إعلان

''جيكا''.. الشاب الحالم بالحرية

07:42 م الإثنين 18 نوفمبر 2013

كتبت - علياء أبوشهبة:

بجسده الأسمر النحيل وملامحه المصرية وبعزيمة ثورية ربما فاقت سنوات عمره التي لم تكمل الـ17 عامًا، قدم حياته فداء للهدف الأسمى في حياته ''الحرية''، وربما كان صدقه سببًا أن يصبح ''جابر جيكا'' أيقونة ثورية جديدة تضاف إلى حائط شارع ''محمد محمود''، لتذكّر بالشاب الثوري الذي قُتل في الذكرى الأولى لمعركة ''عيون الحرية''.

جيكا.. ''أخر العنقود''

''أنا فخور إنى ربيت ولد بطل زي ده، وحقه لا يمكن يضيع، فلا يضيع حق وراءه مطالب، أصل جيكا ده كان أخر العنقود وحته من قلبي''.. بهذه العبارة بدء الحاج صلاح، والد ''جيكا'' حديثه إلى ''مصراوي''، قائلًا إن نجله اهتم بالسياسة ومتابعة أحداثها مع ثورة 25 يناير، وكان عمره وقتها 15 عامًا فقط.

كانت حياة ''جابر'' موزعة بين المدرسة والدروس الخصوصية والوقفات التي كان ينظمها مع حركة ''6 أبريل''، وعمله في إحدى الشركات إلى جانب نشاطه على شبكة الإنترنت من خلال صفحة ''معا ضد الإخوان''، التي دشنها على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''.

''شعلة نشاط''، هكذا يصف الأب فلذة كبده، والذي يتحدث عنه كما لو كان ما زال موجودًا إلى جواره، ورغم عدم اهتمامه بالشأن السياسي، أجبره ''أخر العنقود''، برجاحة عقله وقوة إقناعه فضلًا عن عزيمته التي لم تكن تهدأ أبدًا، بأن الحرية مطلب غالى لا يمكن التفريط فيه.

عندما أتم ''جيكا'' عامه الـ16 سارع لاستخراج بطاقة هوية، لكي يتمكن من تسجيل اسمه ضمن أعضاء حزب ''الدستور''؛ فقد كان معجبًا بأفكار الدكتور محمد البرادعي، كما ذكر والده إن ''جابر'' كان مؤيدًا للدكتور محمد مرسي ضد الفريق أحمد شفيق، وكان يرى بادرة أمل لتحقيق أهداف الثورة، مؤكدًا أنه كان دائمًا يحلُم بالحرية وبتحقيق أهداف الثورة، كما حلم أن يكون ضابطًا في صفوف الجيش المصري.

معا ضد الإخوان

لم يتوان ''جابر'' عن كشف سلبيات ارتكبت من جماعة الإخوان المسلمين ورصدها دومًا من خلال صفحته، ورغم ما تلقاه من تهديدات استمر ''جيكا''، ولم تفلح التهديدات في ردعه، أما والده فلم يخطر على باله محاولة منع أو حتى مجرد تحذير فلذة كبده مما يكتبه عبر الشبكة العنكبوتية، لإيمانه بالحرية التي حدثه عنها.

جاءت الذكرى الأولى لأحداث ''محمد محمود''، ليخرج ''جابر'' أعزل حاملًا معه أفكاره، ويحضر اليوم الأول من الفعاليات، ثم يعود إلى منزله سالمًا، وفي اليوم التالي يذهب إلى مدرسة ''الخديوي إسماعيل''، ويعود بعدها إلى منزله ليجد اتصالًا من أحد أصدقائه يطلب منه النزول إلى شارع ''محمد محمود''، بحماس شديد نزل ليتلقى رصاصة الغدر التي اختارته من خلال القناصة، ليبقى لمدة 6 أيام في مستشفى قصر العيني حتى فاضت روحه إلى بارئها.

في مشهد مهيب جمع من فرقتهم الخلافات السياسية بعد ثورة 25 يناير، تجمعت أعداد غير مسبوقة من النشطاء، وأهالى حي عابدين إلى جوار شباب حركة 6 أبريل، وآخرون ممن لا ينتمون إلى أي تيار سياسي، ليسير جسد ''جيكا'' في شارع محمد محمود للمرة الأخيرة، ولكنه في هذه المرة كان محمولًا على الأعناق.

''وفاء أصدقاء جابر مش مخلينى أحس إنه مات''، ربما كانت الاتصالات المتعاقبة على مدار عام كامل هي السبب في تهدئة قلب الحاج صلاح، الذي طالب أصدقائه بعدم تنظيم أي فعالية تسمح لجماعة الإخوان المسلمين بأن تقحم نفسها فيها لتتحول إلى أحداث عنف تشوه ذكرى محمد محمود وتسئ للشباب.

أحلام جيكا.. لم تتحق

إسلام محمد، واحدًا من أصدقاء جابر جيكا، وأحد مسئولي صفحة ''كلنا الشهيد جابر جيكا''، على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، يحكى عن صديقه الذي تعرف عليه في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، ثم جمعتهم حركة 6 أبريل.

ويقول إن ''جابر'' كان محبًا للحق، ولم يكن يدخر مجهودًا للمشاركة في أي وقفة تؤيد مظلومًا، وتذكر حماس صديقه وضحكته الصافية، مشيرًا إلى أنه سأل والدته ''ماما فاطمة'' عن أصل الاسم ''جيكا''، فقالت إنه كان في طفولته محبًا لكرة القدم، وكان يلقب بأنه ''ماجد''، تيمنًا بمسلسل الكارتون الشهير، ومع الوقت لقبه أصدقائه بهذا الاسم الذي أحبه وميّزه.

''قضاء عادل وشرطة تحترم حقوق الإنسان وعدم ضياع حقوق الشهداء''، هذه هي الأحلام الثلاثة التي لازمت ''جيكا'' حتى وفاته، وفقا لما ذكره صديقه ''إسلام''، مؤكدًا أنه قبل وفاته كان يبذل جهده للتهدئة، وإقناع المتظاهرين بالابتعاد عن وزارة الداخلية.

حركة الشهيد جابر صلاح

أحمد ناجي، عضو حركة 6 إبريل، قال إن إحياء ذكرى ''جيكا'' ستكون لمدة 6 أيام، مشيرًا إلى أنها عدد الأيام التي قضاها في المستشفى حتى وفاته متأثرا بإصابته، من خلال تنظيم فعاليات متنوعة في كل يوم.

كما أشار ''ناجي'' إلى تأسيس حركة ''الشهيد جابر صلاح'' بناء على طلب والده، والتي ستهتم بمتابعة قضيته والمطالبة بالقصاص له، مؤكدًا أن هناك قضيتان تخص ''جيكا'' الأولى أمام مجلس قضايا الدولة للمطالبة بضم اسمه إلى أسماء الشهداء، والتي يترتب عليها المطالبة بتسمية أحد الشوارع باسمه، والثانية، قضية جنائية ضد المتهم بقتله.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج