بالفيديو والصور- مخترع سيارة بدون بنزين.. أهملته الدولة فأصيب بالإحباط و"بطل اختراعات"
كتب - عبدالله قدري:
يقولون إن الحاجة هي أم الاختراع، فبقدر حاجتك للشيء يكون دافعك لتحقيقه. هذا المثل ينطبق على المخترع المصري محمود عبدالفتاح (48 عامًا) من أبناء محافظة الإسماعيلية.
كان تكدس السيارات أمام محطات الوقود نتيجة نقص البنزين إبّان ثورة 25 يناير، سببًا كافيًا لدفع عبدالفتاح إلى التفكير في اختراع سيارة تسير بدون بنزين، لمواجهة أزمة نقص الوقود التي عانى منها هو شخصيًا ولم يستطع تموين سيارته الخاصة بسبب الزحام غير الطبيعي وانتظاره فترات طويلة أمام محطات الوقود، ما دفعه إلى التفكير في طاقة بديلة ونظيفة في نفس الوقت.
الاختراع كما يقول محمود عبدالفتاح - في حوار خاص لموقع مصراوي - عبارة عن عربية بثلاث عجلات تمشي بالمياه دون بنزين، فهو صناعة مصرية نظيفة يحافظ على البيئة من التلوث الذي تسببه عوادم السيارات، وفي نفس الوقت أرخص في تكلفته من الـ "توك توك".
يشرح عبدالفتاح -خريج كلية الهندسة قسم ميكانيكا إنتاج- كيفية عمل السيارة بدون وقود فيقول "الهيدروجين من مكونات المياه، فبدأت أبحث وأعمل تدرج في فصل الغاز الخاص وهو الهيدروجين الناتج من المياه، وذلك من خلال التحليل الكهربي للمياه".
يضيف أنه سعى لعرض مشروعه على الجهات المختصة بالدولة، والتقى وزير البحث العلمي الأسبق في محافظة الإسماعيلية، متابعًا: "وعرضت عليه المحرك وأني استطيع تشغيله بدون بنزين، فأعطاني الكارت الشخصي الخاص به فقط، وبعدها لم يحدث شيء".
يملك عبدالفتاح ورشة تصنيع آلات ميكانيكية بمحافظة الإسماعيلية، يقدم من خلالها كما يقول اخترعات كثيرة، لكنه لم يجد من يهتم بأبحاثه. ذات يوم توجه إلى جامعة قناة السويس وعرض عليهم اختراعه لكنه لم يجد اهتمام "مجرد مسكنات محدش بيهتم ولا عاوز يوجه دماغه"، على حد قوله.
لم ييأس عبدالفتاح وتوجه إلى أكاديمية البحث العلمي وتناقش مع المسؤولين هناك بشأن اختراعه -الذي مر عليه حتى الآن نحو 4 سنوات- دون أن يسجله في مكتب براءة الاختراع ليحفظ حقوقه في ملكية السيارة، مفسرًا ذلك بأنه لم يرد أن يسجل اختراعه في المكتب حفاظًا على سرية الاختراع.
وبسؤاله عن كيفية ذلك ومهمة المكتب هو أن يحفظ له ملكيتك الفكرية، أجاب: "لي زملاء كثيرون سجلوا اختراعاتهم في المكتب وفوجئوا بعد ذلك بسرقة الفكرة".
أصيب عبدالفتاح بالإحباط "عرضتُ الاختراع على أكثر من جهة رسمية من أول وزار البحث العلمي وجامعة قناة السويس، وأكاديمية البحث العلمي، كما التقطتُ صورًا مع محافظ الإسماعيلية، وكان كل مسؤول يعدني بالاهتمام، لكن لا نتيجة".
منذ أيام وجهت وزارة البحث العلمي دعوة لـ "عبدالفتاح" لحضور معرض للمخترعين بقصر البارون يقومون فيه بعرض أفكارهم ومشاريعهم، لكنه لم يذهب وقرر مقاطعة المعرض نتيجة اللقاءات الكثيرة التي عقدها مع المسؤولين دون جدوى، "فأصبتُ بالإحباط وقررت أن لا أعرض المشروع على أي أحد مرة أخرى، وبطلت اختراعات".
يقول عبدالفتاح إنه تلقى عرضًا من دول أجنبية مثل البرازيل وعربية لتنفيذ فكرة مشروعه وكان آخرها عرضًا من رجل أعمال سليل عائلة الخرافي بالكويت، لكنه لا يفضل أن ينفذ اختراعاته في الخارج، وفي نفس الوقت لا يلوم المخترعين المصريين في تنفيذ أفكارهم خارج حدود بلادهم مثلما فعل المصري أحمد الطماوي قائلًا: "هو راح للناس اللي تقدره وتعطي له اهتمامها".
تابع موضوعات الملف
مصر تحتل المركز الخامس في تصدير العلماء- (انفوجراف)
صاحب فكرة الإعلان على تذكرة المترو يروي تفاصيل خطف الإمارات له في 3 أيام- حوار
بالتفاصيل- مشروع يحمي المنشآت من الحرائق والمولوتوف.. وصاحبه: ''الدولة عاوزه واسطة'' - حوار
رئيس أكاديمية البحث العلمي: الميزانية لا تتعد 1%.. وترتيبنا 100 في مؤشر الابتكار- حوار
مخترع السد الذكي: لم أحصل على جنسية الإمارات.. ووزير تعليم سابق: ''مين ده !!'' - حوار
مخرج شاب: مصر رفضت ترشيحي لمهرجان بالبحرين.. ففزت بجائزته الأولى- حوار
''طماوي جديد''.. شاب يخترع جهاز يوفر 70% من كهرباء مترو الأنفاق- حوار
وزيرة الهجرة: نفتخر بعلماء مصر في الخارج.. ولن نجبر أحد على العودة- حوار
فريق ''إنجاد''.. حينما تعيد الحياة لشخص بـ''ذراع''
فيديو قد يعجبك: