إعلان

''سيسي ميتر''.. آلية لتقييم أداء الرئيس أم استنساخ لفكر قديم؟

09:52 ص الخميس 19 يونيو 2014

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

برلين – (دويتشيه فيلله):

بعد النجاح الذي حققه ''مرسي ميتر'' كآلية تقيّم وعود الرئيس، تعيد المعارضة الآلية من جديد تحت مسمى ''سيسي ميتر'' لتقييم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فهل ستنجح هذه الآلية في تقييم أداء الرئيس رغم عدم وجود برنامج انتخابي؟

دشّن ناشطون مصريون موقعين إلكترونين تحت اسم ''سيسي ميتر'' لمراقبة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على غرار موقع ''مرسي ميتر'' الذي دشنه نشطاء بعد فوز الرئيس المعزول محمد مرسي، لمراقبة الوعود التي وعد بتحقيقها خلال 100 يوم، بخلاف الرئيس الجديد الذي كان حذراً في إطلاق الوعود، ودُشن الموقع الأول وهو Cici Meter، قبل إعلان الرئيس السيسي خوضه للانتخابات الرئاسية بشهرين، بينما انطلق الموقع الثاني Sisi Meter في اليوم الثالث من الانتخابات الرئاسية، وأنشئ الموقعين للغرض ذاته. DWعربية التقت مؤسسي الموقعين للوقوف على أسباب إنشاء الموقع ومدى تأثيره، وكذلك معرفة آراء مناصري السيسي والإخوان المسلمين.

بين شعبية الرئيس ونقد التقييم

أحمد أبو الدهب، مهندس مصري، مؤسس موقع ''Cici Meter: ''أهمية وجود الأخلاق الحميدة لا يمكن قياسه، بل يمكن قياسه بتحقيق العدالة الاجتماعية''
يقول أحمد أبو الدهب، مهندس مصري، مؤسس موقع ''Cici Meter'' في حوار مع DWعربية ''فكرة تأسيس الموقع مقتبسة من موقع مرسي ميتر، لتقييم أداء الرئيس''. وأردف ''برغم عدم تقديمه أي وعود انتخابية أو برنامج انتخابي نحاسبه عليه، ولكننا نفتح الموقع لاستقبال الاقتراحات والتوقعات المنتظرة من الرئيس الجديد''. فعندما يقول على سبيل المثال، أهمية وجود الأخلاق الحميدة فهذا لا يمكن قياسه، بل يمكن قياسه بتحقيق العدالة الاجتماعية، حسب أبو الدهب.

وينقسم الموقع إلى اثنى عشر ملفاً، يعتبرها أبو الدهب حيوية، يجب تحقيقها من قبل الرئيس''. وأكد أبو الدهب أن هذه الملفات تختلف بكثير عن الملفات، التي كانت موجودة على موقع مرسي ميتر.

ويشدّد أبو الدهب على أهمية هذا الموقع، وذلك لغياب دور الإعلام، حيث تهلل القنوات للرئيس الجديد، باعتبارها متخصصة في ''تمجيد وصناعة الفرعون''، حسب أبو الدهب. ويضيف ''تأتي أهمية هذا الموقع لعمل توازن حقيقي لكشف الحقيقة''. ويقول ''التقييم سيأخذ ثلاثة مستويات زمنية ''100 يوم، سنة وأربع سنوات''.

ومن جانبه، اعتبر مروان عاطف، أحد مؤسسي موقع ''sisimeter''، أن هناك فئات من المصريين صوتهم غير مسموع، ويسعى هذا الموقع لأخذ هذه التقييمات بجدية. والموقع سيكون مفتوحاً للتصويت، لكشف ما يقوم به الرئيس بكل حيادية، حسب كلامه.

واستطرد قائلاً '' برغم أن الفكرة مقتبسة من مرسي ميتر، ولكن الموقع لن يكون تكرار له، حيث نطور الموقع بشكل مختلف''. ويتوقع أن يكون ''للسيسي ميتر'' تأثير، قائلاً ''نحن وصلنا لعدد كبير تعدى إحصائيات أي موقع آخر للرئيس الجديد''. واستطرد بالقول ''الموقع لديه قبول شديد لدى الناس،لأن الشعب بدأ يهتم بالتقنيات بشكل كبير''.

مروان عاطف، أحد مؤسسي موقع ''sisimeter'':'' هناك فئات من المصريين صوتهم غير مسموع، ويسعى هذا الموقع لأخذ هذه التقييمات بجدية''

قيادي إخواني: لا نعترف بالسيسي ميتر

استبعد أ. ن، القيادي في جماعة الاخوان المسلمين المنحلة، في حديث مع DWعربية إنشاء المعارضة الإسلامية لمثل هذه الآلية. ويشرح بالقول ''لأننا لا نعترف بشرعية الرئيس، كما أن السيسي ليس لديه برنامج أو حتى وعود، حتى يتم تقييم أداءه على خلاف محمد مرسي الذي كان لديه برنامج واضح''. ويقول ''هناك تضارب بين الأقوال والأفعال، وضرب مثال على ذلك، بدعوته للتقشف رغم أن حملة تنصيبه كلفت ما يعادل مليار جنيه، على حسب قوله.

واستبعد أن يكون للسيسي ميتر تأثير، على خلاف مرسي ميتر، لأن الإعلام والأجهزة الحكومية كانت تتربص لحكم مرسي، كما قامت المصالح الحكومية بتعطيلها. وتابع: ''الاعلام يهلل للسيسي على أشياء قمنا بها، مثل قيام محافظ الاسكندرية حسن البرنس بركوب العجل، وهو الشئ الذي اثار سخرية جميع وسائل الإعلام حينها''.

وأوضح ''مؤيدو السيسي يرفضون ولا يتقبلون أية انتقادات للسيسي، برغم أن شعبية السيسي تتضاءل يومياً، لأن الشعب لم يلمس أي تغيير في الشارع كما أن الانقسام يزداد''.

''السيسي رئيس بإرادة شعبية ولا يحق تقييمه''

الدكتور صبحي عسيلة، الخبير في الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يعتبر ''سيسي ميتر'' استنساخا لتجربة الرئيس المعزول محمد مرسي
بينما يرفض جميل عفيفي، نائب رئيس تحرير الأهرام، فكرة سيسي ميتر، في حواره مع DW لأن الشعب كل ما يرغب فيه هو تحقيق الأمن والاستقرار وزيادة الدخل، وهو ما سيحققه الرئيس''. لذلك عليهم الانتظار لحين تحقيق ذلك، حسب عفيفي. وأضاف ''الرئيس لم يرشح نفسه، فالشعب هو من اختاره وفرضه على الرئاسة، وليس من حق أحد تقييمه أو محاسبته على شئ''.
ويفسر بالقول ''السيسي جاء في ظروف أصعب من ظروف الرئيس المعزول محمد مرسي، فالدولة تعاني من مشاكل أمنية واقتصادية ومشاكل أخرى، فهو يحاول انقاذ البلاد حتى لا تتحول إلى دولة فاشلة. ومن يقيَم الرئيس ليس ''ميتر'' أو غيره بل الشعب وحده.

وفي نظرة تحليلية للموضوع، يرفض الدكتور صبحي عسيلة، الخبير في الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فكرة وجود ''سيسي ميتر''. واعتبر محاولة ''سيسي ميتر'' تعتبر استنساخا في غير مكانه لتجربة الرئيس المعزول محمد مرسي وتظهر غياب وسائل الإبداع.

ويفسّر في حديثه مع DW بالقول ''الوضع غير مؤهل لعمل ميتر على غرار مرسي ميتر ولكنه سيتحول إلى أرشيف، وبالتالي فهو غير مهم''. ولكنه لايقلل من أهمية وجود ميتر، قائلا ''هذا مطلوب وأتمنى أن يأخذ أكثر من زاوية لتقييم الرئيس أمام الشعب، كما أن السيسي ومناصريه سيسعدون من مثل هذه الآليات التي ستكشف مدى ما سيحققه في الفترة المقبلة''. وأختتم حديثه قائلاً ''لكنه لن يأخذ الضوء الإعلامي الذي كان موجوداً إبان عهد مرسي، لأنه موجود على مجتمع الإنترنت وسيستمر في هذا الإطار''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان