مَن قَتل شيماء الصبّاغ؟
كتب- محمد الحكيم:
المسيرة الصامتة تتجه نحو ميدان التحرير لوضع إكليل من الزهور في قلب الميدان تكريماً لشهداء ثورة 25 يناير، الفتاة التي أتمت عقدها الثاني والثلاثين تتقدم المسيرة بجانب زملاءها من حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الرافضة لقانون التظاهر، والداعية بالاحتفال بذكرى الثورة الرابعة. الأمن يتعامل فوراً دون سابق إنذار. تتصاعد الاشتباكات، وفجأة تصاب شيماء الصبّاغ بخرطوش، وبعد قليل تلفظ أنفاسها الأخيرة.
كان ذلك المشهد الأخير في حياة شيماء- أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي فرع الاسكندرية- في اليوم الذي يسبق الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير - بحسب رواية مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وتلا ذلك مشاهد عدّة تتساءل مَن قتل شيماء الصباغ؟
المشهد الأول: إتهام الشرطة
يتهم العديد من النشطاء، وبعض شهود العيان الشرطة بقتل شيماء، وأبرزهم مدحت الزاهد - نائب رئيس حزب التحالف الشعبي - الذي وجه اتهامات للشرطة، وهو ما اتفق عليه خالد داوود- المتحدث الإعلامي لحزب الدستور- الذي أكد خلال حواره لبرنامج ''حوار القاهرة'' - المذاع على فضائية ''سكاي نيوز عربية'' - اليوم السبت ''إنه طبقا لشهود العيان فالشرطة وراء قتل الزميلة شيماء الصباغ أثناء سيرها فى المسيرة القادمة من شارع هدى شعراوى إلى شارع طلعت حرب'' بالإضافة إلى القبض على 7 أشخاص منتمين للتحالف الشعبي.
حمدي قنديل، الكاتب الصحفي والإعلامي يُعلق على وفاة شيماء الصباغ على حسابه بـموقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' قائلاً: ''الشرطة.. إجرام لا بد له من ردع''.
الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، يغرد على ''تويتر'' قائلاً: ''نري أقبح ما فينا ونفقد أغلي من فينا''، مضيفاً: ''''متي سندرك أن العنف ليس حلا وأن وطنا قائما علي ''هيبة'' الانسان هو الوطن الذي نبتغيه جميعا''.
من جهتها؛ قالت وزارة الصحة، إن قتيلة، وقعت خلال الاشتباكات التي كانت دائرة بين الأمن والمتظاهرين بميدان طلعت حرب وصولا إلى ميدان التحرير.
المشهد الثاني: شيماء في المشرحة
ينتقل جثمان شيماء الصباغ إلى المشرحة، ويصرح الدكتور هشام عبدالحميد، المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعى، بأنه تم الانتهاء من تشريح الجثمان برئاسة الدكتور محمود أحمد الذى تولى عملية تشريح الجثمان، موضحاً فى تصريح خاص لـ''مصراوي''، أن الصباغ لقيت مصرعها نتيجة إصابتها بطلق ناري خرطوش أحدث تهتك في الرئتين والقلب ونزيف بالتجويف الصدري، بالإضافة إلى إصابتها برشتين في الوجه من محتويات الطلق الخرطوش.
المشهد الثالث: الدولة تعُلّق
مسؤول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية أوضح أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغاً بوفاة إحدى المشاركات في تجمع بوسط القاهرة تدعى شيماء الصّباغ.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يذكر شهداء الثورة مرتين في كلمة مسجلة على التلفزيون المصري، اليوم السبت، ويقول: ''أتقدم بتحية تقدير وإعزاز لكل شهداءنا، شهداء مصر الذين سقطوا منذ 25 يناير حتى الآن، ويقول إن سقوطهم من أجل مصر، أن تبقى مصر، وترتفع مصر، أن تتقدم مصر، وإن شاء الله دم هؤلاء الشهداء والمصابين سيكون دائماً المعنى العظيم الذي يحضرنا دائماً لنتحرك للأمام أكثر ونبذل مجهود''.
إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المهندس، يصدر بياناً يؤكد ثقته الكاملة في التحقيقات التي أمر بها النائب العام في حادث مقتل شيماء الصباغ وشدد: ''سنتوصل إلى الجناة الحقيقيين''.
اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام، يؤكد إغلاق ميدان التحرير خلال اتصال هاتفي لبرنامج ''هنا العاصمة'' على فضائية ''سي بي سي''، اليوم السبت، أمام السيارات والمارة حتى السادسة صباحاً، ويعلق على إتهام الشرطة بقتل شيماء قائلاً: ''ربما لا ألومه الآن ولكن حينما تكتشف الحقيقة وحينما نصل بإذن الله، فهناك فريق عمل يقوم على تحليل بعض اللقطات التي تم التقاطها من وسط الفاعلية التي كانوا ينظموها، ومن بينها عدد من المشاركين كانوا يطلقون الخرطوش من أسلحة محلية الصنع، وسيعلن عن نتائج التحقيقات من النيابة العامة بهذا الشأن''.
ويؤكد مساعد وزير الداخلية قائلاً: ''أؤكد أن القوات التي كانت موجودة لم تستخدم أي طلقات خرطوش في فضّ هذا التجمع، والأمر لم يكن يستلزم ذلك لأن عددهم لم يتجاوز الخميس فرداً، وكان حواراً دائر لصرفهم من نهر الشارع إلا أنهم بادروا لإحداث حالة من الشغب والعنف، وإطلاق الشماريخ والألعاب النارية مما دعا القوات لاستخدام عبوتين غاز فقط لتفريقهم، وتفرقوا من بعد ذلك''.
المشهد الرابع: إستلام الجثمان والدعوة للتظاهر
وينتهي المشهد الرابع بتجمع العشرات من أصدقاء وأقارب، شيماء الصباغ، أمام مشرحة زينهم، ويغرد الكاتب الصحفي عبدالله السناوي على حسابه بـ ''تويتر''، واصفاً شيماء بأيقونة لضرورة إسقاط قانون التظاهر في مصر ويقول: ''شيماء الصباغ ليست جملة عابرة.. شيماء أصبحت أيقونة لضرورة إسقاط قانون التظاهر.. وضرورة إحترام الدم المصري وضرورة إحترام الدستور''.
وتدعو الصفحات الرافضة لقانون التظاهر على الشبكات الاجتماعية على الانترنت ويتظاهر العشرات من أعضاء حركة شباب 6 إبريل، مساء اليوم السبت، بمنطقة المساحة بفيصل، ويقول القيادي بحركة شباب 6 إبريل محمد كمال، مدير المكتب الإعلامي للحركة، في تصريحات خاصة لـ ''مصراوي'' إن تظاهرة اليوم المفاجأة ليست بالجديدة فالحركة تنظم مثل تلك الفعاليات، ولكنها اليوم لتعريف المواطنين بأسباب المشاركة في ذكرى 25 يناير''.
ورفض حزب الدستور منع الإحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، قائلاً: '' الظروف التى مرت بها مصر تسببت فى انتكاسة كبيرة للمصريين، ونرفض قانون التظاهر الموجود الآن الذي يشبه نظيره الذي صدر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك''.
ودعا الحزب إلى التظاهر غداً الأحد بعد براءة علاء وجمال- نجلي الرئيس الأسبق مبارك - مطالبًا بعدم تعرض قوات الأمن لهم لأنهم يعبرون عن وجهة نظرهم في ظل حالة الغضب التي تسيطر على الشباب، والشارع المصرى.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: