هل حاولت أن تنهي إجراءات حكومية يوم الاستفتاء؟
كتب - مصطفى علي:
عندما قال مدير الصيدلية لعمر محمود خريج كلية الحقوق والذي يعمل بالصيدلية مؤقتا، إنه بإمكانه التأخر عن مواعيد العمل الرسمية يوم الاستفتاء، اعتبرها فرصة ذهبية لإنهاء بعض الاجراءات الرسمية التي لا يجد لانجازها وقتا بجوار عمله الذي يستهلك كامل يومه.
لم يعارض مدير الصيدلية اقتراح عمر باستبدال ''مشوار الاستفتاء'' بمشاوير اخرى، طالما أنه في الحالتين تتساى الساعات ضائعة من وقت العمل، أو هكذا ظن.. لكن عمر الذي ذهب إلى قسم شرطة قصر النيل ليستلم صحيفة الاحوال الجنائية الخاصة به، بعد أن عرج على نقابة الصيادلة ليستلم دليلا للادوية كان قد اوصاه مدير الصيدلية أن يحضره معه إن اتسع الوقت لذلك، ثم انطلق إلى مجمع التحرير ليستخرج وثيقة تحركات، ذهب بها إلى نقابة الصحفيين ليستلم بها استمارة الكشف الطبي، ثم عاد مرة اخرى إلى الصيدلية في وقت قياسي.
يقول عمر أنه عندما ذهب إلى مجمع التحرير في التاسعة صباحا لم يصدق أن الطابور الذي كان قد رأه منذ يومين طويلا وبطيئا يمكن أن يختصر إلى مواطنين اثنين فقط لم يستغرقا دقائق في انهاء الاجراءات المطلوبة، فضلا عن خلو الطرق من المنيل إلى التحرير من التكدس المرور المعهود في مثل هذا التوقيت.
وجد عمر نفسه أمام مشهد جديد من تعاون - اعتبره مبالغ فيه - من الموظفين، إذ وجدهم - نظرا لقلة الضغط عليهم - يتساهلون في بعض الاوراق التي لم تكن بحوزته وقتها كشهادة التخرج واستبادلها ببدائل ابسط ككارنية الجامعة الذي يثبت أنه كان في كلية الحقوق، بل أنه استلم ايضا وثيقة التحركات بعد دقائق من طلبها، الأمر الذي قد يستغرق في الايام العادية اسبوعا شاملا الاجازات الرسمية.
فطن عمر إلى حقيقة أن غالبية المصريين قد يظنون أن يومي الاستفتاء شبه عطلة قد تمنع الموظفين بالمصالح الحكومية من الذهاب إلى مقار أعمالهم، وبالتالي تعطل مصالح المواطنين فيعزفون عن الذهاب إليها فيخف الضغط عليها.
كان عمر الذي يحتاج هذه الاجراءات لاستخراج كارنية نقابة المحاميين ليبدأ في البحث عن مهنة في مجاله بدلا من المهنة المؤقتة التي التحق بها عقب انهاءه الخدمة العسكرية منذ سنة تقريبا، غير مهتم بالتصويت هذه المرة، عندما اخبر مدير الصيدلية أنه سيذهب إلى مشاويره الخاصة لم يمانع المدير أن يمنحه وقتا اضافيا للتصويت لكنه رفض لأنه اعتبر أن التصويت هذه المرة مسألة شكلية.. قال ساخرا ''المفروض كانوا يخلوها خانتين نعم ونعمين''
ويعتبر عمر، الذي لم يصوت سوى في استفتاء مشروع دستور 2012 الذي تم ايقاف العمل به في 3 يوليو الماضي أن مشروع التعديلات المطروحة ستمر بنسبة كبيرة نظرا للشحن الإعلامي المتواصل في اتجاه نعم، دون وجود صوت واضح لرافضي المشروع، واصفا أن المشهد لم يرتقي إلى التمثيلية التي يمكن أن يسمح فيها للمعارضين بتوصيل صوتهم على حد تعبيره.. في إشارة إلى القبض على نشطاء تم توقيفهم على خلفية توزيعهم لمطبوعات ولافتات تدعوا للتصويت بلا على الدستور وهو ما استنكرته منظمة هيومان رايتس ووتش في بيان اصدرته أمس أدانت فيه ما أسمته ''القمع المتنامي للمعارضين قبل الاستفتاء''.
وقال أن الإعلام يروج للدستور باعتباره نكاية في الاخوان دون توعية المواطنين بأهمية وجودة مواده، الأمر الذي لا يختلف إطلاقا عن الترويج لدستور 2012 على أنه تصويت على الشريعة، الأمر الذي لا يقبله باعتبار أن الدين أمرا لا يحتاج التصويت عليه لإقراره من الأساس.
ويعتقد عمر أنه لا يبالغ في شأن دور الإعلام في شحن المواطنين إذ أنه له تجربة شخصية معها كشاب ملتحي تعرض لمضايقات متزايدة من المواطنين اثناء شن حملات الهجوم الإعلامية على معتصمي إشارة رابعة العدوية.. وهو الذي لم يذهب إلى هناك يوما، لكن تم تصنيفه على أساس مظهره.
دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ... اضغطهنا
فيديو قد يعجبك: