إعلان

بالفيديو والصور.. مقلب الزبالة الذي تحول إلى بستان زهور

06:24 م الإثنين 24 يونيو 2013

كتب- محمود أمين:

إذا مررت يومأ بشارع الملك فيصل الرئيسي، التابع لحي العمرانية، سيتخيل لك أنك تمر وسط مركز عملاق لجمع القمامة، يمتد لأكثر من سبعة كيلو مترات، فالقمامة تحاصرك من كل جانب، وأصبح نهر الطرق والحديقة الوسطي مصدر للرائحة الكريهة، المنبعثة من القمامة الملقاة التي قد تبقي لأيام، ولم يكتفي "العربجية"، أصحاب عربات "الكارو" بهذا المشهد الأليم بل أصروا على اغتيال الشارع، وقاموا بإلقاء المخلفات الصلبة الناجمة عن مخلفات البناء، دون رادع من المسؤولين.

تدهور الوضع بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير، بشارع الملك فيصل الحيوي، الذي يعاني من الغياب الأمني التام، حيث انتشرت السرقة تحت تهديد السلاح، وتحول سائقو الأجرة إلى مجموعة من البلطجية -يغتالون المواطنين يوميا-، علي مرأي ومسمع من شرطة المرور، التي أصبحت عاجزة عن ردع سائقي "التوك توك"، اللذين خرجوا إلى الشارع الرئيسي، وأصبحت تلعب دور المتفرج، كما خرجت المقاهي وبعض المحلات التجارية لتحتل الأرصفة المقابلة لأعمالهم التجارية، لتزيد من معاناة الشارع من الاختناق المروري، الذي يجعلك تقطع شارع الملك فيصل -السبع كيلو مترات تقريبا- فيما يقرب الساعتين من الزمن.

وفي مشهد لافت، وفي وسط هذه الكومة الكبيرة من القمامة يستوقفك مشهد غريب وكأنك خرجت من شارع القمامة فجأة؛ فبالأمس كان هناك مقلب كبير في هذا المكان من الشارع فكيف تحول في ليلة وضحاها إلي مكان ملي بالزهور والأشجار، وكيف تحولت الرائحة النتنة إلي روائح عطرية تخرجك من المزاج العفن، إلى مزاج طيب بديع.

هما الاخوان مدحت وحمدي رمضان أصحاب سلسلة محلات تجارية بشارع الملك فيصل، وراء تحويل هذا المكان إلي بستان زهور، كما يطلقون عليه.

توجهنا إلي الحاج مدحت رمضان، صاحب الفكرة في محاولة منا للتعرف علي كيفية تنفيذ المشروع فقال " أنا رئيس مجلس إدارة جمعية خيرية بشارع الملك فيصل، ووصل عدد من تأويهم الجمعية ما يقرب من المئة وخمسون حالة، فقررنا أن نبدأ بجمع التبرعات، بعد أن زادت المصاريف، فلم يستجب لنا أحد وعاملونا بطريقة سخيفة من البعض، واعتبرونا "شحاتين"، ومن وقتها جاءتني فكرة تخدم وطني أولا والجمعية بعدها، وهي تحويل أماكن القمامة إلي "بستان زهور".

وبسؤال عن كيفية الحصول علي التراخيص قال الحاج مدحت، " قدمنا طلب لرئيس حي بولاق الدكرور، وأبدي موافقته المبدئية ومازلنا نسعي لإنهاء إجراءات التراخيص في أقرب وقت ممكن، كما طلب رئيس حي العمرانية، من الجمعية تنفيذ المشروع أمام سور كلية التربية الرياضية، بشارع الملك فيصل، والتابعة لجامعة حلوان، بعد أن تحولت أسواره إلي مقلب قمامة، وكل ما نتمناه من المحافظ الأن هو دخول المرافق إلي المشروع من مياه وكهرباء، في أسرع وقت ممكن.

وعن المشاكل والصعوبات التي تعرض لها الحاج مدحت في بداية تنفيذ مشروعة قال " في البداية تعرضت لهجوم شديد من بعض الأهالي، فمنهم من قال لي "إحنا اتعودنا نرمي الزبالة هنا"، "ياعم أنا هرمي والي عاوز تعمله أعمله"، كما قام عدد من الأهالي بإلقاء القمامة أمام المشروع بالفعل، كما تعرضنا لهجوم من قبل العربجية أصحاب عربات "الكارو" الذين يقومون بنقل مخلفات البناء وقاموا بتهديدنا بالأسلحة البيضاء والخرطوش لمنعنا من تنفيذ المشروع، ولا استطيع أن أنكر من قاموا بتشجيعنا، والدعاء لنا".

وبخصوص تمويل المشروع قال الحاج مدحت " المشروع ممول بالكامل من قبل الجمعية، وبعض المساهمات الشخصية من الافراد، والمشروع لا يهدف في البداية إلي الربح، فالربح المادي من بيع الشتلات والزهور، يأتي ثماره بعد عام من ألان، فإن السبب الحقيقي لإنشاء المشروع هو حب مصر وأي أرباح مادية من المشروع سوف تكون في خدمة مصر أولا،ً ومن بعدها الجمعية الخيرية"

وأكد الحاج مدحت، علي أن المشروع يساهم أيضا في حل مشكلة البطالة، ويرحب بالشباب اللذين يحبون مصر، وسيكون لهم أجور مادية نظير عملهم بمشروع "بستان زهور".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان