تحرش كل عام.. ''واقع مرير'' و''حملات شعبية'' و''غياب حكومى''

تقرير - سهر هانى:

عانت العديد من الفتيات بشوارع وميادين القاهرة وبعض المحافظات من ظاهرة التحرش الجنسي وخاصة خلال أيام عيد الفطر، وكرد فعل خرجت العديد من الحملات النسائية المناهضة للتحرش الجنسي من خلال مواقع التواصل الالكتروني '' فيسبوك ، تويتر'' وايضا بواسطة حملات تم رفعها بشوارع القاهرة ومحطات مترو الانفاق.

وصاحب هذه الحملات الشعبية الشبابية فى معظمها، غياب شبه كامل لمنظمات المرأة الرسمية والحكومية، مع وجود قصور واضح فى القانون المصري، وهو ما يجعل حل هذه المشكلة المتكررة، أمر يبدو بعيد عن المنال.

حملات شبابية

نادت حملة '' لا للتحرش ، امسك متحرش ، من حق المصرية تعيِّد بحرية '' وغيرها من الحملات برفض كافة أشكال التحرش الجنسي الذي يمارسه الرجال وحتى الأطفال ضد الفتيات .

كما نشرت تلك الحملات وغيرها مثل ''انا مش هسكت على التحرش'' و '' استرجل واحميها بدل ما تتحرش بيها'' و '' كما تدين تدان '' وغيرها  طريقة لكيفية مواجهة المتحرشين بصنع '' بخاخ الشطة '' .

الا ان الجهود والحملات توقفت عند هذا الحد من المقترحات والحلول ، خاصه وانها حملات شعبية نظمتها فتيات ونساء تعرضن بشكل شخصي للتحرش فى وقت من الاوقات .

موقف المنظمات الرسمية

المنظمات الرسمية ''غائبة'' وعلى النقيض ، وقفت منظمات حقوق المرأة الرسمية متمثلة فى '' المجلس القومي لحقوق المرأة ''  امام حوادث التحرش التى تعرضن لها الفتيات بالعيد مكتوفة الايدي ، فتجد عندما تتصفح الصفحة الخاصة بالمجلس انه لم يتناول ما حدث من بعيد او من قريب بل ان اخر اخباره كانت بتاريخ السبت الماضي .

أزمة القانون ''دولية''

وبرغم ما تنادي به العديد من المنظمات الحقوقية والنسائية من ضرورة وضع قانون يحد من تلك الظاهرة الا انه لا يوجد نص في قانون العقوبات المصري يشير إلى تعريف دقيق للتحرش ويعتبره جريمة.

هذا فى الوقت التى تستعد فيه ''نجاة فالود بلاكمي''  والتى حصلت على ''حقيبة المرأة'' فى الحكومة الفرنسية لإصدار قانون جديد ينص علي تجريم التحرش كجناية وليس كجنحة كما في القانون الحالي، يعاقب عليها بحبس لمدة تصل إلى عامين، وغرامة تصل إلى 37 ألف دولار.

واقع مرير

ومثلما يحدث فى كل عيد فى مصر بدلا من أن يحتفلن فيه الفيتات يعانين منه بشكل كبير بسبب التحرش بهن ، فقد أفادت التقارير الامنية انه تم تحرير 134 محضرًا لعدد كبير من الرجال والشباب إثر تعديهم على الفتيات بالطريق العام خلال فترة إجازة عيد الفطر المبارك في مناطق التجمعات و المتنزهات وكورنيش النيل.

أما عن الاحصائيات والدراسات فقط اثبتت أن 64.1 % من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسى بشكل يومى ، وجاءت الدراسات بنتائج مغايرة تماماً للمعتقدات السائدة فى المجتمع عن أن المرأة غير المحجبة هى الأكثر عرضة للتحرش عن المرأة المحجبة فقد جاءت النتائج أن 72 % من النساء الاتى يتعرضن للتحرش محجبات ( وفقاً للمركز المصرى لحقوق المرأة - 2010)