إعلان

الماريونيت.. "مربوط بخيط دقيق أطيعه لو أمر" (قصة مصورة)

07:19 م السبت 30 يناير 2016

الماريونيت

كتب- مصطفى ياقوت:

تصوير- نادر نبيل:

من نسج الخيال تولد على يديه الشخصيات ويهيء لها العوالم، ينفث من روحه إليها فتغدو هيّ المحرك، ويغزل من أفكاره خيوطًا تجعل للدمى كيانًا ووجودًا يعبر ويشعر ويخاطب.

تغنى الشيخ إمام بكلمات الشاعر فؤاد قاعود في قصيدته "الماريونيت"، والتي عمد فيها إلى التماهي مع البشر في مدى خضوعهم لمحركات الأقدار عبر خيوط الحياة التي تشبه كثيرًا الخيوط المحركة للماريونيت.

ممسكًا بـ"صليبته" ـ الجزء الأعلى المحرك لعرائس الماريونيت ـ يُغازل الشاب الثلاثيني، أحمد عبد النعيم، مصمم العرائس والمدير السابق لمسرح الساقية للعرائس، وجدان مشاهديه، مطلقًا العنان لأنامله في تجسيد سيناريو معد سلفًا، يروي من خلاله قصة لا تخلو من حكمة أو رسالة أو ترفيه.

1

"أصنعها من الألف للياء".. تبدأ الرحلة الطويلة والتي قد تستغرق 3 أشهر في بعض الأحيان، بالخشب الأبيض والمبرد والأزميل، يشرع في تنفيذ الصورة الذهنية للمارونيت المراد تشكيله، بعد أن يقوم برسمه على أوراق الـ"دشت".

2

3

"كل عروسة ولها شخصيتها اللي بتصنعها معايا".. يولي نعيم بصناعته المحببة اهتمامًا خاصًا، لا سيما وهو من ترك عمله السابق كفني تركيب بمجال الاتصالات، وخاض تجربة السفر لبرلين تارة ولروما تارة أخرى؛ لينهل من باب العلم بتقنيات صناعة العرائس الصقلية بإيطاليا، وفنيات التحريك الحديث والنحت على الخشب بالمملكة المتحدة.

4

وكواحد من أشهر 5 مصممين عرائس قبيل الثورة في يناير 2011، يوضح نعيم أن العروسة قد تفرض شخصيتها على المصمم في بعض الأحيان، فيبدأ بتصور وينتهي لنموذج آخر غير المحدد سلفًا.. "الصناعة دي بتحتاج فريق كامل فبتعاون مع الترزي والنجار والاستايلست عشان تطلع ماريونيت كويسة".

5

6

"أنا عن نفسي بحب استخدم خيط قطن في التحريك"، يروي ممثل مسرح الشارع، والذي بدأ مسيرته الاحترافية كمصمم عرائس عام 2000، عن آليات تحريك العرائس في العروض. "احنا بنحرك بعض وممكن حركة توصل إحساس عكس شكل وشخصية العروسة"، يقول نعيم.

7

لم يكن لخلفية نعيم الأسرية، دورًا فعالًا في انتهاجه لتلك المهنة، يقول: "كل أسرة فيها فنان.. اكتشفت إن أبويا بيرسم كويس بس عمره ما اشتغل في الفن". يعتبر الشاب الثلاثيني، الدكتور ناجي شاكر الأب الروحي له في المجال، ويفخر بإشادة شاكر بأعماله بوصفه "شيخ العرائس في مصر والوطن العربي".

الماريونيت

وصف عائلته له بالـ"مجنون"، لم يثنه عن مواصلة التشبث بحلمه. "أكتر كلمة غريبة سمعتها من حد إني بتاع أصنام.. سمعتها كتير خصوصًا في فترة حكم الإخوان"، ويشدد على أنه لم يفكر يومًا في تغيير مجال عمله حيث أن تلك الانتقادات ما هي إلا جزء من التحدي الذي قرر أن يخوضه.

9

"نظرة الناس للمهنة محبطة خصوصًا لما بيبصولي ويقولوا ده بتاع عرايس"، يجد مصمم العرائس صعوبة بالغة في الرد على سؤال "انت بتشتغل إيه؟". يقول: "صعب أشرح للناس شغلي.. ولما بيقولوا عليا أويمجي مبزعلش".

10

يسعى عبر مشروعه "ميكانيزم" في الوصول لقمة هرم مصممي الماريونيت، من خلال فتح الباب أمام كل موهوب للحصول على تدريب احترافي وتوفير أماكن للعرض.

11

يشعر بالفخر كونه جزءًا من الصحوة التي تسعى لازدهار الفن، مختتمًا "نفسي يكون عندي مسرح خاص للعرائس اسمه ميكانيزم".

12

لا يجد المقربون منه اختلافًا واضحًا بين منزله وورشته، فمبجرد ولوجك داخل ردهات المنزل تجد نماذج من أعماله وأدوات التصنيع في كافة الأنحاء.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان