بالصور- عبد الرحيم علي يتحدث لمصراوي ويفتح ''الصندوق الأسود'' - (حوار)
كتب- أحمد عبد المجيد:
أثار الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي الجدل بين الأوساط الإعلامية بعد نشره لتسجيلات صوتية خاصة ببعض النشطاء والحقوقيين في برنامجه ''الصندوق الأسود'' الذي يقدمه علي قناة ''القاهرة والناس''. ويواجه ''علي'' اتهاما بأنه علي علاقة وثيقة بالأمن الذي ساعده علي تسريب التسجيلات لفضح رموز ثورة 25 يناير, فيما اعتبره البعض رجلا وطنيا من الدرجة الأولي، لأنه ساعد في كشف حقيقة نشطاء تخابروا مع جهات أجنبية لتدمير البلاد.
عبد الرحيم علي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية يكشف لـ ''مصراوي'' حقائق كثيرة ومثيرة في حوار مليء بالمفاجآت والأسرار.
صرحت بأنك لن تخشي أحدا ولن يستطيع أحد تهديدك.. تعليقك؟
أولا أنا أعمل بالصحافة والأعلام منذ فترة طويلة من الزمن, وأعلم جيدا أنها مهنة البحث عن المتاعب, وثانيا اخترت مواجهة الفكر الإرهابي منذ 25 عاما, وكانت نتيجة هذه المواجهة تهديدي من قبل تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية, ثم وقفت ضد مبادرة وقف العنف والإرهاب وأشرت إلي وجود صفقة بين الحكومة والإخوان, واتضح للجميع أن الصفقة يقودها قيادات بالإخوان المسلمين مثل عاصم عبد الماجد وطارق الزمر, ولكن للأسف الشديد لم يلتفت أحد لكلامي, ثم ناديت بأن مرسي عميل وجاسوس للمخابرات الأمريكية, كما قمت بتقديم بلاغ ضده بهذا الشأن للنائب العام , وتم التحقيق معي قرابة الـ 9 ساعات , وأفرج عني بكفالة 5 آلاف جنية, وقام مرسي برفع قضية ضدي , وأثناء تحويله لمحكمة الجنايات بتهمة التجسس أخذت براءة من القضية. ولذلك لم أخشي غير الله, وأي تهديد لي لا يعنيني, لأنني أعلم جيدا هناك ساعة كتبها الله لي، ودائما أضع بلدي وضميري أمامي قبل كل شيء, وأمارس عملي الطبيعي في إطار ما أؤمن به من أفكار, وقد لأ تأتي هذه الأفكار علي أهواء بعض الناس فهذه حرية شخصية, وطالما أنت تواجه قوي عنيفة وعدوانية فأنت في خطر دائم, ولكن في النهاية مكملين دون خوف.
''مرسي التقي المخابرات الأمريكية بجسر السويس والإخوان و6 أبريل جناحا أمريكا بمصر''
هل كان هناك مخطط أمريكي مع شباب 25 يناير والإخوان لهدم مصر؟
شباب 25 يناير شباب طاهر وعفيف خرج في هذا اليوم نتيجة لاستجابات ونداءات عديدة، وشعور بالظلم والقهر والفساد من جراء تزوير انتخابات 2010 التي قضت علي كل حلم لدولة محترمة لها قوامها, وكانت هناك خطة موضوعة بإحكام لاستغلال هؤلاء الشباب لصالح جهات خارجية, إلي أن جاء المخطط الأمريكي الذي كان واضحا منذ الوهلة الأولي لتفتيت الدولة المصرية مستغلين الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي لهم, وبعد تصريح وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس بـ ''الفوضى الخلاقة'' , قاموا بالاتصال مباشرة بقيادات الإخوان المسلمين منذ شهر 12 عام 2011 , وتوجت هذه الاتصالات بلقاء مرسي بالمخابرات المركزية الأمريكية بمنطقة جسر السويس, ثم لقاءهم الثاني في تركيا مع أحمد عبد العاطي , وبالرغم من تصريحات الإخوان بعدم خوضهم مضمار سباق الرئاسة إلا بعد دورتين من عمر الثورة, إلا أن الضغط الأمريكي كان شديدا علي ترشيح محمد مرسي لرئاسة مصر , وطالبوه بالأمر المباشر بالترشيح مقابل مساندة معنوية ومادية حرصا علي مصالحها في مصر.
أما الجناح الثاني لأمريكا كان متمثلا في 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير وآخرون, وأعتقد أن هذه الأجنحة كانت تعلم جيدا طبيعة المؤامرة, بدليل أنه في أحد التسجيلات قال مصطفي النجار لـ وائل غنيم ''مصر بتتفشخ يا وائل والأمريكان فشخونا ودمرونا'', وفي نفس اليوم تقابل غنيم مع البرادعي واتفقوا علي غزو مقار أمن الدولة, وخلال 48 ساعة كان غنيم بداخل أحد مقار الجهاز, واستطاع الحصول علي ملفات وهاردات خاصة ببعض النشطاء, وفي أحد التسجيلات بينه وبين عبد الرحمن يوسف قال له '' أنا سرقت الملف الخاص بك وأربع هاردات'', وللأسف هذه هي حقيقة النشطاء المدعين بالوطنية الذين كانوا علي علم بهذه المؤامرات , ولكن الجماهير الغفيرة التي خرجت يوم 25 يناير كانت أحلامها البسيطة تندرج تحت شعار ''عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية'' ولم يقوموا برفع شعارات لإسقاط النظام, وإنما شعارات إسقاط النظام خرجت من الإخوان.
''الجيش سلّم الحكم للإخوان حتي يفضح تآمرهم علي مصر''
هل كان الجيش والأمن القومي علي دراية بهذه المؤامرة ؟
في الشهادات السرية التي تمت خلال الأسابيع الماضية للمشير طنطاوي ومدير المخابرات السابق ومدير هيئة الأمن القومي وقائد المنطقة المركزية والفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق ووزير الداخلية السابق, أثبتوا أنهم جميعا كانوا علي علم تام بتلك المؤامرة وبأفرادها , كما أعلنوا في المحكمة أن البرادعي كان يمارس مهامه في الملعب كرأس حربة والإخوان تشاركة أيضا في نفس المركز , والأمريكان كانوا يقومون اللعب علي الجانبين, حتي رجحت كفة الإخوان بحكم انصياع الشارع المصري لهم في ذلك الوقت, كما أكدوا في شهادتهم في المحكمة أنهم تركوا مقاليد الحكم للإخوان حتي تحين اللحظة المناسبة لكشف حقيقة المؤامرة أمام الرأي العام، ولكن في ذلك الوقت كان من الصعب كشف هذه المؤامرة لأن مصر كانت كالكرة الملتهبة من يحاول الإمساك بها تصيبه فورا, كما أن الشارع المصري كان في حالة غليان من النظام القديم , وإذا لوحت بفكرة وجود مؤامرة لن تستطيع أمام الملايين الحاشدة في الشوارع أن تثبت حقيقتها ,وأعتقد أن هذا الوقت المناسب لكشفهم جميعا أمام الراي العام.
وماذا عن موقعة الجمل وفتح السجون؟
الإخوان هم من قاموا بموقعة الجمل , وحاولوا إلصاق هذه التهمة بالفريق أحمد شفيق الذي تولي الوزارة قبل الموقعة 24 ساعة , وللعلم فإن أحمد شفيق لا يعلم شيئا عن الميدان ولم يشاهده, كما أشاعوا بوجود قناصة بداخل الميدان وهذه دعاية ضمن أكاذيب الإخوان المفتعلة, وللعلم لو كانت هناك قناصة بالميدان, لأسقطت 10آلاف شخص خلال ساعة واحدة , أما بخصوص السجون فقد حاولوا إلصاق التهمة بحبيب العادلي, وأعلنوا أنه تلقي أوامر من مبارك بفتح السجون لإحداث فوضي عارمة, وأعتقد أن المستندات وشرائط الفيديو والمكالمات المسجلة التي شاهدها الجميع , أثبتت أن حماس بالتعاون مع الإخوان هم من قاموا بفتح السجون وتهريب المساجين.
هل طلب منك بعض رموز النخبة عدم استكمال نشر ''فضائح'' تخابر 6 أبريل وآخرين مع جهات أجنبية؟
هم لم يطلبوا مني أن أتوقف عن نشر التسجيلات, ولكن طلبوا أن أحجب مجموعة من أقاربهم , وحدث ذلك بعد انتهائي من إحدى الحلقات من برنامجي ''الصندوق الأسود'', فوجئت باتصال من كاتب وإعلامي شهير , يطلب مني بحكم الزمالة أن أتغاضي عن نشر تسجيلات أحد أعضاء 6 أبريل بحكم أنه قريب زوجته, مبررا أن هذا العضو تاب من الأفكار القديمة للحركة وانضم إلي ثورة 30 يونيو ويؤمن بها , ووافقته بشرط لو اكتشفت أن حذف المكالمة التليفونية لن يضر بسياق المحادثة, أو بمعلومة تفيد الجماهير, وفي النهاية وعدته أثناء نشر المكالمة سأقوم بحذف اسمه مع وضع شاشة سوداء أثناء المكالمة, وأيضا جاءني اتصال من سياسي كبير ورئيس حزب حالي , يطلب مني عدم المساس بأحد أعضاء 6 أبريل بحكم أنه عضو بالحزب وفي لجنة الخمسين, ووعدته أيضا بعدم ذكر اسمه, وبعد تنفيذ كل طلباتهم, فوجئت بالاثنين يقومان بتكوين فريق لعمل حملة ضدي علي ''فيس بوك'', كما قاموا بتقديم بلاغ لرئيس الجمهورية عدلي منصور بوقف برنامجي, والحمد لله كل المواقع الإلكترونية تصدت لكل حملاتهم , ولم يهتم الرئيس بهذا البلاغ الشبيه بالأضحوكة, وهذا يعد نوعا من أنواع الاحتقار, وهنا هؤلاء الخونة قاموا بارتكاب عدة أخطاء أهمها تقديم بلاغ إلي سلطة تنفيذية من أجل منع إعلامي من حرية التعبير, وإنما كان الأجدر أن يقدموا بلاغ إلي النيابة العامة وهذا أيضا خطأ فادح, ولكن أنت أمام أياد مرتعشة وتشعر بالخوف والقلق, وفي النهاية كانت صدمتهم كبيرة عندما وجدوا حملات كبيرة ضدهم, فقاموا بالانسحاب من علي كل المواقع بالإنترنت.
''رئيس الوزراء لم يستطع إيقاف برنامجي''
حدثنا عن البلاغات التي قدمت لوقف البرنامج؟
هناك 250 بلاغا قدموا إلي نيابة أمن الدولة العليا معظمهم محامين وشخصيات سياسية ونقباء ومواطنين, يطالبونني بالاستمرار والتضامن معي في كشف فضائح الخونة, وهناك مواقع علي الإنترنت وصلت معظم صفحاتها إلي 100 ألف مشترك يطلبون مني عدم الانسحاب من تكملة مسيرة التسجيلات, ولهذا قمنا بعمل استفتاء علي الإنترنت من أجل التوقف أو الاستمرار, وفوجئنا بوجود 3 مليون زائر يطلبون منا الاستمرار, وأنت أمام هذا الحشد الكبير لن تستطيع التخاذل أو التوقف, وبفضل هذه المواجهات استطعنا صد كل الهجمات المضادة وجعلناها تنكسر وتتقهقر إلي الوراء, والكل اختفي تماما ولم نسمع لهم أي صوت, خاصة رئيس الوزراء الذي شن ضدي هجوما عنيفا في باديء الأمر, وأعلن للجميع أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية ضدي لوقف البرنامج , وقلت له '' أتحداك'' لو قمت بعمل بلاغ واحد أو استطعت وقف برنامجي, وعلي الفور ذهبت إلي النيابة وقمت بتقديم خمس بلاغات ضده متهما إياه بتجاوزه سلطات وظيفته طبقا للمادة 187 من قانون العقوبات, كما أنه يتدخل في تحقيق جاري بمعرفة النيابة العامة التي تعد الجهة القضائية المستقلة في مصر, وأخيرا أعلن رئيس الوزراء عن خطأه وتراجع عن تصريحاته ضد برنامجي قائلا ''أنا ماليش صله بالقضية دي نهائيا ولا أريد أن أتحدث فيها تاني''.
لماذا اخترت هذا التوقيت لنشر التسجيلات الخاصة بالنشطاء؟
لأنني فوجئت أن هؤلاء الخونة يعلنون أنهم بصدد تكوين تحالف لحشد الجماهير للنزول للميادين في ذكري ثورة 25 يناير, من أجل إسقاط الدولة وهيبتها وما أسموه بالانقلاب , فكان لزاما علي أمام كل هذه المخاطر القادمة علي مصر , وأنا أملك كل هذه المستندات والأدلة التي تثبت أن هؤلاء خونة ومتآمرين علي مصر وأمنها, أن أفضح أمرهم أمام الرأي العام, وفي الحلقات القادمة سيفاجئ الجميع بوجود تسجيلات بين حماس والإخوان, وبين حركة 6 أبريل و مسؤول صفحة خالد سعيد مع جهاز استخبارات اجنبية، كما يوجد أسماء كبيرة من رموز ثورة 25 يناير يقومون ببيع منصب الوزير, والتفاوض مع الحزب الوطني القديم من أجل تعينهم وزراء في حكومة عصام شرف مقابل دعم مالي و معنوي, وأنا من خلال هذه المكالمات أقول لشعب مصر لو عايز تشارك يوم 25 يناير انزل وأحمي بلدك من الخونة , واحتفل بشكل لائق بثورة 25 يناير .
''الشعب قال نعم للسيسي وليس للدستور''
صرحت بأن ترشيح السيسي لحكم مصر يدعم الأمن القومي والاستقرار لمصر.. تعليقك؟
أولا الجميع في مصر خرج بكل طوائفه للاستفتاء ليقول نعم للسيسي وليس للدستور, وبالتالي هناك رأي عام يقدر بـ 25 مليون مواطن يوافقون علي السيسي, و لو أفترضنا أن نسبة الحضور 100 % يستطيع أن يحصل علي 51% من الوهلة الأولي , ووجود هذا الرجل ليس لكونه قيادة في الجيش , وإنما الكل أجمع عليه, ويعد الحصان الرابح ضد الإخوان, وبالتالي سيمنعهم من الوصول إلي السلطة, كما سيقوم بتهيئة المجتمع المصري لحياة كريمة وتقليص المخاطر الخارجية المتربصة بأمن مصر القومي, ولو هناك شخص آخر الكل أجمع عليه , فأنا أول من سيقوم بترشيحه, ثانيا مصر دولة مهددة من المتربصين بها بالخارج , وهناك أكثر من 7 أجهزة استخبارات تعمل ضدك , ولو راهنت برجل آخر غير السيسي ,فأنت مهدد بدخول الأتراك والقطريين بملياراتهم لتدعيم مرشح إخواني أخر في خلال ثواني , وتعود الحياة الإخوانية من جديد في مصر ,ومن الصعب عودة ثورة 30 يونيو من جديد لأنها راحت وخلصت .
البعض يتهم كل وسائل الإعلام بالتجميل والتمهيد لعودة النظام القديم ومشاركته في الحياة السياسية ..تعليقك؟
أي كلام في هذا الموضوع يضع مصر في خسارة كبيرة, وأي وجوه ستظهر من النظام القديم المعروفة بعدائها للديمقراطية ومواءمتها للنظام السابق بشكل قذر , ستعمل علي تخريب أي نظام قادم, وأعتقد أن الذين يقومون برسم المستقبل يعلمون جيدا هذه النظرية جيدا, وهم قادرون علي وقف أي زحف من النظام القديم وردعه ودفعه إلي الوراء, و يجب أن يعلم الجميع إنه لا وجود أو عودة لنظام مبارك علي الإطلاق, وأي كلام من هذا القبيل اعتبرها دعاية إخوانية فجة, والناس تعتقد لو ظهر عبد الله كمال, صفوت الشريف , زكريا عزمي, فتحي سرور, بأنهم عائدون بل علي العكس هذه الوجوه تم حرقها إلي الأبد , والساحة الآن لا تتحمل مثل هذه الوجوه, والنظام القادم قادر علي صنع كوادره, وإذا الوجوه القديمة لم تحجم هناك أوراق كثيرة لتحجيمها في الفترة القادمة.
ما رأيك في وضع الإخوان كجماعة محظورة؟
في شهر أبريل عام 2011 قلت لو الإخوان خاضوا تجربة انتخابات الرئاسة فسوف تنتهي إلي الأبد , والحقيقة لم أتوقع أن يظهروا غبائهم السياسي بهذه السرعة, ولذا أقول وأعلنها أمام الجميع ,أن الأخوان منذ عام 28 إلي وقتنا هذا ليست جماعة محظورة فحسب ,بل جماعة ليس لها وجود , ولن تعود مدي الحياة.
لو اكتشفت أن هناك تسجيلات لك وتذاع علي الفضائيات ..ماذا يكون رد فعلك؟
أكون مبسوط جدا, ولو أي شخص يملك تسجيل صوتي لي, يكون فحواه أنزل وأكسر أو أطلب تمويل أو أتآمر علي مصر, ومستعد لتقديمي للمحاكمة فورا, والحمد لله الجميع يعلم جيدا تاريخي الوطني في مواجهة الإخوان وحبي لمصر.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: