إعلان

محطات في تاريخ العلاقات المصرية الروسية

02:38 م الأربعاء 20 نوفمبر 2013

كتبت – هبه محسن:

على مدى سنوات طويلة شهدت العلاقات المصرية - الروسية حالة من الصعود في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تبعها هبوط حاد استمرت مع نظام الرئيس الراحل أنور السادات ومن ثم عادت العلاقات للتطور بعض الشيء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وفي عهد الرئيس السابق محمد مرسي حاول أكثر من مرة التقارب من الدب الروسي، ولكن محاولاته بائت بالفشل ورفضت روسيا بقيادة فلاديمير بوتين هذا التقارب المصري.

وبعد 30 يونيو تطورت العلاقات بشكل ملحوظ، حيث أعلنت روسيا دعمها الصريح لما بعد 30 يونيو، ورحبت بالتعاون مع مصر في جميع المجالات الاقتصادية وحتى العسكرية.

''مصراوي'' رصد العلاقات بين مصر وروسيا منذ العهد الملكي وحتى ما بعد 30 يونيو.

روسيا والنظام الملكي

بدأت العلاقات المصرية الروسية ''الاتحاد السوفيتي'' آنذاك في العهد الملكي عام 1943، حيث شهدت العلاقات بين البلدين حالة من التوافق توجت بتوقيع أول اتفاقية اقتصادية بين البلدين في أغسطس 1948 بشأن تبادل السلع بين الدولتين.

وبموجب الاتفاقية كانت مصر تصدر القطن إلى الاتحاد السوفيتي ويصدر الأخير بعض الحبوب والأخشاب إلى مصر.

روسيا والحقبة الناصرية

عرفت العلاقات المصرية - الروسية المعني الحقيقي للتقارب والانسجام بين دولتين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ففي أعقاب ثورة يوليو 1952 شهدت العلاقات بين الدولتين حالة من التوافق الشديد على جميع الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية وحتى العسكرية.

وقد دعم الاتحاد السوفيتي آنذاك، الجيش المصري وساهم في تحديثه ومده بالسلاح اللازم له بعد خسارة تسليحه في ''النكسة'' عام 1967، كما ساعد مصر في بناء حائط صواريخ لحماية العمق المصري، هذا بالإضافة إلى سفر العديد من قيادات الجيش المصري آنذاك لاستكمال دراساتهم العسكرية في المعاهد العسكرية الروسية.

وكانت خمسينات وستينيات القرن الماضي ذروة العلاقات بين البلدين، حيث ساهم الاتحاد السوفيتي في تمويل السد العالي بعد رفض البنك الدولي، وساهم في إنشاء مصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي.

كما عمل مع الحكومة المصرية على مد خطوط الكهرباء من أسوان إلى الإسكندرية، بالإضافة إلى عدد كبير من المشروعات الصناعية التي شارك في تمويلها.

روسيا وقطيعة السادات

بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدأت العلاقات المصرية - الروسية مرحلة جديدة، وسيطر ''الفتور'' على العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة، حتى انقطعت تماما في مرحلة لاحقة من عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

قبل أكتوبر 1973 كان السادات يعمل على استكمال مسيرة ناصر في العلاقات بين البلدين، ولكن ثمة توتر ما شاب العلاقات بينهما.

وكان من شواهد هذا التوتر طرد الخبراء الروس الذين بلغ عددهم آنذاك 15 ألف خبير روسي. وقال السادات عبارته الشهيرة ''نريد المعركة ان تكون معركتنا''، وبعدها في عام 1976 اتخذ قراراه بقطع كامل للعلاقات المصرية مع الاتحاد السوفيتي.

''تحسن تدريجي مع مبارك''

وبعد اغتيال الرئيس السادات وتولي مبارك الحكم عمل على إعادة العلاقات بين البلدين بشكل تدريجي.

وقد شهدت العلاقات بين مصر وروسيا في عهد مبارك تحسناً تدريجياً، بعدما قام بإرسال وفداً رفيع المستوى للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الروسي الراحل ليونيد برجينيف، ثم قامت مصر في عام 1991 بالاعتراف رسمياً بروسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وزار مبارك روسيا رسمياً ثلاث مرات أولها عام 1997 وقع خلالها 7 اتفاقيات للتعاون بين البلدين.

وبعد وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السلطة في روسيا عام 2000 تغيرت طبيعة العلاقات بين البلدين إلى الأفضل وزار الرئيس المصري روسيا عام 2001 و 2006 وخلال هاتين الزيارتين وقعت البلدين على اتفاقيات وبرامج طويلة الأمد للتعاون في جميع المجالات.

وفي عام 2005 زار الرئيس بوتين مصر وصدر بيان مشترك يؤكد على عمق العلاقات بين الدولتين، وبعدها اعتمدت جامعة الدول العربية لأول مرة في تاريخها سفير روسيا في مصر مفوضاً لدى جامعة الدول العربية.

''زيارة مرسي الباردة ''

لم تلقى محاولات الرئيس السابق محمد مرسي قبولاً من الجانب الروسي، فقد استقبلت روسيا الرئيس السابق محمد مرسي بشكل وصفه البعض بأنه ''مهين'' لرئيس جمهورية مصر العربية، بينما وصف البعض الآخر هذه الزيارة بـ''الزيارة الباردة''.

وكان دائماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما ينتقد مواقف الرئيس المصري تجاه سوريا، خاصة بعدما أعلن قطعه العلاقات معها في مؤتمر حاشد بإستاد القاهرة.

وهذا الموقف أدي لإطلاق بوتين تصريحه بشأن مرسي والذي قال فيه أن ''الرئيس المصري طارده من أوروبا إلى إفريقيا حتى استطاع أن يلتقي به في قرية صغيرة في روسيا وأن هذا النوع من الرؤساء لا يدوم طويلاً، وأن بشار الذي يناصبه الرئيس المصري العداء قد يدوم في الحكم فترة أطول من الرئيس المصري الذي تعتزم المعارضة خلعه''.

''تقارب ما بعد 30 يونيو''

وبعد رحيل مرسي من السلطة والإطاحة بحكم الإخوان عقب مظاهرات 30 يونيو، كانت روسيا من أول الدول الداعمة لمصر وشعبها في موقفها من الإخوان المسلمين وحكمهم، وشبه الروس الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر في قوته في التعامل مع الغرب.

وبعد الموقف الأمريكي والأوروبي من الأحداث في مصر، والقرار الأمريكي بتعليق المعونات العسكري، ظهرت روسيا في الصورة بقوة، حيث أبدت استعدادها للتعاون الاقتصادي والعسكري مع مصر.

وأكدت زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين الأخيرة لمصر على هذا الدعم، وتطلعت لمزيد من التعاون بين البلدين في شتى المجالات.

وقد شبه البعض العلاقات بين مصر وروسيا في المرحلة الراهنة بالعلاقات بين البلدين في الحقبة الناصرية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج