إعلان

إلى الأمان: مصر أمانة.. حافظوا عليها

12:20 م السبت 16 مايو 2015

اللواء دكتور محسن الفحام

بقلم – محسن الفحام:

يستعد طلبة السنة الرابعة بكلية الشرطة وكذا طلبة المراحل النهائية في الكليات العسكرية والمدنية للتخرج بعد أيام قليلة ليحقق كل منهم هدفاً كان يسعى لتحقيقه.. ويأتي ذلك مع بداية العام الثاني لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد والتي يسعى جاهدًا كما نراه جميعاً ان يصل بها إلى بر الأمان على قدر ما يستطيع.

ولعلني أهدف من كلمة اليوم أن أكون سباقاً إلى تهنئتهم بذلك وأن أوصيهم خيراً على بلادنا، فهم الذين سيحملون مشاعل النور لنا جميعاً للخروج بنا وبها مما نمر به حالياً من مواجهة إرهاب أسود وانقسامات سياسية داخل الأحزاب، وإعلام يسعى دائماً إلى تسليط الأضواء على السلبيات متجاهلاً ما تم تحقيقه من إيجابيات لعل أهمها تجاوز ما عانينا فيه من خوف وقلق على مستقبل أولادنا وأحفادنا من مجهول كاد أن يودي بنا إلى الهلاك وإلى تقسيم البلاد وهو ما وصلت إليه بعض الدول من حولنا كالعراق وسوريا واليمن وتلك التهديدات التي تواجه دول الخليج من المد الشيعي الذي تسعى إيران إلى فرضه عليها بمختلف الوسائل.

لقد تابعنا جميعاً الحديث الثالث للسيد الرئيس ولاحظت كما لاحظ العديد ممن كانوا معي أنّ هناك نبرة من الأسى كانت تعتريه في بداية حديثه عندما تحدث عن الفساد والإرهاب والأداء الحكومي والإداري.. فالمواطن دائماَ يريد أن يطمئن على قوت يومه ورفع معاناته التي يلقاها دائماً في دواوين الحكومة والشوارع والمدارس والأسعار.

والسؤال هنا هل يستطيع الرئيس وحده أن يحقق كل ذلك بمفرده.. بالطبع فالإجابة تكون قطعاً بالنفي فنحن حالياً في مرحلة يجب أن نعتبرها مرحلة حرب ومواجهة شاملة لكل أشكال الانهزامية والبيروقراطية، النقد الهدام.. و كما رأينا ان بعض الوزارات لم تتحرك لإتمام ما اتفق عليه في المؤتمر الاقتصادي إلا عندما تم التلويح بحدوث تعديل وزاري يشمل بعض الوزارات المعنية بتلك المشروعات.. نحن في حاجة إلى ثورة تصحيح بمعني الكلمة تشمل المتقاعس والهدام والإعلام الخارج عن النص.. تشمل قوى الشر الذين يعيثون في الارض فساداً دون اعتبار لتلك المرحلة التي تمر بها البلاد.

رجعت بالذاكرة قليلاً إلي مرحلة حكم الاخوان للبلاد و العباد والتي لم تستمر طويلاً ولله الحمد ورأيت أن هدفهم الأسمى كان السيطرة على بعض الوزارات على سبيل الحصر والتي بمقتضاها يمكنهم السيطرة على معظم مقاليد الدولة وهي وزارات الشباب و التي تولاها الإخواني أسامة ياسين قائد أحداث ميدان التحرير و\ما حدث فيها من أعمال عنف وترويع وإرهاب ثم وزارت الحكم المحلي للسيطرة على المحليات والمحافظات والتموين للتحكم في الارزاق و العدل لتوجيه دفة الاحكام من خلال وزراء ينتمون إليهم إما انتماءً فعلياً أو تعاطفاً و تأييداً لهم.. والتعليم للتأثير على عقول الاطفال والشباب في المدارس و الجامعات . ناهيك عن محاولات اختراق الاجهزة الامنية المختلفة و هو مالم يتحقق لهم إلا في أقل القليل و لله الحمد.. وكذلك وزارة الاوقاف والتي اري أن وزيرها يستحق لقب مقاتل من الدرجة الأولى.. ووزارة الإعلام و ما أدراك كم عدد القنوات الفضائية التي كانت تبث السموم في عقولنا و قلوبنا على مدار اليوم .

كل هذا يجب ان نواجهه بشجاعة وثقة وبدراسة وموضوعية تهدف إلى إعادة التوازن والاتزان في تلك الوزارات و غيرها من المواقع و الهيئات المختلفة.. والغريب والعجيب أنني بحثت في الفضائيات عقب خطاب الرئيس لعلني اسمع من يناقش ما جاء فيه بموضوعية وتجرد إلا انني فوجئت بمن يشكك في الفترة الزمنية الكافية لمخزون القمح التي ذكرها الرئيس وآخر يتناول في برامجه موضوعات دخيلة على مجتمعنا المصري الاصيل مثل زنا المحارم والشذوذ الجنسي وثقافة العفاريت، والرجال الذين يرقصون ذلك الرقص الأنثوي والبعض الاخر يحلل المتغيرات السياسية في علاقة مصر مع بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج التي ترتبط بنا ونرتبط بها ارتباطاً تاريخياً وجغرافياً لا يمكن ان يتأثر مهما تغيرت الظروف و الأحداث .

بلادنا يا سادة لا تتحمل كل هذه المهاترات .. بلادنا في حاجة إلى كل رجل مخلص يسعى إلي النهوض بها و يسعى إلي علو شأنها .. لن يستطيع رئيسنا وحده أن يقوم بكل هذه الادوار التي تدير منظومة الدولة داخلياً و خارجياً .. ها هو يجلس مع اعضاء احد الاحزاب ليصلح بينهم ثم يذهب إلي أحد هيئات القوات المسلحة ليشاهد أحدث تطورات التسليح والتجهيز والسيارات المدرعة.. ثم يلتقي بشباب وأبناء وطنه يتحدث معهم مفعماً بالأمل ويطلب منهم العمل ثم العمل لمساعدته في عبور تلك المرحلة .

أعود إلى ابنائي طلبة كلية الشرطة بحكم انتمائي لهذا الجهاز الذي تحمل و ما يتحمل العديد من المهاترات والانتقادات من أناس لم يعرفوا معنى الاستنفار الامني و الاستعداد اليومي للعمل لحماية وطنهم في وقت اختلفت فيه ثقافة المواطن و رؤيته لرجل الأمن .. هل يعلم هؤلاء ان هذا الرجل الذي يعمل في مجال الأمن أصبح يودع اسرته يومياً وداع الشهداء .. هل رأيتم هذا الضابط الذي ينتظر طفلته امام مدرستها حيث تم اغتياله أمامها وهي تتعلق برقبته وتنادي عليه لعله يسمعها و يحملها إلي بيتها و أمها .. ومع ذلك فنحن نتحمل .. وسوف نتحمل .

أدعوا السيد وزير الداخلية لعقد لقاءً مع ابنائه الذين سيتخرجون هذا العام قبل حفلة تخرجهم ومعه قيادات الوزارة وجميعهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لتوعيتهم و تشجعيهم و لعرض اخر تطورات الاوضاع الامنية داخليا وخارجياً و الأخذ بآرائهم ان وجدت...فانا اعلم ان هناك العديد منهم لديه افكاراً شابه و جريئة و بناءة خاصة الذين ينتمون إلي المحافظات المختلفة سواء البحرية او القبلية ...كما اناشد قيادات أكاديمية الشرطة بدعوة بعض خبراء التنمية البشرية لعقد لقاءات مع الطلبة في الفترة السابقة لتخرجهم للوقوف على كيفية مواجهة ضغوط العمل و إدارة الوقت و القيادة و الإدارة.

إنها رسالة وامانة تحملناها من قبل و تحملنا معها الكثير من الصعاب والأخطار.. سوف نسلمها لجيل جديد مفعم بالأمل و الحياة والانتماء لهذا الوطن فهنيئاً لمصر هؤلاء الرجال و تذكروا دائماً ان مصر أمانة.. فحافظوا عليها.. وتحيا مصر.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان