خلال جلسات "الأزهر وكانتر بيري".. أبدأ بالشباب لمواجهة التطرف - تقرير
كتب- عبدالرحمن أحمد:
في الثلاثين من يناير عام 2002، وقع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، اتفاقية للحوار، بقصر لامبث بلندن، للعمل على وأد أي بوادر أزمات تحدث بين المسلمين والمسيحيين في أي مكان في العالم، والقضاء عليها قبل تفاقهما.
وعلى مدار الـ13 عاما الماضية، عقد الأزهر الشريف مع كنيسة كانتر بيري، إحدى عشر جلسة للنظر في المشاكل التي تواجه العالمين الإسلامي والمسيحي، والعمل على حلها على الفور.
كان آخر هذه الجلسات تلك التي احتضنتها المشيخة منذ يومين، بحضور الدكتور محمود حمدي زقزوق رئيس مركز الحوار، والدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محي عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد جميعة، ونيافة المطران منير حنا، والأسقف توبي هوارث، والأسقف جوناثان، والقس مارك بولسون.
التعاليم الدينية السمحة
وخلال اللقاء تم الاتفاق على، تشجيع الأسقفيين الأنجليكان على فهم الإسلام فهما حقيقيا وتشجيع المسلمين على فهم الإيمان المسيحي، والتعاون على حل المشكلات والنزاعات التي تحدث بين المسلمين والمسيحيين في الأماكن المتفرقة في العالم وتشجيع القادة الدينيين على استخدام تأثيرهم لتحقيق المصالحة وصناعة السلام، و العمل معا ضد الظلم والتعدي على حقوق الإنسان، ونشر التعاليم السمحة والصحيحة للإسلام والمسيحية، و تشجيع المؤسسات من كلا الجانبين للقيام بدور فعال وإيجابي في عملية التنمية.
التصدي للفكر الإرهابي
وعقب انتهاء الاجتماع، وقع المجتمعون على وثيقة الحوار الثانية عشرة بين الأزهر وكنيسة كانتر بيرى، وتم الاتفاق على أن الإرهاب فكر عداوني، ينتج من استخدام النصوص الدينية بصورة خاطئة باقتطاعها من سياقاتها، وبفهمها بمعزل عن ظروفها الزمانية والمكانية، وواقعها المعاصر ومستجداته، يقتضي مواجهته بالفكر الصحيح.
واتفق المجتمعون، على وجوب التصدي للفكر الإرهابي وتكاتف الجميع، في سبيل القضاء عليه قبل استفحاله، والقضاء على التهميش الاجتماعي للأقليات العرقية والدينية في العالم كله، وعدم التمييز بين البشر بسبب الدين أو اللون أو الجنس، والإكثار من عقد مثل هذه الحوارات والندوات.
وأكد أعضاء اللجنة على التواصل خلال العام لتشجيع الحوار على مستوى القادة الدينيين في الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية (الأنجليكانية) وعلى مستوي الشعوب، والاتفاق على عقد الجلسة الثالثة عشرة في لندن خريف عام 2016.
حلول عاجلة
من جانبه، قال الدكتور محي عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن جلسات الحوار التي تعقد بين الأزهر والكنيسة تساهم في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وتعمل طرح حلول عاجلة للمشاكل التي تظهر على الساحة الإقليمية والدولية.
وأضاف عفيفي، في تصريح لمصراوي، أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الثاني عشر، على ضرورة استهداف الشباب المسيحي والمسلم، والعمل على توعيتهم بالمخاطر التي تحيط بهم من مكان.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنه سيتم تكثيف العمل خلال الفترة المقبلة، على الشباب، بعد أن لوحظ أنهم الفئة المستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية.
تجديد الخطاب الديني
من جانبه، قال الشيخ إسلام النواوى عضو لجنة تجديد الخطاب الديني بوزارة الأوقاف، إن قضية تجديد الخطاب الديني لا ترتبط بدين بعينه، وإنما هي أمر حتمي للأديان كلها، لتواكب العصر الذي نعيشه حاليا.
وأضاف النواوي، في حديثه لمصراوى، أن الدين الإسلامي والمسيحي يلتقيان في مشتركات، والجلسات التي تجمع الأزهر والكنيسة يعملان لأجل تجديد الخطاب كلُ من ناحيته، مع الاحتفاظ بعقيدته، دون فرض أي منهما الوصاية على الآخر.
وأكد عضو لجنة تجديد الخطاب الديني، أن المؤتمرات والندوات التي تقام ليست كافية لتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف، إلا أنها مهمة في الوقت ذاته، لمساهمتها في تقريب وجهات النظر.
وأوضح، أن المؤتمرات والندوات، تساهم فى تقريب وجهات النظر، والخروج برؤى تساعد فى عملية تجديد الخطاب الدينى.
فيديو قد يعجبك: