إعلان

الخوف من العدوى على رأس المخاوف في استبيان مصراوي

11:34 ص الثلاثاء 14 أكتوبر 2014

كتبت- علياء أبوشهبة:

نأتي للمتبرعين وهم الحلقة الأهم في مسألة توفير الدم للمرضى لاسيما إذا كانوا ممن لديهم سلوك دائم للتبرع وهو السلوك المثالي الذي يفترض تعميمه وسط ثقافة التخوف من التبرع، وهو ما يراه الخبراء الحل الأمثل لإصلاح منظومة الدم في مصر، إلا أن المتطوعين لديهم الكثير من المشكلات التي قد تدفع بهم للتوقف عن التبرع الاختياري بالدم خوفا على أنفسهم من الإصابة بأي أمراض.

الصدفة وحدها قادت سهى فكرى، وهي متبرعة منتظمة بالدم، لمعرفة أنها تحمل فصيلة دم نادرة o- وهو ما دفعها للتبرع بشكل منتظم لمساعدة أكبر عدد ممكن من المرضى، ''قذارة المستشفيات وعدم إتباع المعايير اللازمة في مكان التبرع بالدم أكثر ما يزعجني''، وهو ما قابلته في مستشفيات عدة منها هليوبلس والطيران والدمرداش والمقاولون العرب، كثيرا كان يطلب منى الجلوس على كرسي عادى وليس كرسي التبرع كما هو مفترض''.

تكمل سهى استعراض ما يقابلها من سلبيات قائلة إنها تنزعج من عدم اهتمام الكثير من المستشفيات وجهات التبرع بالدم بتعبئة المتبرع لاستمارة التبرع التي تضم بيانات المريض، وإضافة إلى تجاهل السؤال عن أخر تاريخ للخضوع لعلاج الأسنان، وغيرها من الأسئلة الهامة يضاف إلى هذا عدم الالتزام بالمعيار المطلوب لكمية الدم المسحوبة من المريض، الذي يكاد ينفجر في بعض الأحيان، بسبب عدم خبرة القائم على عملية التبرع.

''قطة وربما فأرا أيضا يمر من تحتك''، هذا هو المشهد المعتاد في كثير من بنوك الدم في المستشفيات التي تبرعت فيها سهى فكري، هذا بالإضافة إلى واقعة مؤسفة ذكرتها، دخلت بسببها في دوامة من القلق وتكلفت إجراء الكثير من التحاليل للاطمئنان على صحتها، وذلك بعد تبرعها في مستشفى الدمرداش لحالة طفل، تفاجأت بوالدته تخبرها أن تبرعها مرفوض نظرا لإصابتها بفيروس إلتهاب الكبد الوبائي c، وبعدها بشهور توصلت إلى عدم صحة نتيجة تحليل الدم.

يتضرر شاهر شهدى، المتبرع المنتظم بالدم، صاحب الفصيلة النادرة o- من سوء المعاملة أثناء عملية التبرع بإختلاف مكان التبرع، فالمعاملة السيئة والمكان القذر واحدة في مختلف المستشفيات، والتي يذهب إليها بالتواصل مع مناشدات أهالي المرضى على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك للتوجه إليها.

تبرع شاهر في عدة مستشفيات وبنوك دم حكومية منها مستشفيات الدمرداش الجامعي والشرطة في مدينة نصر و بنك الدم في كوم الدكة في الاسكندرية ومستشفى الشاطبي، والمشترك بينها جميعا قدر المعاملة السيئة التي يتلقاها هو وأهل المريض من العاملين في المنشآت الصحية السابق ذكرها.

قلة النظافة بداية من نظافة المكان، يعتبرها شاهر شهدى، من أكثر الأمور التي يتضرر منها، ويعتبرها أبسط البديهيات في أي مستشفى، بعيدا عن الحديث عن ضعف ونقص الإمكانيات بالتأكيد المستشفيات لديها ميزانية للنظافة.

كما أن عدم اتباع برتوكول وخطوات سحب عينة الدم يعتبر أيضا أمرا مزعجا، للمتبرع الدائم صاحب الفصيلة النادرة، يدفعه للشجار من أجل التأكد من أن الإبرة المستخدمة في سحب الدم غير مستخدمة من قبل، وتحدث عن واقعة حدثت معه في مستشفى الدمرداش عند ذهابه قبل موعد الجراحة كما هو محدد وجد البنك مغلق وأفراد التمريض يتناولون وجبة الإفطار، وطلبوا منه الحضور بين الساعة 12 والساعة 2 ظهرا، هل يعقل أن يعمل بنك الدم لمدة ساعتين فقط.

وذكر أيضا عدم ارتداء إحدى أخصائيات التمريض للقفاز الطبي في إحدى المرات التي كان يتبرع فيها ما دفعه للتشاجر معها والإصرار على إرتدائها له، وهو إجراء من المفترض أن يكون بديهيا.

استبيان مصراوي للمتبرعين بالدم

مصراوي أجرى استبيانا لعرض المشكلات التي تقابل المتبرعين بالدم، ومدى تأثيرها على استمرارهم في التبرع بالدم، نعرض رسوم بيانية لنتائج هذا الاستبيان.

العينة التي قوامها 25 فردا تم استطلاع أرائهم عبر استبيان نشر عبر موقع Google forum، جاءت إجابات المشاركين في الاستبيان أنهم سبق لهم التبرع أكثر من مرة، وتاريخ أخر تبرع لم في أقصى تقدير لم يتجاوز مدة عام، وحول أسباب التخوف من التبرع بالدم جاء على رأس الأسباب التخوف من الإصابة بالعدوى ونقل الأمراض، إضافة إلى التخوف من سوء مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات، والتعرض للإصابة بالدوخة، وغيرها من أعراض التبرع بالدم، وسوء معاملة الشخص الذي يسحب العينة، وذكر أفراد العينة أيضا تخوفهم من بيع هذا الدم بدلا من منحه للمرضى بدون مقابل، وذكر أحدهم ''اكتشفت ان بنك الدم بيتسخلص عدد 2 وحدة بلازما من الكيس الي انا اتبرعت بيه''.

تنوعت أماكن التبرع التي تبرع فيها أفراد العينة بين المستشفيات الجامعية وسيارات التبرع بالدم داخل الجامعات، ومعهد ناصر، ومستشفى الشرطة، والمركز القومي لنقل الدم، ومستشفى أسيوط الجامعي، وحملات جمعية رسالة، ومستشفى 57357، وحملات الروتاري، ومستشفى الزراعيين ومستشفى الشبراويشي، والهلال الأحمر المصري.

وبالسؤال عن رفض التبرع بسبب الإصابة بفيروس أجاب جميع أفراد العينة بالنفي، وتعجب بعضهم من وسيلة معرفة نتيجة تحليل الدم الذي تم التبرع به رغم أنه إجراء معمول به لكي يحقق التبرع الفائدة للمتبرع نفسه بالاطمئنان على صحته يحصل على نسخة من تحليل الدم تتضمن نوع فصيلة الدم وبيان الإصابة بأي فيروسات، وهو ما يعنى أن جميع أفراد العينة على اختلاف الأماكن التي تبرعوا فيها لم يحصلوا على هذا الخطاب.

وأبرز المشكلات التي قد تدفع المتبرعين الدائمين إلى عدم الاستمرار في التبرع تمثلت في التخوف بسبب قلة النظافة، و التشكيك في وصول أكياس الدم إلى مستحقيها، وبيعها بمبالغ مالية كبيرة والمتاجرة بها، وتناولت المشاكل الصحية مثل الإصابة بانخفاض وارتفاع ضغط الدم جانبا من المشكلات التي تقابل المتبرعين وقد لا تدفعهم للاستمرار في التبرع.

فيما يتعلق بشراء أكياس الدم تنوعت إجابات المشاركين في الاستبيان بين عدم معرفة سعر البيع، وبين ما سمعوه عن بيعه بالسعر الحكومي 90 جنيها، وفي المستشفيات الخاصة ذكرت مبالغ متنوعة وهي 350 و 600 و 800 جنيها، وذكر أحد أفراد العينة عن سماعه بيع كيس دم لفصيلة نادرة بمبلغ 3000، وذكر أحدهم توقفه عن التبرع بالدم بسبب المتاجرة وقال :'' اعرف ان من يحتاج دم يتوجه لبنك الدم اذا احتاج كيس يتبرع بكيس مقابله ويدفع ايضا 300 جنيه كثمن اضافي وهذا ما جعلني أتوقف عن التبرع في بنك الدم أو العربيات.

أما بخصوص المقترحات لزيادة الإقبال على التبرع بالدم تنوعت بين نشر الحملات عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، والاستعانة بمتخصصين في التسويق، وتحسين مستوى الخدمة المقدمة، والتصدي للفساد في منظومة تداول الدم، ورفع مستوى الرعاية الصحية لتجنب أي تخوف من الإصابات الفيروسية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان