مصر تناضل من أجل تعافي حركة السياحة المريضة بداء الاضطرابات
القاهرة -( د ب أ):
يصف نادل طبيعة منتجع شرم الشيخ المصري قائلا " إن الأمر كله يتعلق بالشمس والرمال والبحر"، غير أن هده المدينة المنتجع التي تطل على البحر الأحمر وكانت تلقي إقبالا واسعا من السياح تعرضت لأضرار بليغة نتيجة الاضطرابات الجارية مثلها في ذلك مثل باقي قطاع السياحة الذي أصبح يعاني من المرض.
ويحاول المسئولون والعاملون بالمدينة الترويج لها كملاذ آمن من أعمال العنف والمأزق السياسي الذي أمسك بخناق البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسي ، في الثالث من يوليو الماضي.
وقال محافظ جنوب سيناء خالد فوده إن نسبة إشغال الفنادق بلغت 20في المئة خلال الأسابيع الأخيرة، على الرغم من المبادرات التي قامت بها الحكومة لتشجيع السياحة الداخلية عن طريق عرض أسعار مخفضة للمصريين الراغبين في قضاء عطلاتهم بالمدينة.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد السياح الذين يزورون مصر انخفض بنسبة 25في المئة في يوليو الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
وظل قطاع السياحة الذي يعد من أعمدة الاقتصاد المصري يترنح طوال ثلاثة أعوام.
وكانت أول ضربة تلقتها السياحة المصرية هي الانتفاضة التي حدثت عام 2011ضد الرئيس السابق حسني مبارك والي أدت إلى تراجع الإيرادات السياحية بنسبة 30في المئة مقارنة بعام 2010.
ومع تواصل أعمال العنف المتفرقة واستمرار الافتقار إلى الأمن في مختلف أنحاء البلاد لم يكن قطاع السياحة قد تعافى بعد عندما أدى عزل مرسي إلى اندلاع موجة جديدة من الاضطرابات السياسية.
ويقول المسؤولون إن الفترة الأخيرة من الاضطرابات هي الأسوأ ، حيث أنها أثرت سلبا على مدن البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة بشكل أكثر قوة عن ذي قبل.
ويعرب وزير السياحة هشام زعزوع عن اعتقاده بأن التحذيرات من السفر إلى مصر التي أصدرتها الدول الأوروبية هي المشكلة الرئيسية التي أدت إلى تراجع عدد السياح.
وكانت ألمانيا قد مدت لأول مرة في أغسطس الماضي ، فترة سريان تحذيرها لرعاياها بالسفر إلى منتجعات البحر الأحمر التي تلقى إقبالا كبيرا من السياح، بينما أجلت عدة وكالات للسفر تنتمي لدول شمال أوروبا رحلاتها لمصر حتى آخر العام الحالي.
ودشن زعزوع حملة لإقناع حكومات الدول الأوروبية بإلغاء التحذيرات من السفر إلى مصر " حتى لو كان ذلك بالتدريج في المدن البعيدة عن الأماكن الساخنة مثل مدن المنتجعات المطلة على البحر الأحمر إلى جانب الأقصر وأسوان " وهما مدينتين في جنوب مصر تشتهران بالآثار الفرعونية.
ويقول زعزوع إنه لا يوجد تقريبا أي سياح حاليا في هاتين المدينتين.
ويضيف وزير السياحة المصري أنه مرت أيام مؤخرا كان يزور فيها معبد أبو سمبل الذي يقع بالقرب من أسوان ويعد أحد أشهر معالم الجذب السياحي في مصر سائح واحد فقط.
وليست هناك أية مظاهر للعنف في شرم الشيخ والغردقة، وشهدت مدينة الأقصر احتجاجات بسيطة من جانب أنصار مرسي.
وتراوحت نسبة إشغال الفنادق في الأقصر وأسوان في شهر أغسطس الماضي ما بين ثلاثة إلى خمسة في المئة.
وناشد زعزوع مؤخرا مجموعة صغيرة من السياح الإيطاليين وشركات السياحة الأجنبية في شرم الشيخ مطالبة حكومتهم بإلغاء حظر السفر الذي فرضته الحكومة الإيطالية في أغسطس الماضي.
وفي الوقت الذي بدأ فيه زعزوع جولة أوروبية استهلها ببريطانيا لمقابلة المسؤولين الحكوميين وشركات السياحة وصل الخبير الأمني الفرنسي بيرنار جاكيمار إلى مصر لتقييم الموقف الأمني في المناطق السياحية بما في ذلك طابا ومرسى علم والقاهرة.
ويعبر محسن وهو بائع بمتجر في سوق خان الخليلي بالقاهرة عن تدهور الأحوال المالية لزملائه البائعين بقوله " إن أصحاب المتاجر لم يعودوا يستطيعون دفع رواتبنا لأنه لا توجد إيرادات، ونحن نمر الآن بأسوأ وقت بالنسبة للنشاط التجاري منذ يناير 2011".
وتبلغ نسبة السائحين الأوروبيين 70في المئة من إجمالي السائحين الذين يزورون مصر، بينما تبلغ نسبة السائحين من دول الخليج 20في المئة وفقا لما يقوله زعزوع.
وتسعى وزارة الخارجية أيضا إلى تشجيع السياح على زيارة مصر وإقناع الحكومات بإلغاء القيود على السفر إليها.
ونظمت مكاتب السياحة المحلية في الغردقة مسيرة ودعت السياح بالمدينة إلى الانضمام إليها للتعبير عن رسالة مفادها أن المدينة آمنة.
غير أن الهجوم الذي وقع مؤخرا بالقاهرة واستهدف موكب وزير الداخلية محمد إبراهيم أثار المخاوف من عودة عمليات العنف التي شهدتها مصر في التسعينيات من القرن الماضي، حيث وقعت هجمات ضد المسؤولين الحكوميين والسياح الأجانب، وألقيت مسؤولية هذه الهجمات على الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل الحكومة.
ونفى زعزوع التقارير التي ترددت بأن هذا الحادث إلى جانب الهجمات شبه اليومية التي تقع في محافظة شمال سيناء يمكن أن تؤثر على جهود مصر لاستعادة الأمن وإنعاش اقتصادها.
وقال زعزوع لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ) "إننا لا يمكن أن نقول إن أحداث تسعينيات القرن الماضي ستتكرر مرة أخرى، فالحكومة مصممة على تولي المسؤولية لكفالة الأمن للمصريين ولضيوفنا".
وأضاف " أعتقد أنه خلال الأسابيع والأشهر المقبلة سترون أن الحكومة ستتعامل مع هذه القضية بحزم بالغ حتى لا تسمح بعودة هذه الأعمال الإرهابية".
ولا يبدو أن المجموعة القليلة من السياح في شرم الشيخ مهتمة بالتطورات السياسية الجارية في مصر، ومن بين هذه المجموعة عازف البيانو الإيطالي لوكا الذي قال إنه لا يتابع الأنباء.
وأكد أن كل ما سمعه عن مصر قبل أن يأتي لزيارتها هو أنها مكان جميل وأن بحرها خلاب.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: