زاهي حواس يكشف حقيقة ''لعنة الفراعنة''.. واتهامه بالإتجار في الاثار (حوار)
حوار – نسمة فرج:
عشق الحضارة المصرية القديمة؛ فأفنى عمره في خدمتها حتى بات نجما عالميا في مجاله؛ فهو أحد اشهر الاثريين على كوكبنا، عمل بدأب على تعريف العالم بالتراث الفرعوني المصري، وكان من ضمن من لهم الفضل في انتشار الحضارة الفرعوني في شتى بقاع الأرض، إلا أنه لم يسلم من الاتهامات التي طالت كثيرون مثله بالإتجار في الآثار تلك الاتهامات التي يوضح حقيقتها في حواره مع مصراوي، فضلا عن التطرق إلى غيرها من الموضوعات المتعلقة بالآثار المصرية، التي شغلت ولا زالت تشغل الرأي العام المصري وربما العالمي وخاصة موضوع هرم سقارة وما أثير عن ترميمه بشكل غير مطابق للمواصفات؛ فإلى نص الحوار.
لماذا تستخدم كلمة فرعون دلالة على شخص مستبد؟
اعتبر هذا نوعا من الجهل، لأن الله سبحانه وتعالى تحدث عن فرعون طالح، ولا نعرف حتى الآن من هو ذلك الفرعون، كما لم يجزم بأن كل الفراعين طالحين.
وما تعليقك على تحريم البعض للتماثيل والآثار الفرعونية؟
هذا أيضا نوع من عدم الفهم، والجهل؛ فقد تحدث الله سبحانه وتعالى، عن السياحة، وكان الرسول يحطم الأصنام حول الكعبة لأنها كانت تُعبد، ولكن التماثيل لا تعبد. الأمر يحتاج إلى مزيد من التوعية، لأن هناك من يقوم بأعمال الحفر من أجل الزئبق الأحمر، والبحث عن الكنز المفقود. كل هذا جهل يحتاج لتوعية من وسائل الإعلام.
بمناسبة اقتراب احتفالات رأس السنة.. كيف كان الفراعنة يحتفلون ببداية العام في تقويمهم؟
لدى الفراعنة احتفالات كثيرة وكبيرة، وشارك فيها جميع الطبقات، وتميزت الأعياد بالموسيقى والغناء، ولكن الاحتفال الأعظم كان افتتاح الهرم، وتنصيب الفرعون وسط احتفالات ضخمة من الشعب في أخر العام.
انتشرت الحكايات والأساطير حول ''لعنة الفراعنة''، فهل هذه حقيقة؟
حاليا أقوم بكتابة بعض المقالات عن لعنة الفراعنة لجريدة الأهرام ويكلي. وبدأ الحديث عن لعنة الفراعنة بعد وفاة هوارد كارتر، مكتشف مقبرة توت عنخ أمون بثلاث شهور، حيث اكتشفوا جرح على وجه، وكان نفس الجرح الموجود على وجه توت عنخ أمون. كما كتب باحث ألماني أبحاثا عدة عن لعنة الفراعنة، ورصد في كتاب له أنه التقى بعالم الآثار، الدكتور جمال محرز، وقال له بالنص ''فتحت واكتشفت مقابر بصحة جيدة''، وفي اليوم التالي سمع خبر وفاة الدكتور جمال.
وهل حدثت لك أي حوادث لها علاقة بما يقال عن ''لعنة الفراعنة''؟
بالنسبة لي عند زيارتي لمقبرة توت عنخ أمون حدثت لي حوادث كثيرة، منها أن سائق السيارة التي كانت أركبها، كاد أن يدهس طفلا، وفي نفس الوقت اتصلت بي أختي لتخبرني بوفاة زوجها، وعند نزولي للمقبرة كان معي جهاز جديد استخدمه في العمل، وبمجرد نقل مومياء توقف الجهاز. لكني اعتبر كل تلك الحوادث مجرد مصادفات. في إحدى المرات كنت في عملية تنقيب وحفر في الواحات البحرية، ورأيت تمثالا، وكان في إحدى يداي مصباح، وفي الأخرى سكين، وأثناء الحفر انقطع سلك الكهرباء، وفقدت وعيّ لفترة بسبب تعرضي للتيار الكهربائي، وبعد انتهاء الموقف، قلت لصديق كان برفقتي، إذا وقع لي مكروه في هذا الحادث، لصدق الناس ما يقال عن ''لعنة الفراعنة''.
وبما تفسر هذه الحوادث؟
الحقيقة أن المقبرة مغلقة لأكثر من 3000 سنة، ويوجد بها مومياء، بها جراثيم غير مرئية، وبمجرد النزول للمقبرة تتعرض لهذه الجراثيم التي لو تمكنت من قرص الإنسان تقتله، ومن الأفضل أن يتم فتح المقبرة أولا لكي يدخلها هواء نقي، كما فعلت عند اكتشافي وادي المومياوات الذهبية، فلم يحدث شيء في ذلك الوقت.
وماذا يعني مصطلح ''هوس الفراعنة''؟
في الخارج هناك جنون يسمى بـ''هوس الفراعنة''، في أحدى المرات قابلت سيدة أمريكية قالت لي ''أنا نفرتيتي وعارفة مكان مقبرتي''، وهذا دليل على عشق العالم للفراعنة. كما أن نصف سكان العالم يعتقدون أنهم عاشوا في مصر قبل 3000 سنة، وهناك حالة من الهوس بتوت عنخ أمون، وبمقبرته الذهبية، واندهاشهم بالهرم، وعجز العلماء عن التوصل إلى طريقة بنائه، بالإضافة إلى السحر والغموض التي تتميز بهم الحضارة.
كثرت الأقاويل حول هرم سقارة، فما حقيقة ما قيل وخروجه قائمة التراث العالمي؟
كل ما كتب عن هرم سقارة خاطئ، فالصحف والمجلات أخذت بآراء أفراد غير مؤهلين، ليس لهم قيمة على الإطلاق، منهم شخص خريج دبلوم تجارة، والآخر رجل فاسد سرق مخزن من مخازن الآثار. وحكاية ترميم هرم سقارة بدأت الأهرامات، وكانت هناك مناقصة من الشركات الحكومية للترميم، وفازت شركة الشوربجي بالمناقصة، وقام المهندس إبراهيم محلب وبعثة اليونيسكو بزيارة الموقع أكثر من مرة، لاطمئنان على الهرم.
ماذا عن المتحف الكبير؟
ما حدث للمتحف الكبير دليل على قصور في التفكير، وخاصة أنه كان من المتوقع أن يفتتح في 2015، وهذا ما توقعته أنا وفاروق حسني (وزير الثقافة الأسبق)، ولكن وزير الآثار السابق محمد إبراهيم، لم يتخيل أنه سيصبح وزيرا للآثار في يوما ما، لذلك لم يضع خطة لمشروع المتحف الكبير، بالإضافة إلى أن 30 في المئة من الآثار المصرية، قد تعرضت لانهيار في الثلاث سنوات الماضية، لذلك أطالب بأن يكون للمتحف الكبير خصوصية، مثل مكتبة الإسكندرية، تتبع مجلس الوزراء، ويرأسها شخص بدرجة وزير.
هل توافق على نقل مومياء توت عنخ آمون من الأقصر إلى القاهرة؟
لا طبعا، نقل المومياء في ذلك الوقت خطر جدا، وخاصة أنها تحتاج إلى إجراءات نقل معينة، مثلما حدث عندما نقلت إلى ألمانيا، لان الحركة والأتربة يؤثران على حالتها.
وماذا عن إنشاء معارض للآثار المصرية بالخارج؟
انشاء معارض للآثار المصرية بالخارج، شيء مهم جدا لمصر، وللأسف هناك معارضين للفكرة ولكنهم قلة. ومن الضروري توضيح، أن الآثار تتعرض لتلف أكبر داخل المتاحف، عن نقلها إلى الخارج، وخاصة لأنها ترمم قبل السفر وبعده، وتنقل في أدوات للحافظ عليها، بالإضافة لأنها دعاية سياحية وسياسية للبلد، وهي صوت قوي لنا في الخارج، وحتى الآن لم نستغل قيمة هذه الآثار في السياسة والسياحة والثقافة.
وهل تصر على رأيك بأن السياحة المصرية ستشهد حالة من النشاط في عام 2015؟
أثق في هذا، فكل بلد في العالم يحدث فيها ارهاب، وفي وقت قريب قابلت حوالي 40 سائح أمريكي، وقدمت لهم محاضرات في الأقصر، وأوكد على حدوث انتعاش في السياحة المصرية، بحلول عام 2015، وأرجو أن يكون هناك حملات توعية وتنشيط للسياحة أكثر من ذلك.
ماذا عن مذكرات زاهي حواس؟
أصدرت الجزء الأول منها بعنوان ''أسرار من الرمال'' ووثقت فيه اكتشافاتي، سأبدأ في كتابة الجزء الثاني منها، لرصد ما حدث لي، وللرد على جميع الاتهامات التي وجهت لي.
وماذا عما تردد عن اتجارك في الآثار؟
لا التفت إلى هذه الاتهامات، بل بالعكس أنا حاربت الدنيا واسترجعت حوالي 5000 قطعة اثرية، وللأسف من يقف وراء هذه الشائعات ينتمي للطابور خامس، وقدمت 22 شكوى ضدي وحفظت جميعا، لأني أعمل لصالح مصر ووقفت ضد اللصوص كما وقفت بعثات عن العمل، وكانت لصوص الآثار تحاولي قتلي.
تقيمك للوضع السياسي؟
اعتقد أننا على الطريق الصحيح، وخاصة بوجود رئيس محترم ، ويعمل لصالح البلد وأقول لمن يريد، الخراب لبلاد ''اتقوا الله''.
وما تقييمك لوضع الآثار في 2014 وما الذي تتمنه في 2015؟
للأسف الوضع الآن سيء جدا، بسبب الوضع المالي في الوزارة، وأتمنى من الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، أن ينهض بوضع الآثار، ومن الضروري أن نقف بجانبه وندعمه فهو شخص عمل بالآثار ولديها خبرة في هذا المجال.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: