في ذكرى وفاته.. الشيخ كشك "فارس المنابر" الذي اصطدم بالسلطة (بروفايل)
كتبت - عبير القاضي:
"فارس المنابر ومحامي الحركات الإسلامية".. ألقاب لأبرز وأشهر خطباء العالم العربي، الشيخ عبد الحميد كشك، الذي له أكثر من 2000 خطبة مسجلة، ويشهد الجميع أن طوال حياته لم يخطئ أبدًا في أصول اللغة العربية.
اصطدم كشك بالسلطة وعارض الرئيس الراحل أنور السادات، بعد كامب ديفيد، وهاجمه الرئيس في خطاب 5 سبتمبر الشهير، وألقى القبض عليه ضمن حملة الاعتقالات عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين.
كان كشك مبصرًا إلى أن بلغ الثالثة عشر من عمره، ففقد أحدى عينيه، وفي السابعة عشر، فقد الأخرى، وكان كثيرًا ما يقول عن نفسه، كما كان يقول ابن عباس، "إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما ففي فؤادي وعقلي عنهما نورُ".
ولد الشيخ كشك في شبراخيت بمحافظة البحيرة في مارس 1933، وحفظ القرآن وقبل أن يتم العاشرة، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وبعدها بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ثم عُين معيدًا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1957، ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة.
عمل كشك إمامًا وخطيبًا بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة، وفي عام 1962 تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، ذلك المسجد الذي ظل يخطب فيه قرابة عشرين عامًا .
اعتقل الشيخ كشك عام 1965، وظل بالمعتقل عامين ونصف، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبو زعبل والقلعة والسجن الحربي، وذكر البعض أنه تعرض للتعذيب، وفي عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد، حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام، واستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة، وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس محمد أنور السادات، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
و هاجم كشك، الشيخ محمد متولي الشعراوي، في إحدى خطبه، قائلا : "ماذا تقول لربك غدًا يا شيخ شعراوي لما وقفتَ في مجلس الشعب وقلت: "لو كان بيدي شيء من الأمر لرفعتُ هذا الحاكم إلى قمة لا يُسأل عما يفعل! من الذي لا يسأل عما يفعل يا شعراوي؟".
توفى الشيخ كشك في ديسمبر 1996، وقبل وفاته حكى على زوجته وأولاده رؤيا وهي رؤية النبي محمد وعمر بن الخطاب بالمنام حيث رأى في منامه رسول الله الذي قال له: "سلم على عمر"، فسلم عليه، ثم وقع على الأرض ميتا فغسله رسول الله بيديه.
فقالت له زوجته: - وهي التي قصت هذه الرؤيا - علمتنا حديث النبي أنه من رأى رؤيا يكرهها فلا يقصصها. فقال الشيخ كشك: ومن قال لك أنني أكره هذه الرؤيا والله إنني لأرجو أن يكون الأمر كما كان، ثم ذهب وتوضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته، بدأ يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي، بحسب رواية زوجته.
فيديو قد يعجبك: