إعلان

رابعة العدوية: الهدوء مفقود والقمامة أكوام.. والمعتصمون يعتذرون

02:58 م الإثنين 01 يوليه 2013

كتبت-علياء أبوشهبة:

هدوء و رقي و نظافة، موقع سكني مميز يعتبر من أوائل المناطق التي تم بنائها في شرق حي مدينة نصر الذي تم تخطيطه ليكون امتدادا لحي مصر الجديدة في صحراء العباسية، لكن هذه الصورة غابت في الفترة الأخيرة عن ذلك المربع السكني الذى تقع به عمارات مدينة التوفيق السكنية التي يسكنها في الأغلب ضباط القوات المسلحة.

فقد تبدلت الصورة، لتصبح فوضى و رائحة كريهة و زحام، واختفى شعور بالاطمئنان ليحل محله شعور بالفزع، فضلا عن الضوضاء التي لا تخف حدتها، إلى جانب أطنان المخلفات، وحالة الحظر التي فرضها السكان على أنفسهم، خوفا على بناتهن بشكل خاص، والسبب في تبدل الحال هو مظاهرات رابعة العدوية المؤيدة للرئيس محمد مرسي والتي مازال المشاركين فيها معتصمين حتى الآن.

''يقضون حاجتهم في الحديقة''

''الحديقة الخلفية لمنزلي التي كانت تمتلئ بالأشجار و النباتات أصبحت الآن مقسمة إلى نصين، الأول عبارة عن مرحاض عام يقضي فيه المتظاهرون حاجتهم في العراء على مرأى ومسمع من الجميع، والنصف الثاني ينام في العراء إما على سجادة صلاة أو كرتونة أو على الأسفلت''، هذا هو المشهد الذى وصفته يمنى محمد، إحدى ساكني العمارات المطلة على ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر.

أوضحت يمنى أن معاناة السكان تزيد كلما كانوا من ساكني الأدوار السفلى، والقريبة من الضوضاء والرائحة الكريهة التي لا تنقطع، حسب وقولها.

حظر تجوال للفتيات

خلال أيام الاعتصام استيقظ ساكنو العمارات المطلة على ميدان رابعة العدوية على مشهد مفزع ومزعج في نفس الوقت، وهو تمرينات جماعية يؤديها المعتصمون، بصوت مرتفع وحركات عنيفة، وهو ما زاد من حدة الضوضاء، وكان ذلك واحدا من الأسباب التي منعت الأسر من السماح لبناتهن من النزول إلى الشارع خوفا عليهن.

معاناة يمنى رياض لم تتوقف عند حد الضوضاء التي منعت طفلها الصغير من النوم، ولكنها الأمر تحول إلى حصار لم يكتفى من مجرد منعها من الخروج من المنزل، لكنه جعل مهمة عامل توصيل الطلبات الذى جاء حاملا اللبن لابنها أمر بالغ الصعوبة، بسبب تعرضه للتفتيش أكثر من مرة من جانب اللجان الشعبية التي نظمها المعتصمون.

نوران عادل، إحدى ساكني العمارات المطلة على ميدان رابعة العدوية، قابلت اللجان الشعبية للمعتصمون بغضب شديد، ورفضت تفتيش سيارتها، كما أنها أصرت على الذهاب إلى عملها، رغم المعاناة التي تقابلها بسبب تغيير مسار الطرق، وغلق الكثير من الشوارع المحيطة بمنزلها، علاوة على أنها لا تأمن على سيارتها.

تنزعج نوران أيضا من مشهد المعتصمين وهم يحملون العصي سواء الحديدية أو الخشبية، ويرتدون الخوذة في رؤوسهم، و تشير إلى تشاجر إحدى جاراتها مع أعضاء اللجان الشعبية بسبب إصراره على تفتيش ما تحمله من مواد غذائية.

اعتذار للأهالي

مع تراكم القمامة و زيادة حدة الغضب مما سببه المعتصمون من فوضى قام بعض ساكني عمارات رابعة العدوية بالنزول إلى المعتصمين للتحدث معهم، وكان رد الفعل مخالفا لما توقعه السكان، فقد بادر المعتصمون لمصالحتهم والاعتذار لهم عن ما سببوه من فوضى، وأعقب ذلك إصدار بيان تم كتابته على الكمبيوتر و تعليقه في مداخل العمارات، للاعتذار للأهالي.

المعاناة من أجل البحث عن لقمة العيش، ليست عبارة يمكن أن تقال على سبيل التهويل، ولكنها بالفعل ما يمكن أن يصف واقعا يعيشه جيران ميدان رابعة العدوية، وتقول مي مصطفى، إن المخابز تشهد زحاما شديدا، وبالتالي أصبح شراء الخبز أمرا صعبا، رغم أنه يباع بالسعر السياحي وليس المدعم.

وذكرت مي أيضا أن السلع الغذائية من خضروات و فاكهة ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة، كما أنها لم تعد متوفرة كما كان الحال قبل بداية تواجد المعتصمين في جمعة ''نبذ العنف''، وحتى الآن.

وتوضح أن جهاز الخدمات التابع للقوات المسلحة أغلق أبوابه الأسبوع الماضي بسبب الأحداث واستمر هذا الأسبوع أيضا.

الأمر الجدير بالذكر أن بعض المحلات التجارية في منطقة مساكن مدينة التوفيق بادرت للاستفادة من وجود المعتصمين، فعربات الفول على سبيل المثال قامت بفرد الطاولات الخاصة بها على الرصيف، كما أنها ضاعفت من كمية الطعام التي تبيعها، فضلا عن المحال التي تفتح أبوابها 24 ساعة بدون توقف.

صاحب إحدى محال بيع الزهور المطلة على ميدان رابعة العدوية أكد لمصراوي على أن نشاطه توقف تماما منذ يوم الخميس الماضي، أي قبل بداية التظاهرات بيوم واحد مع بدء توافد الأتوبيسات التي جاءت بالمتظاهرين.

و أشار إلى أنه يفضل البقاء في المحل بالرغم من عدم وجود بضاعة به، من أجل العمل على حمايته، وهو ما يخالف سلوكه عند قيام ثورة يناير نظرا لوجود قوات من الجيش في تلك الفترة لتأمين ميدان رابعة العدوية.

غياب الطلبات المنزلية

فيما أشارت نهال سمير، الطبيبة التي تعمل في صيدلية تطل على ميدان رابعة العدوية، إلى الصعوبات العديدة التي تواجهها حتى تتمكن من الوصول إلى مكان عملها، سواء بسبب غلق الشوارع، أو أكوام القمامة التي تمتلئ بها الشوارع.

وقالت إنها تضطر لإبراز هويتها أكثر من مرة للمسؤولين عن اللجان الشعبية، حتى تتمكن من الوصول إلى عملها، كما أشارت إلى أن الطلبات الخارجية للصيدلية توقفت بصورة تامة بسبب تواجد المعتصمين.

صاحب إحدى مدارس تعليم قيادة السيارات المطلة على ميدان رابعة العدوية اضطر إلى إغلاق المدرسة و تأجيل جميع الحصص لأجل لا يعرف مداه، فهو ينتهي بنهاية الأحداث.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان