكن فيه"، على حد تعبيرها.

أقرأ أيضًا:

استمرت 6 ساعات.. قصة البحث عن طفل جرفته سيول رأس غارب - (فيديو وصور)

سيول رأس غارب تُجرف ''كراسات'' الأطفال

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان