إعلان

حزب النور وقناع ''الهوية الإسلامية''

05:53 م الأربعاء 11 سبتمبر 2013

بقلم - محمود الطباخ:

في البداية أرجو ألا ينزعج القارئ من كلمة ''قناع''.. فربما هو لفظ صائب يوضح ما يحدث..

أثارت المادة التي عرفت إعلاميًا بـ ''مادة السلفيين'' في الدستور، أو باسمها الأصلي المادة 219، جدلًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة، فمنذ 30 يونيو، وعلى مدار الأيام نجد حزب النور يسير بطريقة تختلف عن منهج باقي الإسلاميين فربما يكون حسن تدبير للأمور أو حرصاً على البقاء.

لكن بعد أن شارك الحزب في خارطة الطريق، كما قالوا من أجل الحفاظ على "الهوية الإسلامية"، وبقاء فرصة للتيار الإسلامي على الساحة، ثم سرعان ما انسحبوا منها لعدم تطبيق السلطة ما اتفقوا عليه كما قالوا، واعترضوا على تشكيل لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور وهي اللجنة ذاتها التي تسير وفقاً لخارطة الطريق، هددوا بعدم المشاركة وتوالت بياناتهم بإعلان المشاركة من أجل الحفاظ على كلمتهم الجوهرية "الهوية الإسلامية في الدستور".

ومن أجل ذلك توالت الاجتماعات داخل الحزب لاتخاذ موقف نهائي بشأن اللجنة بعد اختيار عضو واحد لهم فيها، وهو الدكتور بسام الزرقا، لكنهم رجحوا الدخول من أجل "الحفاظ على الهوية".. واستغربت مما قاله الدكتور ياسر برهامي، مؤخرًا بأن حزب النور هو الحزب الأول في مصر الآن بعد انتهاء حكم الإخوان، وأنهم قادرون على حصد نسبة عالية من الأصوات في الانتخابات القادمة.

وهنا ذكرني موقف الحزب والدعوة ببيت شعر شهير للمتنبي عندما قال: "ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لاتشتهي السفن"..

فلا اتعجب من إعلان المهندس صلاح عبد المعبود، القيادي بالحزب أنهم لن ينسحبوا من الجمعية التأسيسية حتى لو تم حذف المادة 219، ثم رجع وعدل تصريحه قائلاً: "حذف المادة 219 مرهون بحذف كلمة مبادئ من المادة الثانية".. إذاً فلماذا كل هذه الضجة التي أحدثتموها على المادة وأنتم تُعلنون موافقتكم على حذفها، ولماذا التمسك بها رغم إعلان الجميع أنها تكرس للاستبداد والتمييز؟!!.

ولم أنسى قط هتاف الدكتور أحمد خليل، القيادي بالنور عندما رفع صوته في إحدى مؤتمرات الحزب مرددًا "أبن المقدم قالها قوية.. حزب النور حزب السلفية"، وهي قضية أخرى تتمثل في قيام الأحزاب على أساس الدين أو تمييزها، فبرغم قصد الدكتور، أحمد أن حديثه إشارةً بأن حزب النور، الحزب الوحيد التابع للدعوة السلفية، إلا أن حديثه لم يخل من تميز الحزب بكونه حزب "سلفي"..

فأرجوكم كفانا ربطًا للدين بالسياسة، فمقاومة الفكر التكفيري والخطاب الديني السيء الذي اتنشر خلال الأشهر الماضية على المنصات وفي القنوات الدينية يحتاج إلى أن تقوموه وتقدموا خطاب معتدل للجميع.

أعملوا جاهدين في مجال الدعوة وقدموا لنا سياسيين متدينين، لا رجال دين يرغبون بالسياسية.. فاللهم أحفظ مصر وأهلها.

المقال يعبر عن رؤية الكاتب الشخصية ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان