مدير مشروع القاهرة التاريخية: تكلفة المشروع ستتضاعف بعد "تعويم الجنيه" (حوار)
حوار- نسمة فرج:
تصوير- علاء القصاص:
قال محمد عبد العزيز مدير مشروع القاهرة التاريخية، إن المشروع تكلف حتى الآن مليار و200 مليون جنيه، مضيفًا أنه عقب تحرير سعر الصرف سوف تزيد إجمالي تكلفته للضعف، مضيفًا أن مشروعات الآثار "اكس" ليس لها نهاية، وأن مشروع القاهرة التاريخية يضم 600 بناية أثرية.
وأضاف عبد العزيز عن مشروع إحياء وتنمية القاهرة التاريخية بالتعاون مع منظمة اليونسيكو، وتم التحضير له منذ أربع سنوات، مضيفًا أن المشروع يضم أكثر من 30 خبيرًا عربياً وأجنبياً بهدف تطوير المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.
وأوضح عبد العزيز في حواره مع مصراوي أن ترميم شارع المعز كلّف الوزارة ما يقرب من 5 مليون جنيه، على مدار عامين، وإلى الحوار...
ما هي حدود القاهرة التاريخية؟
منذ عام 1979 لم يكن للقاهرة التاريخية أي معالم أو حدود واضحة وبناءً على ذلك فقد بدأت خطوات العمل في مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية بالتعاون مع اليونسكو بدءاً من 2010.
القاهرة التاريخية هي أكبر مدينة مسجلة على قائمة التراث العالمي يبلغ مساحتها 50 مليون كيلومتر، وتمتد من مصر القديمة ودرب الأحمر وسيدة زينب ودرب الجبانة.
متى بدأ مشروع "القاهرة التاريخية"؟
بدأت فكرة المشروع بعد زلزال 1992 الذي أضر بالعديد من الآثار التاريخية في القاهرة، وبدأت إدارة المشروع بإجراء دراسات وأبحاث لحصر المواقع الأثرية المتضررة، التي بلغ عددها آنذاك 143 موقعًا.
كنت مديرا للآثار الإسلامية بالقاهرة والجيزة، وكان المشروع متوقف تماما بعد ثورة 25 يناير بسبب قلة التمويل والمشاكل العديدة التي مثلت عائقاً أمام استمراره، وتم تكليفي بإدارة المشروع في يوليو 2012.
ما مراحل عمل المشروع؟
تحدد للمشروع ثلاثة مراحل أولها ترميم المواقع الـ 143 وذلك من خلال مجموعة من الأبحاث والدراسات لتقيم حالة الآثار خاصة أن حالة الآثار ازدادت سوءً بعد زلزال 1992، والمرحلة الثانية تطوير المنطقة المحيطة بتلك المواقع، أما الهدف الثالث فهو إعادة توظيف الآثار بعد ترميمها.
ما هي المشكلات التي تسببت في توقف المشروع لحوالي 4 سنوات؟
بالطبع منذ عام 2007 إلى عام 2011 توقف المشروع بسبب مشكلات إدارية وفي وقتها تم الاكتفاء بالمشروعات القائمة وبعد الثورة توقف العمل تمامًا في المشروع بسبب المشاكل المالية والإدارية.
ومنذ أن توليت المسئولية في عام 2012 بدأت الأمور تعود من جديد في خلال عام أجرينا عدد من الدراسات والأبحاث وبعدها بعد العمل في عام 2013؛ لرفع كفاءة شارع المعز بالتعاون مع وزارة السياحة، حيث قمنا برفع كفاءة الأرض وعمل بوابات إلكترونية جديدة بدل التي تم اتلفها عن عمد، وتغير كشافات الأرض بالتعاون مع شركة الصوت والضوء.
كم بلغت الميزانية الإجمالية للمشروع وكم أُنفق منها حتى الآن؟
ميزانية ترميم وتطوير الآثار مفتوحة، لأنها يحتاج بعد الترميم والتطوير متابعة، لذلك تبقي مفتوحة دائمًا، ولكن مشروع تطوير القاهرة التاريخية تم تكلفته حتي الآن مليار و200 مليون جنيه، وبسبب تحرير سعر الصرف أصبحت تكلفة المشروع الضعف، فكان من المقرر أن تكون تكلفة 80 مشروعاً 450 مليون جنية بعد تعويم الجنية أصبح أكثر من 800 مليون جنيه.
ماهي مصادر تمويل ترميم أثار القاهرة التاريخية؟
هناك مصادر تمويل داخل الحكومة متمثلة في وزارت السياحة والإسكان والتعاون الدولي والأوقاف في بعض الأحيان، وتمويلات خارجية من صناديق بعض الدول العربية والأجنية مثل صندوق المال العربي الكويتي ومؤسسة أغاخان والاتحاد الأوروبي وصندوق الأمريكي ومركز البحوث الأمريكية.
هل أضر ترميم وتطوير مساجد "الأوقاف" تمويل مشروع "القاهرة التاريخية"؟
نعم، فوزارة الآثار أخطرت بترميم المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، والمدرجة بقائمة مشروع القاهرة التاريخية. لأن المادة 30 من قانون حماية الآثار نصت على أن الملكيات الخاصة التي تمتلكها وزارات أخرى غير المجلس الأعلى للآثار مثل المساجد التاريخية التابعة لوزارة الأوقاف تتكلف الأخيرة بأعمال ترميمها وليس وزارة الآثار.
كيف يتم التسويق للمشروع وما العائد المتوقع منه؟
هدفنا الحالي ليس العائد المادي. للأسف قبل الثورة كان هناك خطأ كبير وهو عدم وجود دراسات جدوى متخصص في إعادة ترميم والآثار وتنمية المجتمع المحيط بها وكانت تُكلف وزارة الآثار مبالغ لا طاقة لها به وخاصة في أعقاب ثورة يناير، والآن نقوم بعمل مشروع كبير يضم مجموعة من الخبراء في التخصصات مختلفة لكي نستثمر في مجال الآثار ما يعود بالنفع على الأثار وعلى المنطقة المحيطة بها وأهالي المنطقة وأصحاب الحرف التراثية، وفي إحدى الاجتماعات الوزارية قال المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزاء السابق نصًا لنا "انتو عندكوا ثروة تتجاوز إيردادت قناة السويس".
متى يتم الانتهاء من مشروع القاهرة التاريخية؟
مشروعات الآثار "اكس" ليس له نهاية، القاهرة التاريخية تضم 600 بناية أثرية، عندما نرمم 100 مبنى ونبدأ في جديد يحدث تصدعات في القديم.
ما حقيقة ارتفاع قيمة أسعار التصوير داخل شارع المعز وعقد القران داخل المساجد الأثرية؟
ما أثير حول منع أو إرتفاع أسعار التصوير داخل شارع معز إشاعة؛ بدليل أن هناك كاميرات موجود بالشارع وأي زائر يستطيع أن يلتقط صوراً.
أمّا بالنسبة لأسعار عقد القران داخل المساجد سيتم النظر فيها مرة أخرى لأنه كان هناك مساجد يقام فيها بالمجان ومع القرار الجديد أصبح عقد القران بها بحوالي 10 ألاف جنيه، في حين هناك مساجد بالفعل انخفضت فيها الأسعار لنصف مثل مسجد محمد على والرفاعي.
تم إغلاق شارع المعز أمام حركة السيارات ولكن دون جدوي... ما الحل؟
قمنا باستخراج عدد من التصاريح لبعض أنواع سيارات لنقل البضائع بالتناوب، فشارع المعز هو شارع تجاري أيضاً، وقمنا بالتعاقد مع شركة أمن مشهود لها بالكفاءة لتنظيم حركة السيارات داخل الشارع.
أين وصلت دعوى فسخ عقد إيجار قصر البارون؟
كان هناك مجموعة من البلاغات تقدمت بها نقابة المهندسين والمحامي سمير صبري أيضاً، ضد وزير الآثار لفسخ عقد إيجار قصر البارون وتم حفظها، فوفقا لقانون المجلس الأعلى للآثار فإن الوزارة هي الجهة الوحيدة المنوط بها الحفاظ على شئون الآثار، وليس هناك وصية على الوزارة ولكن نحن نستمع للجميع ونطلب يد العون ولكن وقت الجد لا نجد أحدًا، فترميم قصر البارون هو تبرع من أحد المكاتب الهندسية المتخصصة في ترميم الآثار وهذا المكتب قد رمم عدد كبير من القصور الأثرية.
أين وصل ترميم مجرى سور العيون؟
بدأنا فيه من حوالي 10 سنين وكان هناك مشاكل في البنية التحتية تتمثل في تقاطعات لجسم السور والتعديات الموجودة به، دلوقتي شغالين مع الدولة في المشروع الكبير ومعنا وزارة السياحة والبيئة ومحافظة القاهرة والصناعة والتعاون الدولي، والتي تعد لجنة مشكلة برئاسة رئيس مجلس الوزارة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية بتطوير سور مجرى العيون ومنطقة الفسطاط بالكامل.
وربما العقبة الوحيدة هو نقل المدابغ بسور مجرى العيون إلى منطقة الروبيكي حيث يتم إزالة المباني ونقل الأهالي حيث يرفض بعض العمال والأهالي أن يغادرون منطقتهم.
كيف ترى هدم المباني التراثية؟
المباني التراثية تابعة لمركز التنسيق الحضاري والمركز يتبع وزارة الثقافة وليس الآثار، وضمن توصيات اليونسكو أن يكون في إدارة موحدة مستقلة لا تتبع أي جهة حكومية بعينها تضم جميع الوزرات بالإضافة إلى الخبراء، ونحن بصدد إنشائها ويطلق عليه هيئة مواقع التراث العالمي على غرار المتحف الكبير والمتحف الحضارة للحفاظ على المباني التراثية والأثرية وسنعلن عنها في بداية العام الجديد.
ما الخطة في المرحلة القادمة؟
هناك مشروع لأول مرة أتحدث عنه في الإعلام، وهو مشروع إحياء وتنمية القاهرة التاريخية بالتعاون مع منظمة اليونسيكو، وتم التحضير له منذ أربع سنوات والمشروع يضم أكثر من 30 خبير عربي وأجنبي.
فيديو قد يعجبك: