حينما احتل العثمانيون مصر
بقلم - خالد عزب:
تظل نهاية الدولة المملوكية واحتلال مصر من قبل العثمانيين أمراً محيراً لدي الكثيرين، وفى حقيقة الأمر لولا خيانة بعض كبار أمراء المماليك وتخاذل بعضهم لما احتل العثمانيون مصر، هذا يقودنا إلي كتاب رائع أصدرته دار الكتب المصرية، هو واقعة السلطان الغورى مع السلطان سليم من تأليف ابن زنبل الرمال، حققه الدكتور عبد العزيز جمال الدين الذى كتب مقدمة رائعة للكتاب، فسر فيها كيف احتل العثمانيون مصر بالخيانة، حيث يذكر العديد من الملاحظات الهامة .
لكننا لابد أولاً من عرض سبب ضعف الدولة المملوكية التي كانت تحكم مصر، وعلى رأسها المماليك الذين كانوا يجلبون لمصر عبيداً كبار السن دون تدريب أو تربية ، فأحدثوا مظالم ضد المصريين وفوضي، ولا شك الآن أن العثمانيين زرعوا منهم في وسط الجيش المملوكي من خانه بعد ذلك، ويتحدث ابن زنبل الرمال أنه في واقعة مرج دابق وهي المعركة التي خاضها السلطان قنصوة الغوري ضد السلطان سليم الأول العثماني، خانه اثنين من الأمراء هما خاير بك وجان بروى الغزالي حيث انسحبوا من المعركة ليتركوا السلطان الغوري يقاتل مع مماليكه حيث ظل يقاتل كالفارس البطل إلي أن قتل وأخفي مماليكه المخلصين جثمانه خوفاً من تمثيل السلطان سليم الأول بجثته.
دخل سليم الأول حلب فقد سلمها له الأمير خاير بك الذي خلع زي المماليك وارتدي زي العثمانيين، فقد كان بقوم في رأي الدكتور عبد العزيز جمال الدين بنفس الدور الذي قام به الوزير ابن العلقمي، الذي خان الخليفة المستعصم أخر خلفاء العباسيين في بغداد، وساعد هولاكو على احتلال العراق.
استولي السلطان سليم علي احتلال الشام مدينة مدينة إلي أن وصل إلي غزة حيث لقي مقاومة، وبعد أن كان ينوي السلطان طومان باى مقاومة العثمانيين بعيداً عن القاهرة احبط المماليك عزيمته، فنصب لهم المدافع خارج القاهرة فى الريدانية (صحراء العباسية الآن) هنا يبرز الأمير جان بروى الغزالي خيانته بأن أصر علي دفن المدافع المصرية في الرمال بدلاً من تركها تتحرك بحرية، وفي هذه المعركة شديدة قتل خلالها السلطان طومان باي وفي هذه المعركة شديدة قتل خلالها السلطان طومان باي وفي هذه المعركة شديدة قتل خلالها السلطان طومان باى الصدر الأعظم العثماني سنان باشا بعد أن بارزه، لكن هذا الصمود و القتل الشديد أدي إلي هزيمة أخري .
دخل السلطان سليم الأول القاهرة وترك لجنده حرية نهبها وانتهاك حرمة مساجدها فدخلوها بالخيول وصعدوا علي مآذنها ليقتلوا بالبنادق كل شيء يتحرك .
وفي ذلك يقول الشاعر المصري بدر الدين الزيتوني
نبكي على مصر وسكانها قد خربت أركانها العامرة
وأصبحت بالذل مقهورة من بعد ما كانت هي القاهرة
جمع طومان باي من تبقي من جيشه وانضم إليه أهل القاهرة وكادوا يحرروا القاهرة من قبضه العثمانيين، حتي خطب لطومانباي علي بعض منابر القاهرة، لكن صعود جنود العثمانيين المآذن ليقتلوا المصريين بالبنادق منها، كسر عسكر طومان باي الذي ارتد إلي الجيزة، فعبر إليه عسكر العثمانيين وكسروه فهرب طومان باي إلي احد شيوخ العرب لكي يرتب قوته لكن هذا الشيخ سلمه للسلطان سليم الأول.
شنق طومان باي علي باب زويلة، ورفض إلا أن يحتفظ بكرامته وبكبريائه كسلطان مصر، وبكي عليه أهل مصر.
كتاب ابن زنبل الرمال يحكي ما جري لمصر من خيانة وكيف سلمت بالخيانة، وما يقدمه تتكامل مع الصورة التي سبق وأن قدمها مؤرخ مصر ابن اياس الذي عاصر أيضاً هذه الأحداث، إن صدور هذا الكتاب عن دار الكتب المصرية مؤخراً ليعيد للدار تألقها ودورها الهام الحيوي في هذا المجال.
فيديو قد يعجبك: