مسيحيون يستبعدون تدخل الكنيسة في مظاهرات 30 يونيو
كتبت- علياء أبوشهبة:
في ظل إعلان البابا تواضروس الثاني بطريك الكنيسة الأرثوذكسية عن أن المؤسسة الدينية ليست لها علاقة بالأمر، وأن الأقباط أحرار بشأن المشاركة من عدمها، يبقى التساؤل حول موقف المسيحيين بطوائفهم المختلفة من مظاهرات يوم 30 يونيو الحالي ومدى مشاركتهم فيه من عدمه.
''مصراوي'' استطلع أراء مسيحيين من طوائف مختلفة لمعرفة رأيهم في المشاركة في مظاهرات 30 يونيو الجاري، التي دعت إليها حملة تمرد التي تجمع توقيعات تطالب بإقامة انتخابات رئاسية مبكرة.
بعيدا عن الحشد
قال القس دكتور إكرام لمعي، أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية، إنه من الواضح أن المشاركة الشعبية في المظاهرات سوف تكون كبيرة، مضيفا بأنها سوف تكون سلمية، لأنها تأتى بسبب إرادة شعبية قوية و الحشد هذه المرة من المواطنين العاديين الذين يمتلك غالبيتهم أي توجهات سياسية.
واستبعد لمعي وقوع حوادث عنف نتيجة حشد الجماعة الإسلامية لأنصارها بهدف إجهاض المظاهرات، وهو ما يفسره بأن أي حوادث عنف قد تقع سوف تنسب إلى جماعة الإخوان المسلمين و هو ما يعتبر ليس من مصلحتها وسوف يزيد من حدة الغضب ضد الإخوان، كما أنه يزيد من حماس الشباب.
أضاف لمعي أن وقوع حوادث عنف سوف يؤدى إلى تدخل القوات المسلحة لوقف الاشتباكات وهو ما ليس في مصلحة مؤسسة الرئاسة.
وأشار إلى أفضلية تقديم الحلول و المقترحات للخروج من الأزمات الحالية، والمتمثلة في حل مشكلات المواطن ولكن بمصداقية لأن المواطن أصبح واعى بدرجة كبيرة.
غضب شعبي
واستبعد لمعي أن تكون المشاركة في المظاهرات بدافع من الأحزاب، التي يؤكد أنها لا تمتلك أي قاعدة في الشارع، مضيفا بأن الفترة الماضية أثبتت أن حركات مثل الأولتراس و البلاك بلوك و تمرد وشباب الإخوان، لهم وجود قوي في الشارع، لا يمكن حتى أن ينافسهم لا الأزهر ولا الكنيسة في الحشد للتظاهر.
فيما يوضح رافين هارديتستا، الكاتب في جريدة ''الهوسابير'' التي تصدرها طائفة الأرمن في مصر، أن المظاهرات تأتى نتيجة إرادة شعبية قوية و يصعب توقع نتائجها أو التنبؤ بردود الأفعال حولها.
كما أكد على أن المشاركة لن تتأثر بأي حشد لحزب أو طائفة أو كنيسة، لأنه في النهاية الإرادة الشعبية هي التي تفرض نفسها، وأضاف بأن الساحة السياسية عبارة عن صراعات بين القوى السياسية المتنازعة من أجل مصلحتها، ولكن في النهاية تظل إرادة الشعوب هي الأقوى.
وأوضح القمص بولس عويضة، أستاذ القانون الكنسي، أن مشروع النهضة الذي تحدث عننه النظام الحاكم لم يتحقق منه شيء، إضافة إلى أن الثورة لم تأتي بأهدافها، علاوة على أن القرارات التي اتخذها الرئيس قسمت الشعب إلى نصفين، ومنا هنا تأتى المشاركة الشعبية في مظاهرات يوم 30 يونيو.
أضاف عويضة قائلا إن المظاهرات سوف تكون سلمية لأن الشعب يبحث عن التغيير و سوف يخرج بدافع الشعور بالملل من المشاكل الكبيرة التي يغرق فيها بسبب عدم توفر البنزين و السولار علاوة على نقص الكهرباء، مشيرا إلى أن الشعب عبر عن نفسه من خلال حملة تمرد التي تمكنت من جمع عدد كبير من التوقيعات خلال فترة قصيرة.
الاستجابة للمطالب
طالب أستاذ القانون الكنسي الرئيس محمد مرسي الاستجابة إلى مطالب الشباب و تحقيقها، ومحاولة امتصاص الغضب الكبير نتيجة الاعتداء الذى لم تسلم منه كل مؤسسات الدولة و على رأسها الأزهر و الكنيسة و هو ما يصفه بأنه لم يحدث في عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
كما أكد القمص بولس عويضة على أنه لا يوجد اليوم من يستطيع توجيه الشارع المصري لا حزب و لا دور عبادة لأن العامة تتحرك بفعل دوافعها الداخلية.
ذكر بيتر نجار، المحامي، أنه يتوقع أن تكون المشاركة كبيرة في المظاهرات التي يؤكد على أنها لن تحمل أي توجه أو صبغة دينية لأي طائفة من الطوائف، مؤكدا على أن الكنيسة لها صفة دينية فقط و ليست سياسية، بدليل أن بعض أعضاء حزب الحرية و العدالة من المسيحيين.
كما أكد نجار على احتمالات نجاح مظاهرات 30 يونيو كبيرة لأنها مخططة جيدا، ومكاسبها سوف تعود على المجتمع بأسره.
فيديو قد يعجبك: