ما السر وراء اغتيال النائب العام تحديدًا؟

تقرير - محمد الصاوي:

استيقظ المصريون - صباح اليوم الاثنين - على خبر استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات عقب تفجير موكبه بسيارة مفخخة، ورغم أنه يعتلي أرفع المناصب القضائية، لكنه لم يخطر في بال أحد، أن تغتال يد الإرهاب "محامي الشعب"، ولم تتخذ وزارة الداخلية تدابيرها اللازمة لحماية صاحب الادعاء الوحيد في مصر - بحسب آراء العديد من القضاة - رغم تكرار حوادث اغتيال القضاة بمصر في الآونة الأخيرة.

"النائب العام منصب رفيع وهام جدًا، لأنه هو الوحيد صاحب اختصاص الدعوى العمومية في مصر"، هذا ما أكده المستشار عادل قورة - رئيس محكمة الجنايات - مشيرا إلى استهداف الجماعات الإرهابية المستشار بركات منذ فترة، بسبب مواقفه ضد الجماعات الإرهابية وقرارات الإحالة التي أصدرها منذ اعتلاءه المنصب.

وأشار "قورة" إلى وجود قصور في تأمين النائب العام، مما أسفر عن مصرعه بهذه الطريقة التي لا تحتاج إلى خبير أمني، وقال "الكل يعلم أن رجال القضاء مستهدفين، فكان لابد من يقظة رجال وزارة الداخلية، حيث أنه يوجد في خطة قوات الأمن ثغرات لابد من معالجتها حتى لا يحدث ما لا يُحمد عُقباه".

وعن علاقته الشخصية بالمستشار الراحل هشام بركات؛ قال المستشار عادل قورة أن تفاوت الفئة العمرية لم يجعل هناك علاقة شخصية، إلا عندما اعتلى منصب النائب العام "حدثت عدة لقاءات بيننا بحكم العمل" ولمست كم هو ملتزم في عمله ويلتمس الحياد الشديد كما أنه جسد شخصية "رجل القضاء الحقيقي".

فيما قال مصدر قضائي رفيع المستوى، أن السبب الرئيسي وراء اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام، هو لكونه أرفع مسئول قضائي في البلاد ورأس جهاز النيابة العامة، ومحاولة اغتياله تهدف إلى بث الخوف داخل نفوس أفراد الأسرة القضائية، وإحباط روحهم المعنوية، والتأثير على منطوق أحكامهم فوق منصة المحكمة وهو ما لم ولن يحدث.

وأضاف المصدر - في تصريحات خاصة لموقع مصراوي - أن الجماعات الإرهابية نصبت من النائب العام عدوًا لها، بدعوى قرارات الإحالة التي أصدرها النائب العام الراحل بشأن العناصر الإرهابية بشكل عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص، بدءا من قرار فض اعتصام رابعة، وإحالة خلية الظاهري وعادل حبارة، وإحالة 200 عضو من جماعة أنصار بيت المقدس، مشيرًا إلى أن صمود النائب العام وعدم اكتراثه بتهديداتهم المستمرة شكل عمل استفزاز لهم، كما أنهم اعتقدوا أن اغتيال النائب العام سيخلق ردود أفعال كبيرة ليس في مصر فقط ولكن بجميع أنحاء العالم.