حوار- "مطرب الثورة": ثورة يناير تمر بأصعب مراحلها.. لكن هناك أمل
كتبت - هدى الشيمي :
قال رامي عصام، الشهير بـ "مطرب الثورة" إن أحداث 30 يونيو التي أسقطت الرئيس السابق محمد مرسي ونظام الإخوان المسلمين ليست انقلابا عسكريا ولكنها في نفس الوقت ليست ثورة، مضيفا أن المجلس العسكري استغل إرادة الشعب المصري في 30 يونيو، بحسب رأيه.
وطالب عصام في مقابلة مع مصراوي الجيش بالعودة إلى ثكناته. وقال "شاركت في 30 يونيو ونزلت إلى الاتحادية مثل العديد من المصريين، وكنت أعتقد أن المشكلة ستنحصر بين الشعب وجماعة الاخوان المسلمين، إلا أنها أصبحت فجأة مشكلة بين المجلس العسكري والإخوان".
ثورة أم انقلاب
وتابع عصام: "شاركت لتحقيق حلمي لإسقاط النظام ولتحقيق أحلامي وطموحاتي الثورية، إلا إني بدأت هذا اليوم، وأشك في طبيعة ما يحدث عندما بدأت اسمع هتافات تقول أن الجيش والشعب يد واحدة، مما يؤكد أن الشئون المعنوية والمخابرات كانت موجودة ونشطة جدا في كل مكان".
وأوضح "مطرب الثورة" أن العديد من المصريين ليدهم مفهوم خاطئ للمعني الحقيقي لكلمة ثورة وكلمة انقلاب، مشيرا إلى أن 30 يونيو ليست ثورة ولا انقلاب، فالثورة تعني نزول الشعب إلى الميادين ضد النظام الحاكم، والانقلاب هو محاصرة الجيش للدولة كلها بالدبابات واطلاق النار وشن حرب داخلية".
"أما 30 يونيو فكانت مشاجرة بين العسكر والإخوان الموجودين في الحكم، ساهم في نجاحها الشعب المصري الذي شارك في الاحتجاج ونزل إلى الميادين المختلفة ليعبر عن رفضه للإخوان"، هكذا يرى رامي عصام.
حركة تمرد
أما بالنسبة لحركة تمرد، فقال عصام "في بداية الحركة أنا مضيت (وقعت) على استمارة تمرد، وكنت سعيدا بها جدا لأنها حركة جيدة جدا، إلا إني قبل 30 يونيو بدأت أشك فيهم".
وقال إن "حركة تمرد كانت مخابرات عسكرية مليون بالمائة، فهي مجرد عرائس يستخدمها المجلس العسكري، فمن غير المنطقي أن تجد حركة ثورية كل هذا الدعم الإعلامي، وربما كنت سأغير موقفي إذا فهمت هذا من قبل".
رأي أن موقف "تمرد" الآن من قانون التظاهر الجديد، والمعارضة التي وصفها بـ"الكاذبة" طبيعية جدا، حتى لا يكتشف الشعب أنها حركة مخابراتية تستمد قوتها من العسكر.
كما أكد أنه ضد الحكم العسكري بكل أشكاله، ويري أن الدور الأساسي والوظيفة الوحيدة للمؤسسة العسكرية هي السيطرة على الإرهاب، لأن هذه المؤسسة مجبرة على حماية الوطن والشعب وكل شيء، لذلك لا يجب عندما تقوم بهذا الدور ان أشكرها".
وأوضح عصام أن كل ما يحدث باختصار هو "تمثيلية قام بها الجيش ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من أجل العودة إلى الحكم مرة أخرى، بعد خسارة شعبيتهم بين المواطنين بسبب أحداث العنف التي تورط فيها المجلس العسكري في اخر عامين".
حكم العسكر ولا حكم الإخوان
وقال رامي عصام إن أحمد شفيق هو الفائز في الانتخابات الرئاسية وليس محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين، إلا أن المجلس العسكري السابق ساهم في نجاح الإخوان المسلمين، ليكون ذلك هو الكارت الأخير الذي يستخدمه العسكر للعودة إلى السلطة".
وأضاف عصام "على الرغم من كرهي لعودة حكم المجلس العسكري مرة أخرى، والقمع والدمار الذي تعيشه البلد حاليا، إلا إني لا أنفي أن جماعة الاخوان المسلمين مجرد مجموعة من الخونة والسفاحين والقتلة، الذين فشلوا تماما في إدارة البلد".
وأكد رامي عصام أن "حكم العسكر أهون كثيرا من حكم جماعة الإخوان المسلمين، لأنه على الرغم من فساد المجلس العسكري إلا أنهم مصريين، مقابل الإخوان الذين ولائهم الحقيقي ليس للوطن، كما أن أحدا لا يعلم مصادر تمويل الجماعة أو طموحها، وما إلى ذلك. لذا الإخوان خطرهم "مرعب"، لكن محاربة المؤسسة العسكرية بفسادها في الحكم أفضل من محاربة كيان أخر غير معلوم توجهاته وانتماءاته".
وقال عصام، إن الفريق أول عبد التفاح السيسي، وزير الدفاع، لم يترك الخيار للشعب لتصبح المعركة بينه وبين الإخوان، وكان حتما سيكون الفوز للشعب وقتها، معربا عن رفض للحملة "المرعبة" التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد الإخوان المسلمين. وقال "ليس جميعهم إرهابيين لأن هناك شباب كثيرة جدا مضحوك عليهم من القادة، بخلاف القادة الذين لا أستطيع تحديد ميولهم وتوجهاتهم السياسية".
كما شدد على أنه ضد قتل أي متظاهر أعزل، مهما كانت توجهاته وأفكاره، لأن لكل مواطن حقه في التظاهر والنزول إلى الشارع.
الوضع في مصر
ويرى عصام أن وضع مصر الآن "غير مريح وغير مطمئن"، وقال "نحن ذاهبون إلى منعطف شرس جدا، فالأحزاب كلها مخترقة، والحركات السياسية القوية مثل 6 ابريل تمر بأكثر المراحل خطورة واهتزاز وعدم انتظام واستقرار".
أما بالنسبة وزارة الداخلية بعد 3 يوليو، فقال عصام "لقد عادت الداخلية والشرطة لجبروت ما قبل الثورة مرة أخرى، وزاد طغيانها وظلمها عما كانت عليه في عهد حكومة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لأنها تنوي الانتقام"، بحسب قوله.
قانون التظاهر "كارثة"
وقال عصام إن قانون التظاهر الجديد "كارثة كبيرة"، وأنه لا يعترف به ولن يمنع الشعب ولا الثوار الحقيقيين من نزول الشارع والتظاهر.
وأوضح أن "مشكلة ثورة 25 يناير عدم وجود قائد لها، ويجب أن يكون القائد شابا نشأ في موجة ثورة يناير"، ملفتا إلى أن "الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس السابق من أفضل وأنزه السياسيين، لكنه لا يصلح أن يكون قائدا، حتى أنه طالما ما ابتعد عن منصب القائد، لكنه من الممكن أن يكون من أفضل المستشارين لتحسين أوضاع البلد".
وقال رامي عصام إن "الثورة تمر بمرحلة صعبة جدا، وربما تعد هذه المرحلة أصعب مراحلها، ولكنه متأكد أن هناك أمل كبير".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: