إعلان

أمهات ''شهداء'': حقوق أولادنا عند ربنا

04:54 م الثلاثاء 10 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير – هند بشندي:

اختلاف الرؤي السياسية حول 30 يونيو وما تلاها جعل جميع أطراف المشهد السياسي يتحدثوا باسم الثورة وشهدائها.. منهم من يعتبر أن هذه الأيام التي تشهدها مصر ''من أجل تصحيح مسار الثورة واستعادة حقوق الشهداء''.. وطرف أخر يعتبر ان ما حدث ''انقضاض على الثورة وضياع حقوق الشهداء بلا رجعة''.. في ظل هذا وذاك مصراوي حاور أمهات بعض ضحايا ثورة يناير 2011 وما بعدها.


''مرسي داس على حق الشهيد''

''نحن نعود للخلف لا نتقدم بل نذهب للأسوأ''، هكذا بدأت حديثها معنا والدة إبراهيم سمير، أحد ضحايا ثورة يناير، والذي لقي حتفه بمنطقة المطرية، معتبرة أن 30 يونيو لم تأتي الا بمزيد من الشهداء، وهي لا تعترف ان البلاد حاليا على مسار ثورة فتقول ''لسه عايشين في ظل وقهر''.

وتابعت ''كنا في عهد مرسي بدئنا نشعر بالحرية لكنهم خطفوها منا مرة أخرى''.

تستكمل بانفعال ''ثورة الـ6 ساعات –في إشارة لـ30 يونيو- عايزة تخطف ثورة 25 يناير''، مؤكده ان لن يتحقق حق ابنها كل ما سيتحقق مزيد من الشهداء، لتختتم كلامتها بكلمة ''حرام''.

بوجه نظر مختلفة، استمعنا لكلمات الحاجة سيدة حسن عبد الرؤوف، وهي والدة مصطفى العقاد الذي توفى يوم ''جمعة الغضب'' – 28 يناير 2011- عندما توجه مع صديقه إلى ميدان المطرية باتجاه ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات ثورة يناير.

في البداية ردت على سؤالنا بكل حسم، ''ماحدش فيهم بيجيب حق الشهيد، حقه عند ربنا، ربنا اللي هيجيبه''، لتوضح أن ما يحدث حاليا مجرد مصالح فتقول ''كلهم يريدوا الكرسي ويسعوا لمصالح شخصية لكن حق الشهيد غير موجود في مصر، حق الشهيد بيموت معاه''.

وعن ما فعله الدكتور محمد مرسي، الرئيس السابق، للحفاظ على حقوق شهداء يناير، قالت ''كل ده كلام فاضي مرسي داس على حق الشهيد، قال ان اول ما سأفعله حق الشهيد، لكن بعد ما جه على جثث اولادنا واخد لكرسي ماذا فعل لنا لا شيء''.

وأضافت ''الإخوان قتلوا في الناس برضه، ناس غلابة، عشان خاطر المنصب''.

وعن الحكومة الجديدة، قالت ''لا اثق في أحد، حكومتي هي الله بدعي له واقول ربنا ينتقم منهم، ده حتي لا مبارك ولا العادلي هيتحكموا''، لتختتم حديثها بجملة ''باختصار البلد كلها تبحث فقط عن الكراسي وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم جميعا''.


''ارجعوا لثورة يناير''

''إسلام رأفت'' صاحب الثمانية عشر عاما، وهو الشاب الذي انتشر فيديو دهسه تحت عجلات سيارة هيئه دبلوماسية في شارع القصر العيني، تحدثنا مع والدته التي أكدت انها لا تري انها استردت حق ابنها بعد مرور أكثر من عامين على وفاته، وتساءلت بتعجب ''حقه يجي ازاي ومبارك والعادي هيطلعوا براءة''.

وأكملت ''حق ابني هيبقى فعلا راح لو مبارك فعلا طلع ومحدش اتحاكم.. بس مين اتحاكم؟؟ مافيش حكم طلع غير لشهداء مجزرة بورسعيد لأنهم خافوا من الأولتراس''،

وأضافت ''نفسي الاقي قاضي عنده ضمير يمسك قضية الشهداء، وميقلش الورق.. لا هو عاش الأحداث ولازم يحكم بما يرضي الله.. وألا عمرنا ما هنبقى دولة عدل''.

رغم أن وكيل النيابة بحسب ما قالته لنا أكد لها ولوالد إسلام أن القضية لا تحتاج حتى لمحامي لوجود ''سي دي'' وشهود عيان يثبتوا الواقعة، بالإضافة لتقرير طبي يثبت أن الوفاة نتيجة نزيف في قاع الجمجمة، ''لكن لم نأخذ حق ابني.. نروح فين ونقول يا مين.. واتحمل أزاي وانا اعصابي بتنهار كل يوم وانا شايفه اللي قتل ابني –(مبارك والعادلي) عايش حياته وبيتمتع''.

وتضيف ''يعني القضاء جاب لإلهام شاهين حقها في أقل من 6 شهور، طيب اشتغل رقاصة عشان اجيب حق ابني طالما الممثلين والرقاصين هما اللي حقهم بيجي في البلد دي''، لكنه تعود فتقول ''حق ابني عند ربنا''.

يلتقط طرف الحديث والد ''إسلام رأفت'' محملا القضاة ضياع حق ابنه، قائلا ''حاسس ان قضيتنا بتتسرق احنا في دولة لا فيها قانون ولا عدل، احنا مش عارفين ناخد حقه في الدنيا لكن باذن الله هناخده في الاخره''.

''حسبي الله ونعم الوكيل'' كلمة تقاسمت معظم حديثها، تحاول ان تخفف بها آلام حسرة الفراق التي مازالت تشعر بها وكأن الحادث حدث بالأمس، وتقول ''حسبي الله ونعم الوكيل في كل شخص كان يستيطع ان يأتي بحق ''عيالنا'' وضيعه، ربنا يحرمهم من عيالهم زي م غدروا بعيالنا وحرمونا منهم''.

تقول الأم إنها مازلت تشعر انها والاف الأمهات حرموا من أولادهم من أجل ''لاشي''، وتقول ''خدت وجع قلب كل ما شوف حد من صحابه بيخطبوا (خطبة الزواج)، كان نفسي اشوف ابني عريس وادخله كلية الهندسة، فمهما خدت تعويض فلوس الدنيا مش هتعوض التراب اللي كان بيمشي عليه''.

والدة ''إسلام رأفت'' ليست سعيدة بأحداث 30 يونيو، فهي تعتبر أنهم أرادوا بها الغاء ثورة 25 يناير، وترى أن البلاد عادت لأسوأ من عهد مبارك، لكن أكثر ما يحزنها من 30 يونيو، هي تسمية البعض لابنها وعدد من ضحايا ثورة يناير بـ''البلطجية''.

وعن تعامل الحكومات المختلفة مع حقوق الشهداء قالت أن المجلس العسكري في الفترة الانتقالية كان كل ما يهتم به التعويض المادي لأهالي الشهداء ''وكأننا كنا نتاجر بأولادنا''، بينما تعتبر ان الدكتور محمد مرسي ''عمل اللي عليه''، مشيرة إلى أن قام بتشكيل لجنة من أجل حقوق الشهداء، لكن لم يكن هناك من يتعاون معه.

وتشير إلى أن وقت ثورة كان الكل فعلا موجوع ومهتم بحقوق الشهداء، لكن في الوقت الحالي الكل يبحث عن مصلحته، وموقع ''كرسيه''، مضيفه ''فوقوا بقي وارجعوا لثورة 25 يناير''.


''نكسة''

إلهام شحاتة، والدة علاء عبد الهادي، طالب طب عين شمس، الذي لقى مصرعه أثناء فض اعتصام مجلس الوزراء، لا ترى وجود جديد في حق الشهداء، خصوصا حق ابنها لأنها لا توجد قضية ولا متهم بقتله من الأساس، على حد قولها.

عند سؤالها عن 30 يونيو .. وهل هي استكمال لثورة يناير، ترد باستنكار ''استكمال ثورة ازاي، ومازال الضحايا مستمرين، استكمال ثورة ومن قتلوا ابني هم من في السلطة الأن.. دم ابني خلاص راح''، مضيفة ''30 يونيو دي ''نكسة'' وانقلاب''.

هي كذلك لم تكن راضية عن عهد ''مرسي فتقول ''مرسي مرجعش حق ابني، ده كرم طنطاوي اللي قتل ابني، لكن مش عايزه حكم عسكري بعد ما هتفنا يسقط حكم العسكر''، هي اليوم حزينة على شباب تموت يوميا ''أنا جربت احساس الحرمان من ابني، والله ما بقتش أنام كل ما أشوف شباب بتتقتل وتعتقل بدون ذنب''.

تردد ''يارت الثورة ما كانت قامت''، وتقول ''كان عندي شوية أمل ان حق ابني يرجع.. دلوقتي مابقاش عندي أمل خالص، لكن ابني شهيد وخد حقه من عند ربنا''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان