إعلان

مشاجرات وسرقات وشكاوى..معاناة جيران سوق السيارات بمدينة نصر

02:08 م الثلاثاء 06 يناير 2015

سوق السيارات بمدينة نصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- علياء أبوشهبة:

مع قدوم عطلة نهاية الأسبوع تتبادل الفتيات حديث مبهج عن أحلامهن وأمالهن لقضاء الإجازة، إلا أن الطفلة جنى التي لم تتجاوز عامها العاشر تتجنب المشاركة في هذا الحديث، فهي تدرك جيدا أن الخروج من المنزل يوم الجمعة أمرا يكاد يكون مستحيلا، أما النوم فهو أيضا حلم بعيد المنال.

في السابعة صباح كل يوم جمعة تستيقظ أسرة جنى بسبب الضوضاء الصادرة عن توافد تجار سوق السيارات بالحي العاشر في مدينة نصر، والذين يبدأ توافدهم في بعض الأحيان من مساء يوم الخميس، وتستمر الضوضاء بعد نهاية المواعيد الرسمية للسوق، ولتبقى معها معاناة سكان العمارات المحيطة بالسوق.

أسامة منصور أحمد، والد جنى، المقيم في العقار المواجه لسوق السيارات قبل 11 عام، يتحدث عن معاناة أسرته، قائلا إن المشكلة الأكبر تتمثل في مخالفة بعض التجار للقواعد وعرض السيارات خارج الساحة المخصصة، ما يتسبب في تعطل حركة المرور، ويؤدي لضوضاء لا يمكن تحملها، هذا بخلاف حالات السرقة بالإكراه أو بالتحديد ''النشل'' الذي تكرر حدوثه بين رواد السوق، إضافة إلى المشاجرات التي يتبادل أطرافها في بعض الأحيان إطلاق الأعيرة النارية.

يقع سوق السيارات المستعملة في شارع أحمد الزمر بالحي العاشر في مدينة نصر، تتواجد ساحة كبيرة تصطف فيها السيارات مقابل 10 جنيهات للسيارة الملاكي، و15 جنيها للسيارة النقل، يقوم حي شرق مدينة نصر بالإشراف على تنظيم السوق، ويعقد يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع، المفترض أن مواعيده الرسمية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء.

مشاجرات وسرقات

مصراوي رصد الوضع داخل السوق الذي يبدأ توافد التجار وأصحاب السيارات إليه في وقت مبكر، نظرا لحضور البعض من خارج القاهرة، رغم اتساع الساحة يفضل البعض التواجد خارجها في شارع أحمد الزمر إما للتهرب من دفع مصروفات المشاركة في السوق، أو لضمان اصطياد الزبون قبل دخول السوق.

على أطراف الساحة المخصصة للسوق تتواجد كافيتريا لتقديم المشروبات، تظل تقدم خدماتها طوال الأسبوع للمترددين على المنطقة، والتي يظل التجار يتوافدون عليها.

إيهاب أحمد أبو عوف، أحد ساكني العمارات المواجهة للسوق تحدث إلى مصراوي عن المعاناة التي تبدأ تستمر من مساء يوم الجمعة وحتى يوم الأحد، نظرا لاستمرار تواجد تجار السيارات غير المباعة إلى يوم الأحد، لأن بعضهم يأتي من خارج القاهرة، ومع استمرار تواجدهم تستمر الضوضاء، بالإضافة إلى وجود بلطجية ظهروا بوضوح خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ويستمر تواجدهم طوال الأسبوع في خيام ينصبوها في الجزيرة الوسطى للطريق المواجهة للسوق.

ضوضاء السوق لا تقتصر على الصوت العالي فقط، لكن الأزمة الأكبر في الألفاظ النابية المتسللة إلى داخل المنازل، والتي لم تفلح النوافذ الكاتمة للصوت في حجبها، وأوضح إيهاب أبوعوف، أن السوق في بعض الأحيان تستقبل سيارات تزيد عن سعتها، ما ينعكس بدوره على زيادة حدة الضوضاء.

شكاوى متكررة

على مدار الحكومات المتعاقبة منذ قيام ثورة 25 يناير، وأهالي المنطقة يقومون بجمع توقيعات مطالبة بنقل سوق السيارات من مكانه الحالي في الحي العاشر إلى مقر آخر ليرحمهم من معاناتهم، وهو ما أشار إليه إيهاب أبوعوف، موضحا أن كل هذه التوقيعات لم تأت بثمارها، وهو ما دفعهم للصمت، لشعورهم باليأس وسط أخبار عن نقل السوق تارة إلى القطامية أو إلى التجمع الخامس أو إلى مدينة العبور.

في يوم الأحد يحرص الأهالي على الانطلاق مبكرا، في وقت سابق لموعد توافد التجار على السوق، لتبقى المعاناة من نصيبهم عند العودة من عملهم وعودة أبنائهم من مدارسهم.

أكوام متراكمة من القمامة، ومخلفات تتراكم لا تجد من يرفعها، هذا هو المشهد الذي إعتاده سكان الحي العاشر، بعد انتهاء سوق السيارات، كما وصفته نبيلة أبوالوفا، أحد ساكني المنطقة، والتي تسكن فيها قبل 20 عاما، وأكدت لمصراوي أن الحال أصبح أسوأ كثيرا خلال السنوات الأخيرة، ويزداد سوء.

من ضمن المشكلات التي تظهر بعد نهاية موعد السوق، تحول الساحة إلى مقهى كبير تمتد الكراسي، لتتعالى معها الضوضاء وسحابات الدخان الناتجة عن تدخين الشيشة، ما يسبب إزعاجا يمتد حتى الساعات الأولى من الصباح.

رفض التجار نقل السوق

في المقابل يقول صاحب إحدى المقاهي الموجودة في السوق الذي طلب عدم ذكر اسمه إن استئجار الكافيتريا يتطلب منه دفع إيجار شهري كبير يصل إلى 12 ألف جنيها، لا يكفي اقتصار العمل في أيام انعقاد السوق على الوفاء به، إلى جانب التزاماته المالية المتزايدة، تجاه أسرته.

وأوضح أن تواجد الزبون مرتبطا بشكل كبير بأيام عرض مباريات كرة القدم، حيث يقوم بوضع شاشات عرض كبيرة، ولكن مع برودة الجو تقل الزبائن.

رفض صاحب المقهى نقل سوق السيارات من مقره الحالي موضحا أن ''الزبون حافظ المكان وأخد عليه''، كما أنه لن يتمكن من العمل في غير مواعيد السوق، خاصة إذا كان المكان الجديد خارج القاهرة.

علي أبوالنجا، أحد الباعة الجائلين في سوق السيارات، قال لمصراوي إنه يستغل السوق لتعويض حالة الركود التي يعانيها طول الأسبوع، مشيرا إلى تعرضه إلى مضايقات البلطجية، ما يضطره إلى دفع إتاوة لهم، ويقول إنه في حالة نقل السوق سوف ينتقل إلى المقر الجديد، لأن كل ما يهمه هو وجود الزبون.

عوض أبوالخير، تاجر سيارات، جاء من بنها مستقلا سيارة شيفروليه لانوس لم يحالفه الحظ في بيعها بالسعر الذي يأمله، قال لمصراوي إن وجود السوق في مقره الحالي ليس جديدا، وهو ما يفترض تعود سكان المنطقة عليه، مضيفا أن الاشغالات تحدث يومان فقط وليس طوال الأسبوع.

أضاف أن الزبون يعرف جيدا مكان سوق السيارات في السويسري في الحي العاشر، ونقل السوق يعني تشتت الزبون وتأثر حركة البيع.

اشغالات الطريق تهدد السكان

مدحت مصباح، وعلي نوالدين، شباب تخرجوا من أحد المعاهد التجارية، ولم يحالفهم الحظ في العثور على وظيفة، لذلك قرروا استغلال موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لتأسيس صفحة يقوموا من خلال بدور السمسار لبيع السيارات المستعملة، ونظرا لمحدودية ميزانيتهم يفضلوا الانتظار بالسيارة خارج السوق لتوفير المقابل المادي الذي يحصل عليه الحي، لأنه قد يترك المنطقة في نهاية اليوم بدون بيع السيارة، خاصة مع الركود الحالي.

مصطفى حسن محمد، مؤسس صفحة ''القضاء على زحمة سوق السيارات''، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قال لمصراوي إن ما يزيد من مأساة السوق هي السيارات التي تسد الشارع خارجه وتسبب زحام يفوق الوصف، لدرجة أنه يحتاج إلى ما لا يقل عن 30 دقيقة للخروج من المنطقة، كما أنه يسبب خطرا على حياة ساكني العمارات المواجهة للسوق الذين إذا احتاج أحدهم لسيارة إسعاف لن تجد السيارة سبيلا للوصول إليه.

أضاف أن الزحام يبدأ من مساء يوم الخميس، وهو ما دفع الأهالي إلى تقديم ألاف الشكاوى إلى حي مدينة نصر، لم يتم النظر فيها.

قرار نقل السوق

في شهر فبراير عام 2013 أعلن دكتور جلال السعيد محافظ القاهرة عن قرار نقل سوق سيارات الحي العاشر بمدينة نصر إلي طريق السويس، نظرا للاختناقات المرورية التي يسببها السوق، وهو ما أكده العميد إبراهيم إسماعيل، المدير التنفيذي لسوق السيارات، الذي قال لمصراوي إن السوق يستوعب جميع السيارات الموجودة خارجه، لكن التجار يفضلون البقاء خارجه، مؤكدا على أن نقل السوق سوف يحدث في القريب العاجل، ليكون صرح حضاري كبير، وموقعه على طريق القطامية العين السخنة.

وأشار إلي أن الهدف من ذلك الفرار فك الاختناق المروري الذي يسببه أصحاب السيارات أثناء وقوفهم خارج السوق.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان