لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مرسي وفريقه الرئاسي ''استقالات بالجملة وصلاحيات غامضة''

10:18 م الأحد 23 يونيو 2013

كتب - عمرو والي:

استهل الرئيس محمد مرسي فترة رئاسته الأولى بالإعلان عن تشكيل فريق رئاسي؛ مكون من 21 شخصاً 4 مساعدين و17 مستشاراً , إلا أنه ومع مرور ما يقرب من 8 أشهر على تشكيله خسر مرسي أكثر من نصف الفريق حيث لم يتبق سوي 9 أفراد فقط، ومن خلال السطور القادمة ''مصراوي'' يعرض كيفية نشأته وأعضائه وتقييم لأدائه بعد مرور عام على حكم مرسي.

بدأ الفريق الرئاسي مقسم على جزأين الأول مساعدي الرئيس وعددهم أربعة هم ''باكينام الشرقاوي مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية، وعصام الحداد مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وسمير مرقص مساعداً لرئيس الجمهورية لملف التحول الديمقراطي، وعماد الدين عبد الغفور مساعداً لرئيس الجمهورية عن ملف التواصل المجتمعي''.

أما الثاني فيما عرف باسم الهيئة الاستشارية للرئيس وضم نحو 17 مستشاراً ما بين سياسيين وإعلاميين ومثقفين.

''مسلسل الانسحاب''

ولم تمض أسابيع قليلة حتى بدأت شكاوى الكثيرين من أعضاء الفريق الرئاسي جراء عدم وضوح اختصاصاتهم وصلاحياتهم إلى حد عدم معرفتهم بحدود الدور الذى يمكن لكل منهم أن يؤديه داخل الرئاسة.

ودفع هذا التضارب والغموض إلى بدء انفراط عقد هذا الفريق عبر سلسلة من الاستقالات بدأت في نوفمير الماضي وكانت أول استقالة لـ''سمير مرقص'' مساعد الرئيس لملف التحول الديمقراطي ولحق به كل من ''فاروق جويدة''، و ''سكينة فؤاد''، مستشار الرئيس للشؤون الثقافية احتجاجاً على إصدار الرئيس للإعلان الدستوري في نوفمبر 2012.

ثم جاءت استقالة كل من ''رفيق حبيب''، مستشار الرئيس للشؤون المسيحية، و''سيف الدين عبد الفتاح'' مستشار الرئيس للشؤون السياسية، و'' عمرو الليثي'' مستشار الرئيس للشؤون الإعلام، وأخيراً ''محمد عصمت سيف الدولة'' مستشار الرئيس للشؤون العربية اعتراضاً على أحداث الاتحادية الدامية والتي شهدت سقوط ضحايا .

ومع بداية شهر ديسمبر استقال ''أيمن الصياد'' مستشار الرئيس لملف الإصلاح المؤسسي للإعلام، و''محمود مكي'' نائب الرئيس الذي اعتبر ضمن الفريق الرئاسي، واستقال لعدم وجود المنصب في نص الدستور بعد إقراره.

''الإخوان والسلفيين''

وفى بداية العام الجاري 2013 تقدم الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة باستقالته من الهيئة الاستشارية عقب تعيينه بمجلس الشورى لعدم جواز الجمع بين وظيفتين، حسب الدستور المستفتى عليه بحسب ما ذكر الدكتور ياسر على المتحدث السابق باسم الرئاسة.

وفي 17 فبراير 2013، أقال الرئيس محمد مرسي الدكتور خالد علم الدين، مستشار الرئيس لشؤون البيئة، بعد ورود ''تقارير رقابية'' بشأن محاولته استغلال منصبه كمستشار للرئيس، وجاء توقيت الإقالة ليثير جدلاً في كافة الأوساط السياسية والإعلامية بعدما تناول علم الدين مكتب الإرشاد بتصريحات خرج بها في أحد اللقاءات التليفزيونية مما دفع البعض للربط بينها وبين هذه الإقالة.

وبعدها طالب علم الدين بالتحقيق معه إلا ان ذلك لم يحدث وعلى خلفية ذلك طلب الاعتذار شخصياً من الدكتور مرسي إلا أن مؤسسة الرئاسة رفضت الاعتذار لـ ''علم الدين''، ليعلن بسام الزرقا، مستشار رئيس الجمهورية، عضو الهيئة العليا لـ النور، استقالته من منصب مستشار رئيس الجمهورية.

وكانت آخر الاستقالات، وهى استقالة المستشار محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانوني للرئيس مرسي، الذي تقدم باستقالته المسببة، والتي قال إن أهم أسباب استقالته أنه لا توجد رؤية واضحة لإدارة الدولة، والإصرار على استمرار حكومة قنديل، رغم فشلها سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا .

وعن المشهد الحالي فلم يتبق منهم الآن سوى 9 أعضاء فقط، بينهم 6 مستشارين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ويمثلون ''ثلثي المتبقي من الفريق''، وهم: أميمة كامل، وعصام الحداد، وأحمد محمد عمران، ومحي حامد، وحسين القزاز، وأيمن علي، الدكتور عماد عبد الغفور، إلى جانب عماد حسين، والدكتورة باكينام الشرقاوي ''

''وظيفة شكلية''

وتعليقاً على أداء الفريق الرئاسي، قال الدكتور جمال عبد الجواد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في تصريحات لمصراوي أن الفريق الرئاسي المعاون للرئيس مرسي كان يغلب عليه في شق كبير الجانب الشكلي وهو الجزء الخاص بالمستشارين الذين وصل عددهم إلى مايقرب من 17 مستشاراً من ذوى الخلفيات الإيديولوجية المختلفة.

وأضاف عبد الجواد أن هذا الشق كتب الدكتور مرسي نهايته سريعاً للغاية وهو الخاص بالمستشارين الذين لا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين حيث وجدناهم هجروا سفينة الرئاسة في أعقاب الإعلان الدستوري المكمل والذى صدر في نوفمبر الماضي أي في أقل من 6 اشهر من انتخاب الرئيس مرسي وهنا واجه انتقادات حادة للغاية.

وأوضح الخبير السياسي أن الجزء المتبقى غلب عليه الطابع الإخواني بالإضافة التوجه السلفي الممثل في الدكتور عماد عبد الغفور مستشار الرئيس مرسي لشئون التواصل المجتمعي وهو فى الأساس منشق عن حزبه الأصلي وهو النور.

ووصف عبد الجواد تجربة الفريق الرئاسي بالتجربة الإخوانية الخالصة، وبطبيعة الحال يتحمل الرئيس ومؤسسة الرئاسة الجزء الأكبر في حالة الانقسام المجتمعي الغير مسبوق بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي والسياسي , مشدداً على أننا في مصر الآن نعانى من مشكلة كبري في أداء الرئاسة وضح مؤخراً في أداء الدكتور باكينام الشرقاوي مساعد الرئيس للشئون السياسية والأزمة التي اثيرت حول بث جلسات الحوار الخاص بأزمة إثيوبيا.

وقال عبد الجواد أن سلطة الرئيس في مصر هي السلطة الأقوى وأكبر من أي مسؤول حتى رئيس الوزراء الذي يعتبر في حقيقة الأمر ''كبير موظفين'' , مشيراً إلى أن الأزمة تكمن في فقدان الاتصال الحقيقي بين الرئيس ومساعديه وما تبقى من مستشاريه والحكومة ووزرائها .

''فشل وتخبط''

وفى نفس السياق قال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس في تصريحاته لـ مصراوي أن الفريق الرئاسي تجربة حكم عليها بالفشل قبل بدايتها مدللاً على انسحاب معظم اعضائها، وبالتالي لا يوجد ما يسمى بالفريق.

وأضاف ليس من الناحية الدستورية أو القانونية ما يمكن أن نطلق عليه هذا المسمى، كما أن الكلمة في حد ذاتها معناها كبير للغاية؛ فهي في واقع الأمر لم تنفذ ولم تطبق كي يتم الحكم عليها.

وأوضح أن كل شخص من هذا الفريق كانت له مصادره الإيديولوجية مختلفة بالإضافة إلى التكوين النفسي والفكري وهو ما لم يسمح بالوصول إلى قدر كبير من التعاون أو التكافل للعمل ضمن فريق جماعي موحد.

ورأى سلامة أن فكرة تكوين الفريق هي اختراع من جانب النخبة السياسية الموجودة حالياً تماشياً مع الوضع الجاري مشيرا إلى أن هذا النموذج غير موجود في أي دولة من دول العالم، كما أن عدم وضوح الرؤية والاختصاصات من البداية ساعد على عدم اكتمالها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان