إعلان

جابر نصار: استلمت جامعة القاهرة "مُفلسة".. وهزمنا الإرهاب بـ "الفنون الشعبية" - (حوار)

08:44 م السبت 26 ديسمبر 2015

 

حوار - وليد العربي وأمل عاطف:

تصوير – علاء القصاص:

قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن حجم ما ينفق من الموازنة العامة للدولة في مصر على التعليم قبل الجامعي يوازي 30% أو 40% مقارنة بما ينفق في المؤسسات التعليمية الأخري مثل جامعة القاهرة، مؤكدًا أنه لا يمكن حل مشكلات التعليم الجامعي بمعزل عن ملف التعليم قبل الجامعي.

وفي سياق آخر، أكد رئيس جامعة القاهرة، أنه يتم محاربة الفكر المتطرف بالجامعة بالثقافة والفن، مؤكدًا أن البرنامج الثقافي لجامعة القاهرة أحدث تغير جذري بها، كان هذا خلال ندوة الدكتور جابر نصار بموقع مصراوي، والتي تم كريمه على هامش الندوة كشخصية العام بالجامعات لعام 2015.. وإلى تفاصيل الندوة:

ما رأيك في التعليم قبل الجامعي والجامعي في مصر الآن؟

مصر احتلت المرتبة قبل الأخيرة في جودة التعليم علي مستوى العالم، وهذا شئ مُحزن، ولكن ذلك لا يعني أن التعليم في مصر بهذه الدرجة من السوء، لأن هذا التقييم يأتي وفقًا لعدة معايير ومن ضمنها حجم إنفاق الدولة على التعليم من الموازنة العامة.

وكيف ترى حجم إنفاق الدولة على التعليم في مصر؟

نجد أن ما ينفق من الموازنة العامة للدولة في مصر على التعليم يوازي 30% أو 40% مما ينفق في المؤسسات التعليمية الأخري مثل جامعة القاهرة، وهو ما يُفسر ترتيب مصر في مؤشر جودة التعليم، أضف إلى هذا كله أن التعليم في مصر يواجه عدة مشكلات بسبب انسحاب الدولة من أكثر من أربعين عام من أداء دور حقيقي في العملية التعليمية وهذا ما نراه في أبسط الصور، إذا كان قديمًا من يدخل مدارس خاصة يعتبر في نظر المجتمع مستواه ضعيف، في حين أن الطلاب المجتهدين هم من يرتادوا الذهاب للمدارس الحكومية، وهذا بعكس ما يحدث الآن فالكل أصبح يسعى للالتحاق بالمدارس الخاصة دون المدارس الحكومية التي أصبحت غير قادرة علي تعليم حقيقي وجاد للطلاب.

وما هي رؤيتك لحل هذه المشكلة؟

لا يمكن حل مشكلات التعليم الجامعي بمعزل عن ملف التعليم قبل الجامعي، لأن المنتج الذي ينتج في التعليم قبل الجامعي هو نفسه الذي يستكمل عليه التعليم الجامعي".

وما هي الأزمات التي واجهتها كرئيس جامعة القاهرة؟

نحن في جامعة القاهرة بحثنا عن أفكار جديدة للتغلب علي الأزمات المالية التي تواجه العملية التعليمية في الجامعة، بالإضافة إلى أن أزمة جامعة القاهرة المالية كانت شديدة، خاصة أنه عندما توليت رئاسة جامعة القاهرة في يناير من عام 2013 "كانت مُفلسة ولم يكن فيها مليم واحد"، وأتذكر أن أول تقرير جاء لي من الأمن الوطني عند تولي رئاسة الجامعة هو أن 80 % من الحرس الجامعي الإداري منتمين للإخوان وكان بعض الأساتذة الجامعيين يحرضون طلاب للمشاركة في اعتصام النهضة ويُبيتون في كلية الهندسة داخل الحرم الجامعي، فكان الوضع في الجامعة سيء للغاية، ولا يوجد دخل للجامعة للصرف على متطلبات المنظومة؛ لذا فكان وضع جامعة القاهرة قبل وبعد الاعتصام سيء للغاية.

وهل كانت لتلك المشكلات حل؟

كانت رؤيتنا أنه لا مشكلة عصية على الإصلاح، ولقد علمتني دراسة القانون أنه يوجد حل لكل مشكلة بالقانون، وتمثلت الحلول التي قمنا بها في جامعة القاهرة في إصلاح الجامعة ماليًا وإداريًا والحفاظ على أموال الجامعة وصرف كل جنيه في مكانه الصحيح، ولذلك وفي غضون شهور توصلت الجامعة إلى حلول جيدة، ويُعد نجاح جامعة القاهرة قائم على عدة محاور، أولها استخدام المنهج العلمي في حل المشكلات ووضع الحلول لها، ولقد قمنا بالاستعانة في ذلك بأساتذة علم الاجتماع والنفس والسياسة والقانون.

وما هي أهم المشكلات التي واجهت الجامعة في الفترة الماضية؟

أهم المشكلات التي واجهتنا في جامعة القاهرة بعد ثورة 30 يونيه هو اتخاذ شباب الإخوان من الجامعات مركزًا لهم للتظاهر في وجه الدولة المصرية لعودة نظام مرسي، مستغلين كثافة أعداد الطلاب التي تصل إلى 120 ألف طالب يوميًا بالحرم الجامعي، فإن قام 200 أو 300 طالب من الإخوان بشغب في الجامعة، فكان يصعب اكتشافهم وسط أعداد الطلاب الكبيرة.

وما هي الحلول التي اتخذتها لحل المشكلة؟

من السهل أن يُفصل الطالب الإرهابي من الجامعة، ونحن قمنا بمثل هذا الإجراء في جامعة القاهرة ولكن لابد من معالجة الفكر المتطرف من الناحية الثقافية والفنية، وفتح قنوات حوار مع الطلاب حتى لا يكون الطريق مسدود بينك وبين الطالب، لذلك أنا حريص على التواجد بين الطلاب، قائلًا "أنا مبقعدش في مكتبي أنزل وأروح وأجي، فأنا أكتر رئيس جامعة متواجد بين الناس والطلاب، الناس بتشوفني وبيقعدوا ويتصوروا ويتكلموا معي"؛ أي هناك حوار مفتوح مما ساعد على توطيد العلاقة بين الجامعة والطلاب.

وهل البرنامج الثقافي لجامعة القاهرة كان له مفعول السحر؟

البرنامج الثقافي لجامعة القاهرة أحدث تغيير جذري، فما نفعله الآن في جامعة القاهرة ما كان يتصوره أحد، فنحن نقيم المسارح والفنون الشعبية في الشارع، هذا مقارنة لما كان يحدث من قبل المتطرفين من شغب حين يقوم الطلاب بتمثيل المسرحيات علي مسرح الجامعة حتى ولو لم يحضرها أحد، لذلك لابد أن نفهم لماذا تحارب الجماعات المتطرفة الموسيقى والفنون؟، لأنهم يعلمون أن الثقافة بهذا الشكل طاردة للتطرف، فمثلًا حينما يتعرض طالب لأزمة عاطفية بسبب ترك زميلة له في الجامعة، ويتعرض لأزمة نفسية، بالإضافة إلى الفن الهابط - مثل أغنية "سيب إيدي وسيب رجلي" - فحينما يقول لهم المتطرفين الفن حرام يعترف الطالب بأن الفن حرام.

وأَضاف أن الطالب عندما يشاهد فن راقي مثل عمر خيرت وعلي الحجار أو فرقة الفنون الشعبية، في حين نجد كبار السن ممن يملكون من العمر 50 عامًا ولا يدخلوا سينما في حياتهم نجد على النقيض الشباب الجامعي تقدم له الفنون في الجامعة من سن 17 عاما وتلك الفنون تمتص غضبهم من أي ضغوط اجتماعية تواجههم، ويأتي في هذا الإطار كل القرارات التي تم اتخاذها وأثارت جدلًا مثل إغلاق الزوايا وافتتاح مجمع المساجد فكل تلك القرارات مسحت الغبار عن وجه جامعة القاهرة ليظهر الوجه التنويري لجامعة القاهرة.

وماذا عن الانتقادات التي وجهت لجامعة القاهرة بشأن التضييق على الحريات؟

لم نضيق الحريات على أحد، فكل ما نطلبه هو احترام حقوق الآخرين واحترام القانون "الإخوان عايزين الجامعة غابة عايزين يحرقوا ويمنعوا الامتحان، وهذا تطرف ونحن نطبق القانون"، "نتحدى أي إنسان يثبت أننا قيدنا حريته فجامعة القاهرة واحة للحرية، إلا أن ذلك لا بد أن يكون وفقًا للقانون، فعلى سبيل المثال منعت جامعة القاهرة بعض الطلاب الاشتراكيين من تنظيم معرض لدعم القضية الفلسطينية وكان ذلك بسبب أنهم لم يطلبوا تصريح للتنظيم؛ بل نظموه من تلقاء أنفسهم "لن يستطيع أحد فرض إرادته علي جامعة القاهرة.. نحن سنطبق القانون".

ما ردك على من يرى أن منع المنتقبات من التدريس تقييد للحريات؟

نحن نتخذ القرارات التي في صالح العملية التعليمية، فالذين يشيعون أن القرار له خلفية سياسية أو أمنية فهم كاذبون، فلو كان كذلك؛ كان من الأولى تعميم القرار على جميع الجامعات، بل بالعكس أكثر الانتقادات التي وجهت لي كانت من رؤساء الجامعات الأخرى، وخاصة أننا لا نريد أن نفتح جبهة يستغلها الإخوان في التظاهرات، فحينما توجد مشكلة في جدول الامتحانات أو في الامتحانات نفسها نجلس مع الطلاب ونتناقش بدلًا من أن يستغل الإخوان الوقفات الاحتجاجية التي تأتي اعتراضًا على تلك الأمور.

وهل كان هناك مشاكل لأعضاء هيئة التدريس المنتقبات؟

في البداية وضعت القضية على طاولة النقاش واستعنت برأي خبراء أساتذة التربية من خارج جامعة القاهرة في جامعة بنها وعين شمس والإسكندرية، ورأى خبراء في لغة الجسد؛ وأجمعت كل الآراء على أنه لا يمكن تحقيق التواصل بين الطلاب من خلال النقاب، فأكثر من 72% من لغة التواصل تتم من خلال تعبيرات الوجه و28% بتدرجات الصوت وحركات الجسد، ولقد شمل قرار منع التدريس بالنقاب ألا يستخدم النقاب داخل المحاضرة، أما في الحرم الجامعي والمكتب هي حرة في ارتداء النقاب، ونحن لدينا 106 منتقبة، منهم من وافق ومنهم من رفع دعاوى قضائية وهنا قدمت الجامعة دوافعها وفي النهاية التدريس بالنقاب ممنوع.

ما هو الوعد التي قطعته على نفسك في بداية الدراسة وتم تنفيذه؟

أنا أعلنت في بداية العام الدراسي أنه لن يكون هناك فعاليات للإخوان داخل الجامعة، وكان هذا تحدي بالنسبة لنا، وانتظر الكثيرون نتيجة هذا التحدي فلم يجتمع طالبين معًا، ولا وجود لجماعة الإخوان في جامعة القاهرة كتنظيم الآن، ولا ننسى أن أول عمل للإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين، كانت في الأربعينيات حينما قام التنظيم باغتيال رئيس وزراء مصر، النقراشي باشا، وفي أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حاول الإخوان اغتياله، ولكن الدولة المصرية انتصرت وتصدت لهم والآن رغم محاولات الإخوان إلا أن الدولة المصرية ستنتصر.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان