الأزمة الأوكرانية.. وسائل الإعلام والحقيقة ''الغائبة''
برلين – (دوتشه فيله):
يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك بالفاشي، بينما يرد الأخير متهما موسكو بمحاولة إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة.
فبعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، كل طرف يحاول فرض وجهة نظره.
''في الحرب، الحقيقة هي الضحية الأولى''، حقيقة اكتشفها الشاعر اليوناني إيسخيلوس قبل 2500 عام. وحتى في أوكرانيا اليوم، حيث جميع أطراف النزاع تؤكد على رغبتها فيتجنب حرب محتملة، تسود منذ مدة طويلة معركة حول سلطة تفسير الأحداث هناك. وحتى بالنسبة للمراقبين المتخصصين في الشؤون السياسية، ليس من السهل عليهم دائما التمييز بين البروباجندا والحقائق.
وقد ظهرت في الأيام القليلة الماضية تقارير متناقضة حول تواجد جنود روس وضباط في جهاز الاستخبارات الروسيفي شرق أوكرانيا. الحكومة الأوكرانية عرضت قبل أيام على منظمة الأمن والتعاون في أوروبا صورا تؤكد هذه المزاعم. الصور تظهر رجلا بلحية طويلة سبق وظهر في صور أخرى التقطت في جورجيا عام 2008، حيث يزعم أنه كان مقاتلا ضمن ميليشيات روسية سرية هناك. وقامت الحكومة الأوكرانية بعرض هذه الصور لوسائل الإعلام عبر تويتر وقنوات أخرى.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي اعتبرت هذه الصور ''أدلة أخرى على الصلة بين روسيا والميليشيات المسلحة في شرق أوكرانيا''. وفيما تخدم هذه الصور موقف واشنطن وكييف اللتين تريان بأن جزءا من المسلحين في شرق أوكرانيا من وحدات للجيش الروسي، يواصل الرئيس الروسي بوتين نفس النهج الذي اتبعه في شبه جزيرة القرم. وهو ما عبر عنه وزير خارجيته سيرجي لافروف، عندما نفى من جديد أن تكون حكومة بلاده قد أرسلت جنودا إلى أوكرانيا.
وعندما لا تلتزم المصادر، سواء أكانت حكومات أو خبراء أو شهود عيان بالحقيقة، فإن البحث الصحفي الدقيق يكون أمرا ضروريا. لكن في خضم النزاعات المسلحة، يصعب ذلك في كثير من الأحيان، كما يوضح هانو غوندرت رئيس شبكة n-ostالإعلامية التي تدافع عن وجود تقارير صحفية مستقلة في أوروبا الشرقية. ويقول غوندرت: ''التحدي الكبير بالنسبة لوسائل الإعلام ومستخدميها هو توضيح الرؤية في خضم ضباب البروباجندا''.
ومن بين مظاهر البروباجندا التي تمارسها وسائل الإعلام في المنطقة، والتي تحاول تلميع صورة هذا الطرف أو ذاك، نجد حرب استخدام الكلمات. ففيما تصف وسائل الإعلام الأوكرانية الحكومة في كييف بـ ''الحكومة الانتقالية''، تتحدث وسائل الإعلام الروسية مثل محطة روسيا اليوم عن ''حكومة الانقلاب'' في وصفها لهذه الحكومة.
ويساهم اختلاف هذه الأوصاف والمصطلحات التي تستخدمها وسائل الإعلام في صنع مزاج عام شأنها في ذلك شأن المواضيع المطروحة والخبراء الذين يتم استضافتهم فيها.
لذلك ينصح غوندرت بالاعتماد على مصادر أخبار مختلفة لتفادي الوقوع ضحية التضليل الإعلامي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: