أهلا.. نورت مصر

بقلم - هند بشندي:

تغيب عنها لكن تعود وتشتاق لها .. تسب وتلعن ما وصل إليه حالها .. لكنها بمجرد أن تعود يهفو قلبك إليها.. شعور انتابني أنا على متن الطائرة المصرية في طريقي لأرض الكنانة.

تتسارع خطواتي داخل الأراضي المصرية الحبيبة كأني غبت عنها طويلا وليس لأيام معدودة.. تتردد على مسامعي كلمات من مجموعة من الشباب مصري مغترب خلال طريقنا لصالة الوصول، كلمات رددوها فور رؤيتهم لعساكر الأمن المركزي.. عن عودتهم لأيام البهدلة والسحل، أردت أن التفت اليهم واصرخ بوجههم "إنها مصر بعد الثورة أفيقوا". لكني التزمت الصمت.

نزلت المطار الأنيق أشعر بالفخر؛ فمطارنا يفوق بمراحل مطار الدولة العربية الشقيقة، رغم أني لست فلول ولم أدعمه بل على العكس إلا أني لم أنكر أن الفريق أحمد شفيق استطاع أن يحول مطار "غير أدمي" لمطار "عالمي"، امتناني لشفيق كان لأني في هذه اللحظة التي تعود فيها لأرض وطنك تتناسي الفلول والإخوان وجبهة الإنقاذ وتمرد وتجرد .. تتذكر فقط مصريتك.

وفجأة وسط هذا الاحساس بالفخر تصرخ عندما تدرك أنك لم تصل المطار وحدك بل وصلت معك "النهضة" فيسود الظلام أرض المطار، لتكتشف أن مشكلة الكهرباء طالت مطار القاهرة الدولي.. ويظل المسافرين في رحلة البحث عن حقائبهم من خلال كشافات التليفونات المحمولة في مشهد ملئ بالكوميديا السوداء .. لاستعين فجأة وبدون ان ادري ببعض كلمات الشباب المغترب ويتحول الاشتياق للعن وسب وعودة للحديث عن السياسة..

ثم أتوقف وانظر للسياح العرب .. واتذكر شعار الإعلان السياحي الشهير "أهلا.. نورت مصر"....