أوائل الثانوية العامة قبل 9 سنوات ..أين هم الآن؟
القاهرة – (أصوات مصرية):
تنشر الصحف يوما صورهم في صدارة الصفحة الأولى، ويتحولون إلي نجوم وسط أصدقائهم ومصدر فخر لعائلاتهم، ولكن ماذا يحدث لأوائل الثانوية العامة بعد سنوات من ذلك الحدث المشهود؟ هل يستمر النجاح الذي حققوه في ذلك العام فيمتد إلي حياتهم العملية؟ أصوات مصرية فتشت عن هؤلاء الذين حققوا المراكز الاولى عامي 2005 و2006 ونجحت في العثور على بعضهم.
ندى ناجي طه- تاسع الأدبي 2005
من مدرسة البدرشين الثانوية للبنات بالجيزة، انطلقت ندى إلى الدراسة في قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورغم تفوقها لم تعين معيدة بالكلية، وبعد عام من تخرجها قرأت إعلانا بمعهد البحوث الافريقية بالجامعة، يطلب خريجين للتعيين في وظيفة معيد.
وبالفعل أصبحت ندى عضو هيئة تدريس بالمعهد، وتدرس الماجستير، وتبحث من الآن عن منحة للحصول على الدكتوراه في الخارج "حتى لو كنت من أوائل الثانوية لازم تبحث عن التعيين والمنح الدراسية بنفسك، مافيش حد هايساعدك"
توجه ندى حديثها لطلاب ثانوية هذا العام قائلة:" الثانوية العامة مش معيار، ممكن تكون متفوق، والحظ يخونك، وما تبقاش من الاوائل، لكن ممكن يكون حظك أفضل في الدراسة والعمل".
دينا محمد صادق – المركز 19 شعبة علمي علوم في 2005
أصبحت الآن معيدة في طب عين شمس، واختارت الالتحاق بقسم الباثولوجي، المسئول عن تشخيص الأورام والأنسجة التى تمكن الجراح من اتخاذ القرار المناسب للحالة، لما لمسته خلال دراستها في الكلية ومستشفاها الجامعي" الدمرداش" من انتشار الاصابة بالاورام، حتى بين الأطفال.
دينا كانت تحلم عندما كانت في الثانوية العامة بمدرسة طيبة الدولية، بأن تصبح طبيبة أو مذيعة، وعندما حصلت على مجموع 100% ، لم تلتفت إلى المنح التى قدمت للأوائل وقتها من الجامعات الأمريكية والألمانية والبريطانية، لأنه لم يكن بأى منها كلية للطب.
دينا حافظت على تفوقها في الجامعة، وكانت تحصل خلال سنوات الدراسة على منحة تفوق من الكلية قدرها 120 جنيها سنويا، دون أى إمتيازات أخرى في التدريب أو غيره "في الجامعة مافيش فرق تكون من أوائل الثانوية العامة أم لا، المهم تكون متفوق في الجامعة".
مي أيمن حسان درويش –رابع الأدبي 2005
من مدرسة سان جان بالاسكندرية، لم تجد مي أمامها أفضل من الدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لأنها كانت تريد أن تكون معيدة بها، وبالفعل تركت منزلها لتعيش مع أختها التى تعمل في القاهرة، بحسب أمها الطبيبة منى.
مي الآن في اسكتلندا تدرس الدكتوراه، بعد أن تخرجت في القسم الانجليزى بالكلية بامتياز مع مرتبة الشرف، وعينت معيدة بالكلية، وحصلت على الماجستير من فرنسا.
منحة الدكتوراه كما تقول والدة مي، فتشت عنها مي بنفسها، وتتكفل جامعة أدنبره بنصف تكاليف الدراسة فقط، وتدفع مي بمساعدة أهلها ما يقرب من 150 ألف جنيه سنويا، ولذا تضطر للعمل مع الدراسة منذ ثلاث سنوات، ولازال أمامها عامان آخران للانتهاء من الدكتوراه.
بسمة محمد عبد العال – ثانية الأدبي 2005
من كلية النصر بالمعادى، أصبحت بسمة الثانية على الجمهورية، ومنها إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، ورغم حصولها على تقدير إمتياز، فإن ترتيبها في الدفعة لم يمكنها من أن تصبح معيدة في الكلية.
بسمة تعمل الآن في وزارة التعاون الدولي، بعد أن حصلت على هذه الفرصة من خلال لقاء للتوظيف بالكلية، ورغم مرور 5 سنوات على عملها هناك، فلا زالت تعمل بعقد يجدد سنويا، لصعوبة وجود درجات مالية للتعيين.
رباب خميس محمد- الأولى في أدبي 2005
هي الاولى نعم، لكنها من مدرسة محمد زهران التجريبية بالإسكندرية، ولم يكن أمامها سوى أن تدرس في القسم الانجليزى بكلية التجارة جامعة الاسكندرية، لأن الفرص الأخرى خارج الاسكندرية، ولا تفضل أسرتها أن تترك رباب منزلها.
لكن تفوقها جعلها تفوز بمنحة للدراسة بقسم إدارة الأعمال بأكاديمية النقل البحري، دون أي تكاليف من مصروفات الدراسة التي تصل الى 35 ألف جنيه سنويا.
رباب التي لم تتزوج بعد، معيدة بنفس القسم الآن، وتدرس الدكتوراه، بعد أن أنهت دراسة الماجستير.
وتقول لطلاب الثانوية العامة: "إذا كنت من الاوائل يمكن أن تفتح أمامك أبواب لم تكن تتوقعها".
أحمد لطفي يونس رضوان- تاسع علمي رياضة 2005
هو الآن في ألمانيا يدرس الدكتوراه في الهندسة، بحسب والدته، مع متفوقين أوائل آخرين من نفس السنة، منهم أحمد سيد صالح، التاسع مكرر، ومينا عماد سامي الثاني على علمي رياضة، وصديقه من مدرسة المتفوقين أحمد جمال.
تحكي والدة أحمد رحلة تفوقه التي اضطرته لترك المنزل، بعد أن تفوق في الاعدادية، والتحق بمدرسة المتفوقين في عين شمس، حيث الدراسة بها داخلية، ولم يكن يزورهم الا في نهاية الاسبوع.
وكان الوحيد من طلاب المدرسة الذى حصل على مركز بين العشرة الاوائل، ومن وقتها حتى الآن لم يحصل غيره على مركز بينهم طوال التسع سنوات الماضية بحسب والدته.
حصل أحمد على منحة للدراسة بالجامعة الالمانية لتفوقه، وفي عام الدراسة الاخير سافر لألمانيا لإجراء مشروع التخرج، وهناك استطاع أن يتقدم للحصول على منحة لدراسة الماجستير، وبالفعل حصل عليها من جامعة أولم.
تتمنى والدة أحمد أن يعود بعد منحة الدكتوراه التي يدرسها في جامعة أخرى بألمانيا، لكي يتزوج من فتاة مصرية.
جهاد معوض إسماعيل- الثالث مكرر أدبي 2006
على صوت صراخ طفلها الرضيع، تحدثت جهاد الموظفة في بنك مصر، وخريجة قسم الاقتصاد من الجامعة الأمريكية.
"العمل في بنك حكومي أعطاني فرصة دراسة الماجستير في الجامعة الأمريكية، لانتهاء مواعيد العمل في الثالثة، كما اعطاني فرصة للحصول على إجازة بدون مرتب 4 شهور، لقضاء تيرم دراسي في أمريكا".
جهاد كانت قد حصلت على منحة للدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بسبب تفوقها، وبعد أن تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، تقدمت للحصول على منحة الماجستير.
تقول جهاد: "إذا لم تكن من أوائل الثانوية العامة، فليس مهما، الأهم أن تكون متفوقا، وأن تختار افضل الفرص المتاحة في كل خطوة، وتفكر في الخطوة التالية قبل أن تصلها".
اختارت جهاد الدراسة بالجامعة الأمريكية، رغم أنها لا تعين المتفوقين كأعضاء هيئة تدريس مثل الجامعات، على اعتبار أن اسم الجامعة وسمعتها سيفتح لها الكثير من فرص وأبواب العمل، وقدمت في العديد من الجهات والبنوك الاستثمارية، واكتشفت أنه " لازم الواحد يكون عارف حد، وطريقة الامتحانات والمقابلات للحصول على الوظيفة قد تمتد لسنة كاملة".
السلك الوظيفي في بنك مصر 14 درجة وظيفية، دخلتها جهاد من أولها،" لأن ظروف البلد فى الفترة اللى فاتت كانت مقفولة، وكان لازم أشتغل عشان أخد خبرة"، لا فرق بينها وبين أى خريج آخر من أى جامعة في التخصص المطلوب" بعد كده مهارات الشخص وطريقة عمله تجعله يحصل على التقدير الأعلى".
حازم سمير اليماني- سابع العلمي علوم 2006
من مدرسة زهراء حلوان الثانوية للبنين، يدرس حازم في عام الامتياز في طب قصر العيني، ولكنه ليس من بين أوائل الكلية، وتقديره العام جيد جدا، ولهذا لم يعين معيدا بالكلية.
يصف حازم مشاعره في أول عامين للدراسة بالكلية: "مشاعر صدمة من تغير طريقة التعلم والمناهج واللغة، خاصة بالنسبة لطلاب مدارس الحكومة".
يتمنى حازم ان يحصل على فرصة جيدة للعمل بعد أن ينهي سنوات التكليف.
ينظر حازم الآن إلى تجربة أوائل الثانوية العامة على أنها كانت مشاعر جميلة فقط، لكن الدراسة الجامعية هي التى تكشف الامكانيات الحقيقية للتعليم الحكومي والتعليم باللغات الاجنبية في التعليم قبل الجامعي".
روزان أحمد طه – عاشر أدبي في ثانوية 2006
تقدمت روزان للحصول على منحة الدراسة بالجامعة الأمريكية، بعد حصولها على مجموع أكثر من 90% في الصف الثاني الثانوي، بعد إعلان قرأته في مدرستها الحكومية الأورمان الثانوية للبنات، وأكملت تقديم الأوراق بعد نتيجة الصف الثالث، مثلها مثل كل المتفوقين وليس الاوائل فقط.
وحصلت على المنحة، وتخرجت في قسم الاقتصاد، وكانت الاولى على الدفعة، وبنفس الكيفية حصلت على منحة للحصول على الماجستير، يمنحها رجل أعمال مصرى يعيش في لندن.
قبلها وفور تخرجها حصلت على وظيفة في وزارة المالية، براتب 3000 جنيه، بعد أن دلتها أستاذتها بالجامعة، التى كانت تعمل مع الوزارة عن فرصة العمل.
واجتازت امتحان تخصص الاقتصاد واللغة الانجليزية، وكانت الوظيفة بعقد عمل دون تأمينات إجتماعية، حتى الخامسة مساء "بعد التخرج الشغل عرض وطلب مش تفوق وبس".
تركت روزان وحدة السياسات المالية بوزارة المالية بعد 7 أشهر، بعد حصولها على المنحة، واستحالة ان تذهب يوميا من وزارة المالية فى مدينة نصر،الى الجامعة الامريكية في القاهرة الجديدة.
روزان التى لم تتزوج بعد، تعمل بالمكتب الفني للوزير، بوزارة التعاون الدولي، بعقد عمل يجدد سنويا دون تأمينات، لصعوبة توفير درجات مالية، لكنها تتمتع بالتأمين الصحي.
تقول روزان :" فرصة العمل نفسها يمكن أن يحصل عليها الحاصل على بكالوريوس اقتصاد أو تجارة من أى جامعة بالاضافة لاتقان الاتجليزية أو الفرنسية، فأن تكون من أوائل الثانوية العامة لا يعنى أن تفتح أمامك الابواب المواربة أو المغلقة ".
رنا نبيل صلاح الدين عبد العزيز-ثالث أدبي 2006
رنا انتقلت من مدرسة أم الابطال الثانوية بنات بالجيزة، الى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، رغم حصولها على منح للدراسة بالجامعتين البريطانية والامريكية، لكنها فضلت جامعة القاهرة، لأنها الأقرب.
رنا معيدة بقسم الاقتصاد الآن، وتؤدى إمتحانات تمهيدى الدكتوراه.
أحمد فهمي الباز- سابع علمي رياضة 2006
من مدرسة مدينة نصر النموذجية، فضل أحمد الالتحاق بهندسة عين شمس، ولم يلتفت لأى منح من أى جهة، كان يريد أن يكون الأول ويصبح معيدا، وكان له ذلك بالفعل، فكان الأول على قسم الميكانيكا طوال سنوات الدراسة، ثم عين معيدا بالكلية.
اجتاز أحمد تمهيدى الماجستير بامتياز، وهو الآن يبحث عن منحة لدراسة الدكتوراه في الخارج.
أحمد يرى أن حصوله على مركز بين أوائل الثانوية العامة أعطاه الثقة بأن بامكانه أن يكون دائما الأول ، وبهذه الروح أكمل المشوار.
الصور: http://www.aswatmasriya.com/news/view.aspx?id=ae7271b3-05c9-45c3-a0a2-64d3a1e995d3
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: