إعلان

قصة أسرى النصرة ولبنان وتورط طليقة البغدادي

10:40 م الإثنين 30 نوفمبر 2015

قصة أسرى النصرة ولبنان وتورط طليقة البغدادي

كتب - محمود أحمد:

منذ منتصف أغسطس 2014 بدأ الجيش اللبناني، مرحلة جدية من المفاوضات مع جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، من أجل عقد صفقة لتبادل المحتجزين والأسرى جراء العمليات القتالية التي تمت بين الطرفين على الحدود اللبنانية السورية باشتراك مجموعات مسلحة سورية وتدخل فيها حزب الله بقيادة أمينه حسن نصرالله.

الجولاني الذي توعد حزب الله كثيرًا لدعمه تحركات إيران في الشرق الأوسط والدفاع عن مصالحها، وافق على الصفقة التي تنص على الإفراج عن 17 عسكريًا من المحتجزين لديه، مقابل إفراج السلطات في لبنان عن 25 شخصًا بينهم 5 سيدات على رأسهم سجي الدليمي، طليقة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش إلا أن الصفقة توقفت في اللحظة الأخيرة.

2

دور الوسيط "قطر"

كشف أعضاء في تنظيم جبهة النصرة عن اتمام الصفقة عبر مسؤول كبير لإحدى الأجهزة الأمنية القطرية، مؤكدين أنه أخذ على عاتقه عملية التواصل مع الطرفين، حتى الاتفاق على منطقة "عرسال" الواقعة على الحدود لاتمام عملية التبادل.

وقال أعضاء التنظيم، عبر منتدياتهم، إن الصفقة تتمثل في الإفراج عن 25 شابًا سوريا تابعين لها وفي مقدمتهم حسين الحجيري، ونزار مولوي، و5 سيدات أخريات مقربين منها تم اعتقالهم جميعًا في لبنان، مقابل 17 عسكريًا يتبعون النظام اللبناني وحزب الله.

وأوضحت الجبهة، أن حزب الله طالب الجيش بعدم تسليم شخصين من العشرة وهما حسين الحجيري، وسجى الدليمي، طليقة زعيم تنظيم داعش.

في الوقت الذي كشف فيه مصدر أمني لبناني، أن الأمن أخلى سبيل 10 رجال و5 سيدات تم نقلهم من السجن إلى الأمن العام لإجراء عملية التبادل وهنّ سجى الدليمي، وجمانة حميد، وسمر الهندي، وليلى النجار، وعلا العقيلي، زوجة علي الشيشاني الذي كان قائدا في جبهة النصرة ثم انضم لاحقا إلى التنظيم.

3

تأكيد عملية التبادل

في الوقت الذي أكد فيه مصدر وزاري لبناني لقناة "الميادين" اللبنانية، اتمام عملية الإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى النصرة ضمن عملية تبادل.

وقالت "الميادين"، إن موكبا أمنيا لبنانيا عاد من سوريا مساء الجمعة الماضية، برفقته عدد من مساجين "جبهة النصرة" في سوريا، وأفادت بأن رئيس جهاز أمن قطري هو الوسيط الذي ساهم في إنجاز عملية التبادل مع جبهة النصرة للإفراج عن بعض الموقوفين في سجن رومية.

وأكدت مصادر وزارية لبنانية، للقناة خروج 7 موقوفين من مبنى "ب" في سجن رومية ومنهم محمد رحال، ومحمد يحيى، ومحمد عياش، وايهاب الحلاق، وعبدالمجيد غضبان، وثلاثة موقوفين من مبنى "د" في سجن رومية وموقوف من سجن زحلة وهو حسين الحجيري وخمسة سجينات بينهم سجى الدليمي.

ولفتت المصادر إلى أن رئيس الحكومة تمام سلام، قد ألغى سفره لمتابعة موضوع التبادل، وألمح المصدر أنه يجرى التجهيز لصفقة الإفراج عن العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى جبهة النصرة منذ أغسطس 2014، موضحا أن الصفقة "قد تتم الليلة أو غدا إذا لم تحدث عراقيل"، لافتا إلى أنها قد تشمل السجينة العراقية سجى الدليمي، طليقة البغدادي.

وأضاف أن بين المطلق سراحهم خالد اليوسف المسمى بـ"أبوالوليد" الموقوف لدى الأجهزة الأمنية مقابل إطلاق العسكريين التابعين للجيش، حيث لعب دور الوسيط في صفقة التبادل قبل اعتقاله - بحسب المصادر اللبنانية.

4

تعليق الصفقة

قالت جبهة النصرة، في بيان لها، أن حزب الله اللبناني برئاسة حسن نصرالله، هو السبب في تعطيل إتمام صفقة التبادل، بسبب تدخله وإصراره على إدراج ثلاثة من عناصره، وقعوا مؤخرا أسرى بيد جبهة النصرة في ريف حلب الجنوبي وهم "محمد مهدي شعيب، وموسى قوراني، وحسين نزيه طه".

وذكرت الجبهة، إنه يوجد عدة أسباب أخرى جعلت النصرة تتردد بالسير في إجراءات التبادل، منها عدم حصولها على ضمانات جدية من قبل الطرف اللبناني لتأمين العملية، وطلبها تأمين ممرات آمنة للجرحى.

5

مطالب جديدة

قال مصدر أمني لبناني اليوم الاثنين، إن عملية تبادل العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى تنظيم "جبهة النصرة" تأخرت بسبب "مطالب تعجيزية جديدة" للجبهة، مشددا على أن المفاوضات "ما زالت مستمرة".

وقال المصدر، لوسائل إعلام لبنانية، إن جبهة النصرة أدخلت في الربع ساعة الأخير مطالب جديدة، أدت إلى تأخير إتمام عملية التبادل بعد أن كانت قد وصلت إلى مراحل نهائية، واصفًا هذه المطالب بأنها "تعجيزية".

وأشار الى أن "التسريبات الإعلامية التي بدأت بالانتشار منذ صباح أمس، وأغلبها كان يندرج في باب الإشاعات، كان لها تأثير سلبي أيضا على إتمام العملية.

وأصدر الأمن العام اللبناني أمس بيانا، شدد فيه على أن "كل ما تم تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح (أمس) حتى الآن، من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة، هو معلومات غير صحيحة ويتنافى كلّيا مع الحقيقة، خصوصا لجهة الحديث عن شروط التبادل.

6

رسالة إلى إيران

أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، بقرب إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي.

وأوضح سلام، اليوم الإثنين، خلال استقباله نائب وزير الخارجية الإيراني عبد الأمير اللهيان اليوم الإثنين، أن عملية إطلاقهم قريب جدًا وربما يكون الليلة، مؤكدًا أن لبنان تسعى لكل طريق نحو الاستقرار لإقبالها على انتخابات رئاسية ورغبتها في توحد كل القوى السياسية خلف رجل واحد.

تصريحات "سلام" تؤكد أن المفاوضات ما زالت مستمرة وسيتم التوصل لحل وسط لإنهاء الصفقة، مع إعلان جبهة النصرة توقفها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان