عندما تكون "النحافة" ذنبٌ للقتل
كتب - علاء أحمد:
أن تكون بدينًا فتلك عادة سيئة، فالجميع يبحث عن الرشاقة، وان تكون نحيفًا فتلك عادة سيئة أيضًا، لأن طلقات الخرطوش وقتها يمكنها أن تخترق جسدك، وما ان تذهب روحك بعيدًا إلى الخالق، يتبرأ المجرم من جريمته، سواءً أكان المجرم من أجهزة الدولة أو ضباط وزارة الداخلية أو مواطن عابر.
الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث باسم الطب الشرعي، أكد أن الخرطوش اخترق جسد الناشطة شيماء الصباغ ليس لأنها تمردت أو تظاهرت أو هاجمت قوات الأمن فكان عقابًا لها أن يحوى جسدها على خرطوش الداخلية، ولكن الخرطوش قتلها، بسبب نحافتها، وهي التصريحات الرسمية التي أثارت غضب العديد من مستخدمي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر".
بالنسبة للشهيد جابر جيكا، فإن الخرطوش أدى إلى وفاته، من مسافة تقدر بـ 10 أمتار.. الناشط الذي قُتل خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، قُتل من مسافة الـ 10 أمتار -وفقًا للطب الشرعي- وهي مسافة بعيدة إذا ما قورنت بمسافة الناشطة شيماء الصباغ.
"الخرطوش الذي أصاب شيماء الصباغ، وفقاً للعمل لا يؤدي إلى الموت لبعده المسافة أكثر من ثمانية أمتار، ولكن لأنها نحيفة أكثر من اللزوم أستطاع الخرطوش اختراق جسدها بسهولة وتمركز في القلب والرئة، وهذه حالة نادرة جداً''، هكذا علق الدكتور هشام عبد الحميد، المتحدث الرسمي باسم الطب الشرعي، على مقتل الناشطة.
وكان تقرير الطب الشرعي في مقتل جابر جيكا،والذى قُتل خلال الاشتباكات التي حدثت بين قوات الأمن والمتظاهرين في أحداث ذكرى "محمد محمود"، أنه تم استخراج عدد 2 خرطوش معدني كبير، واحدة من المخ سبب الوفاة و أخرى من الرقبة وتم رصد ثلاثة طلقات أخرى ظهروا بالأشعة مستقرين بالعمود الفقري.
وفي المقابل تم تحريز عدد مقذوفتين من الخرطوش التي تم استخراجهما بمعرفة الطب الشرعي والنيابة، وتم تحرير تقرير مبدئي، كالتالي "خرطوش معدني كبير أدى إلى الوفاة" وتم الاطلاع عليه من قِبل الطبيب شادي الغزالي ولم يتم استخراج باقي المقذوفات لاستقرارها داخل العمود الفقري.. وقال -وقتها- وكيل النيابة المكلف بأن نوع الخرطوش الذي تستخدمه قوات الأمن من نوع جديد لم يتم استخدامه من قبل وهو أكبر حجمًا وغير متداول بين الأشخاص العاديين، كما كشف الدكتور عماد الدين محمد مسؤول دار التشريح والطبيب الشرعي الذى أشرف على تشريح الجثمان، أن إصابة جابر ومسافة الإطلاق القريبة التي لا تتجاوز عشرة أمتار واتجاه الإطلاق يؤكدان أن القاتل متعمِّد استهداف "جيكا" وإصابته، مؤكدًا أنه تم تسليم التقرير للنيابة المختصة لمباشرة التحقيقات.
من جهته؛ علق اللواء متقاعد إيهاب يوسف الخبير الأمني، على تصريحات الطب الشرعي في مقتل شيماء الصباغ، مؤكدًا أن جريمة القتل تنقسم إلى جزئين مادي ومعنوي، فالجزء المادي هو الفعل، قائلًا: "ماينفعش أقول إن القتل سببه الحالة الصحية للمجنى عليه"، والمعنوي يأتي بسؤال الجاني هل كان القتل عن قصد أم لا؟.
وضرب "يوسف" مثالا على ذلك بقوله: "إذا ضربت شخص حالته الصحية متدهورة فمات؛ فقد ارتكبت جريمة القتل لأن هذا هو الفعل المادي؛ وهذا متعارف عليه قانونًا"، وفي هذه الحالة يتم سؤال الجاني هل كان عن قصد أم لا؟.
وأكد يوسف - في تصريحات خاصة لموقع مصراوي - أن الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث باسم الطب الشرعي "خانه التوفيق في اختيار اللفظ، وربما كنا فهمناه فهمًا خاطئًا"، مؤكدًا أن الحالة القانونية متشابهة مع حادث مقتل جابر جيكا، والقانون يعتبر الاثنين حالات قتل ويتوقف الأمر على سؤال الجاني "هل عن عمد أم لا؟".
فيديو قد يعجبك: