إعلان

مصراوي يرصد مبادرات المصالحة مع الإخوان.. ولماذا فشلت؟

04:48 م الأربعاء 23 أكتوبر 2013

تقرير - نور عبد القادر:

عقب تظاهرات 30 يونيو، وعزل الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، تأجج الخلاف بين النظام الحالي والإخوان المسلمين، لذا سعت العديد من القوى السياسية والشخصيات العامة للإعلان عن مبادرات للمصالحة إلا ان هذه المبادرات قوبلت بالرفض.

يرصد "مصراوي" خلال هذا التقرير تلك المبادرات وموقف الإخوان منها وأسباب فشلها:

مبادرة إبراهيم يسري

لعل أحدث تلك المبادرات هي مبادرة السفير إبراهيم يسري، عضو مؤسس لجبهة الضمير، والتي طالب فيها بعودة الدكتور محمد مرسي إلى منصبه كرئيس شرفي وتحصين جميع أعمال القوات المسلحة الخاصة بمكافحة الإرهاب.

وتضمنت المبادرة عودة دستور 2012 وتجميد بعض المواد الخاصة بسلطات رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة قوية بتوافق من القوي الثورية والسياسية تنقل إليها سلطات رئيس الجمهورية لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية ، وسقوط جميع قرارات الرئيس الحالي عدلي منصور منذ نفس اليوم، إلى جانب خروج جميع معتقلي مؤيدي الرئيس السابق ووقف القرار الخاص بحل جماعة الإخوان المسلمين.

ويعترض على هذه المبادرة العديد من أعضاء جبهة الضمير وعلى رأسهم دكتور عمرو عبد الهادي.

مبادرة أبو المجد

لم تأخذ مبادرة دكتور أحمد كمال أبو المجد، أستاذ القانون الدستوري طابعاً رسمياً بعد، وهي تنصّ على نبذ الجماعة للعنف وتقديم اعتذار للشعب عنه، والاعتراف بسلطات الحكم الحالي ووقف التظاهرات في الشوارع والميادين، والتخلي عن المطالبة بعودة مرسي، في مقابل الاندماج في الحياة السياسية وإيقاف حملة الاعتقالات في صفوف الجماعة، والإفراج عن بعض قياداتها.

وجاء رد الإخوان المسلمين على هذه المبادرة بالرفض فاعتبر دكتور محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، ان الشروط التي وردت في مبادرة الصلح غير مقبولة لأن تكون بداية لحوار حقيقي.

وأكد "بشر" أن القبول بهذه الشروط يُعد تحيزاً لطرف من الأطراف دون آخر، ويعد اعترافاً بالانقلاب، حسب وصفه، فيما وصف "أبو المجد" تمسك الإخوان بشروطهم بـأنه استمرار للموقف الحالي وللاحتقان بالشارع المصري.

مبادرة العوا

سعي الدكتور محمد سليم العوا، المرشح الرئاسي السابق، من خلال مبادرته على إجراء انتخابات رئاسية خلال ثلاثة أشهر وتشكيل حكومة برئيس وزراء توافقي، لحين إجراء انتخابات برلمانية، للخروج من الأزمة.

قوبلت هذه المبادرة وقتئذ بالترحيب من قبل حزب النور، الذي أكد أن الدعوة لانتخابات برلمانية عاجلة حلًا سلميًا يرضي جميع الأطراف، بعدها يقوم المجلس بتشكيل لجنة لتعديل الدستور وعمل انتخابات رئاسية، مع ضرورة وضع تعديلات على صلاحيات الرئيس، حتى تكون الدولة برلمانية رئاسية، ومن ثم عمل انتخابات رئاسية مبكرة.

وأشار الحزب أنه في حال إذا كانوا في حاجة لحلول سريعة فلابد من استفتاء عاجل على بقاء الرئيس من عدمه وعلى خارطة الطريق التي وضعتها القوات المسلحة.

ولم يكن هناك أي رد فعل حيال المبادرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين تمسكوا بالشرعية المتمثلة في عودة الرئيس السابق.

مبادرة هشام قنديل

أعلن الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، في وقت مبكر، عن مبادرة، نصت على الإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي، والاستفتاء على مطالب تظاهرات 30 يونيو، وهي المبادرة التي وافقت عليها الجماعة الإسلامية.

لكن جهاد الحداد، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أعلن أن تقديم تنازلات في هذا التوقيت مرفوض، مشددا على عدم القبول بأي حلول سوى عودة الشرعية المتمثلة في الدكتور محمد مرسي، وقال "أن من يجلس مع النظام الحاكم في البلاد لن يرحمه التاريخ".

مبادرة حزب البناء والتنمية

وهي المبادرة التي أعلنها خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، وأشار فيها لضرورة رؤية الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، إلى كلا من المؤيدين والمعارضين لتفويضه، وطرح الاستفتاء على خارطة الطريق التي وضعت في 30 يونيو أو الاستفتاء على عودة الرئيس السابق كأحد أسباب الخروج من الأزمة.

والمبادرة تنص بنودها على نبذ العنف وحقن الدماء، وطرح ميثاق شرف إعلامي، وإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق سراح كافة السجناء إذا لم يكونوا محبوسين على ذمة قضايا غير ملفقة، صدر لها قرار من النيابة، ثم البدء في حوار وطني.

ولكن قوبلت المبادرة بالرفض جملة وتفصيلا، ليس لما تحمله من نقاط، بل لأنها جاءت من الجماعة الإسلامية الحليف الأقوى لجماعة الإخوان المسلمين.

مبادرة زياد بهاء

مبادر الدكتور زياد بهاء، نائب رئيس مجلس الوزراء لحل الأزمة السياسية في مصر تضمنت المضي في خارطة الطريق التي أعدها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، دون عودة الرئيس السابق محمد مرسي، مع اشتراك جميع القوى السياسية والوطنية فيها، ورفع حالة الطوارئ.

ووافق على تلك المبادرة حزب النور لأنها لا تقصي أي فصيل سياسي.

مبادرة شيخ الأزهر

أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عن مبادرته للتواصل مع القيادات الإخوانية للصلح وأبدى استعداده للتحاور مع قيادات إسلامية وثورية، من أجل حل الأزمة السياسية.

لكن حزب الحرية والعدالة رفض أي مبادرة تطلق من قبل الأزهر، وصرح بأن الحل هو عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى المنتخب باعتبار ذلك المخرج الوحيد لتسوية الأزمة الحالية.

أسباب فشل المبادرات

قال محمد السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن المبادرات الأخيرة التي تتعلق بعقد صلح مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من الصعب أن تسفر عن صلح حقيقي في ظل تصاعد وتيرة العنف والمظاهرات وخصوصا مع الأرواح التي تزهق يوميا ُبرعاية جماعة الاخوان المسلمين.

وأوضح انه لابد أن تتوقف أولا كل دعوات التحريض والعنف بعد ذلك يمكن أن يكون هناك فرصة لبحث إمكانية الصلح، والتي يجب أن تحظى بقبول ورضا شعبي.

واعتبر محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، أن سبب فشل المفاوضات الحالية او أي مبادرات للصلح يعود لتمسك الإخوان المسلمين بالشرعية الزائفة المتمثلة في عودة الرئيس السابق والدستور البرلمان.

وأضاف ان هذه الشروط لن يقبلها الشعب المصري بعد 30 يونيو، وأوضح أن أي مبادرات في الوقت الحالي للإفراج عن الإخوان الذين حرضوا على العنف والقتل مرفوضة، قائلا ان الشعب هو من أسقط هذه الجماعة ولا يريد لها وجود في الحياة السياسية.

وكذلك أكد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، وقال أن فصيل الإخوان رفض التوافق منذ البداية ولجأ للعنف، مما جعله فصيل سياسي لا يجب أبدا التصالح معه، مضيفا "قد أعلنت الجماعة بكل وضوح رغبتها في انقسام الجيش وإضعاف الدولة المصرية، وتدمير الاقتصاد الوطني".

وبرر فشل المبادرات، بأن جماعة الإخوان المسلمين لن تعترف بثورة المصريين وتريد العودة لما قبل 30 يونيو وهو ما يستحيل تحقيقه ولهذا لن تقبل أي مبادرة للصلح وستستمر في حالة العنف ورعاية الإرهاب وتعطيل مصالح البلاد.

وعقب السفير إبراهيم يسري، رئيس جبهة الضمير، أن كاف المبادرات أصبحت في غرفة مظلمة بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين باستثناء مبادرة العوا ومبادرته التي طرحها مؤخرا.

وأفاد أن السبب الرئيسي وراء فشل المبادرات هي حالة الاستقطاب الحاد التي يوجد عليها القوى السياسية في الوقت الحالي، مضيفا "لن تنجح أي مبادرة في ظل تلك الظروف، كما ان تشبيه الإخوان بالإرهابيين وشحن الشعب ضدهم أدى لفشل أي محاولة قبل بدئها".

وأضاف "علينا أن نتذكر أننا تفاوضنا مع إسرائيل، فكيف نرفض أن نجلس مع بعضنا البعض ونحن مصريين؟".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان