إعلان

والد المصري ضحية هجمات باريس: "الدولة لم تتواصل معنا.. وعاوز جثة ابني"- حوار

09:44 م الخميس 19 نوفمبر 2015

أقارب صلاح عماد الجبالي

حاوره ـ مصطفى الجريتلي:

تفجير باريس مؤخرًا لم يسفر فقط عن قتلى من أبناء مدينة الموضة والجمال فقط، ولكن راح ضحيته أُناس من جنسيات متعددة كان من بينها مصري.

التقى مصراوي بعماد جبالي، 57 عامًا، والد صالح، الذي لقى مصرعه خلال الهجوم على مقهى أمام مسرح "باتكلان"، وإلى نص الحوار:

 

- متى سافر نجلك لفرنسا؟

سافر منذ ثمان أعوام وبالتحديد يف 14 يوليو 2007 إلى إيطاليا ومنها إلى باريس، حيث حصل مؤخرًا على تصريح إقامة مفتوح.

 

- هل رفضت سفره عندما أعلن رغبته في ذلك؟

لم أمنعه من السفر، فأقاربنا هناك ولن أنتظر أن يأتيني خبر هجرته على مركب غير شرعية لذا لم أعارضه في قراره حينما أخبرني إنه سيُسافر للعمل بالخارج.

 

- ماذا كان يعمل في فرنسا؟

يعمل كـ "مبلط" في فرنسا، حيث ذاع صيته بين العاملين في تلك المهنة هناك.

 

- كيف علمت بنبأ وفاته؟

زوجته سمعت عن الأحداث التي وقعت في باريس، فحاولت التواصل معه على مدار 4 أيام منذ وقوع الحادث مساء الجمعة حتى يوم الإثنين، ولكنه لم يجب وحينما حاولت الاتصال بأقاربه هناك كانوا يخبرونها إنه ذهب إلى العمل، خرج توه من المنزل ونسى هاتفه وهكذا.

 

وكنت آخر شخص يعلم بنبأ وفاته، فخلال عودتي إلى المنزل يوم الإثنين الماضي، وجدت أحد المعارف يستوقفني خلال قيادته لسيارته ويسألني عن نجلي فاستعجبت السؤال فأخبرني إن هناك أحداثًا وقعت في العاصمة الفرنسية، فأسرعت إلى المنزل وهاتفته ولكن لم يجب فتحدثت مع أقاربنا الذين أكدوا لي الخبر وحين اتصلت بأخته الكبيرة لكي أخبرها وجدتها تعرف المعلومة منذ مساء يوم الأحد، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية ولكنها لم تخبرني انتظارًا وصول الجثة.

 

- كيف ترى تأخر صول الجثمان لمصر حتى الأن؟

تأخر وصول الجثمان نظرًا للإجراءات المُتبعة هناك، حيث أن جثة نجلي ضمن قرابة المائتين جثة والنائب العام الفرنسي مازال يحقق في الحادث.

 

- هل هناك موعد نهائي لوصول الجثمان؟

أخبرنا أقاربنا في باريس إن الجثمان قد يصل مساء غدًا الجمعة.

 

- كيف رأيت تعامل المسؤولين معكم؟

لم يتواصل أحد معنا من السفارة المصرية بفرنسا أو الخارجية أو محافظة الغربية، ما يحدث أن أقاربنا هناك يتعاملون ويخبرونا بالمستجدات.

 

- هل تتذكر تفاصيل أخر مكاملة بينكم؟

في آخر مكاملة تحدثت إليه بشكل طبيعي لم أشعر حينها بسوء تجاهه كان يتحدث مع زوجته وحينما وصلت إلى المنزل أعطتني الهاتف للاطمئنان عليه.

 

- ما موقف زوجته؟

زوجته مُنهارة وتزداد حالتها مع الحديث عنه، تعيش معنا كفرد مننا والطابق الثاني من المنزل هو بيتها التي كانت تعيش فيه مع نجلي ولها الحرية في المكوث معنا.

 

- متى كانت أخر زيارة له؟

أخر مرة جاء إلى مصر كانت قبل شهر رمضان الماضي ليجهز شقته في مايو الماضي وبالفعل قمنا بتجهيزها وعقد قرانه بعد العيد بـ10 أيام وبعدها بـ3 أشهر سافر إلى فرنسا، أي من 20 يومًا.

 

- هل طالبته بالمكوث في مصر والاستقرار بعد الزواج؟

لم أطالبه بالعودة والاستقرار في مصر بعد زواجه، هو من يقرر ولم يخبرني إنه يريد الاستقرار في مصر أو أخذ زوجته معه لفرنسا حيث يعمل.

 

- حدثنا عن تفاصيل اللحظات الأخيرة له قبل وفاته؟

الساعات الأخيرة قبل وفاته تلقى اتصالاً من "معلمه" في باريس، تونسي الجنسية، للجلوس معه في المقهى المقابل لمسرح "باتكلان"، حيث واقعة إطلاق النار على رواده ومن ضمنهم نجلي الذي كان يجلس ناحية الزجاج "جانب المقهى"، ليسقط قتيلًا قبل نقله إلى المستشفى مع الآخرين، وذهب إلى المطعم في عشاء عمل.

 

- ما الأمر الغير مُعتاد خلال آخر زياة له؟

كل مرة كان ينوي السفر كان يؤجل سفره لرغبته في المكوث معنا أطول وقت ولكن هذه المرة لم يؤجله وسافر بعد أن طلب منه رئيسه في العمل القدوم، حيث أن هناك أشياء يجب عليهم القيام بها.

 

واعتدت كل مرة أيضًا إيصاله إلى المطار ولكن هذه المرة كان مسافر فجرًا فايقظني وودعني وحينما طالبته الانتظار حتى أقوم بإيصاله رفض حتى لا يخرجني من المنزل فجرًا ولأكمل نومي فاحتضنته ودعيت له بالتوفيق والسلامة.

 

- هل كان قلبك "مقبوض" في آخر مكاملة بينكم؟

في العام قلبي كان دائمًا "مقبوض"، خلال حديثي معه، فكان "رجولة" وشهامة لا تراه في الكثير من أبناء جيله، جدع و"صاحب صحبه" لا يخشى شئ فكنت متوقع موته في أي لحظة، "ابن موت".

 

- هل لديك أولاد آخرون غير صالح؟

لديه 3 أشقاء آخرون، بنتين وولد، الفتاتين كل منهم طبيبة، والآخر حاصل على دبلوم فني صناعي مثله وسافر لكي يعمل معه في فرنسًا مؤخرًا.

 

- ماذا كان يُخطط حينما قرر الذهاب إلى فرنسا؟

محمد كان قد سافر هو الآخر مؤخرًا إلى المجر تمهيدًا للذهاب إلى فرنسا والعمل مع أخيه ولكنه قرر العودة إلى مصر وعدم استكمال رحلته بعد حادث أخيه.

 

- هل طالبته بالرجوع بعد وفاة شقيقه؟

لا، لم أطالبه بعد السفر بعد وفاة أخيه هو من هاتفني وأخبرني برغبته في ذلك.

 

- ماذا تريد من السفارة المصرية في فرنسا؟

ما أريده هو جثمان نجلي لا أريد شيءً آخر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان