إعلان

جمال عبد الناصر.. رمز الحلم العربي

04:25 م الأحد 22 يوليه 2012

كتب : عمرو والي:
هو أحد قادة ثورة يوليو 1952وثانى رؤساء مصر منذ إعلان الجمهورية عرف عنه قوميته وانتمائه للوطن العربي وأصبحت أفكاره مذهباً سياسياً سمى باسمه ويعد رائداً لأغلب حركات التحرير في الشرق الأوسط والدول الإفريقية فكان ''الأب الروحي'' لقيام الثورات بها وكان من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة دول عدم الانحياز ..

ويعتبر من أبرز الشخصيات السياسية في الوطن العربي خلال القرن الماضي ومازال حتى الآن يحظى بشعبية وتأييد الكثيرين ممن يروه رمزاً للكرامة والحرية ضد الاستعمار والاحتلال.. هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر..

نشأته

ولد جمال عبد الناصر حسين سلطان على عبد النبي والمعروف بـ '' جمال عبد الناصر'' في 15 يناير 1918بحى باكوس بمحافظة الإسكندرية ولديه ثلاث أشقاء. حصل على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة في عام 1937 وتخرج في الكلية الحربية في العام الذي يليه بعد أن قضى بضعة أشهر في كلية الحقوق وألتحق بالكتيبة الثالثة بنادق.

زواجه

وفي 29 يونيو 1944 تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم وأنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحكيم وعبد الحميد ولعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة عندما كان في حرب فلسطين 1948، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في 1951.

حياته العسكرية

بعد تخرجه فى الكلية الحربية تم نقله إلى ''منقباد'' بأسيوط؛ حيث التقى بأنور السادات وزكريا محيي الدين. وفي عام 1939 تم نقله إلى الإسكندرية، وهناك تعرف على عبد الحكيم عامر وأستقربهما الحال في السودان.
وعندما عاد عبد الناصر من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب والتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم ''تنظيم الضباط الأحرار''.

تنظيم الضباط الأحرار

كانت الفترة ما بين 1945و1947 هي البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم الضباط الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا- فيما بعد ''اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار''، يعملون في العديد من الوحدات القريبة من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم وكانت حرب فلسطين عام  1948 هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة .
وفي صيف 1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية عشر أعضاء هم  جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وعبد المنعم عبد الرؤوف و أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادي، وزكريا محيي الدين، وجمال سالم.

ثورة يوليو 1952

وقامت ثورة يوليو بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهت الملك فاروق وتردي الأوضاع وتخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، بالإضافة إلى موقف الملك من حرب فلسطين ومع زيادة الدعوات والضغوط على قادة الجيش من أجل الإصلاح قامت ثورة يوليو دون أي مقاومة تذكر وتم اختيار محمد نجيب رئيسا لتلك الحركة  وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.

 

جلاء القوات البريطانية عن مصر

وبعد عامين تولى جمال عبد الناصر الحكم في أعقاب صراع شديد بينه وبين نجيب على السلطة ، وتحديد إقامة نجيب في منزله، استطاع عبد الناصر أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال.
الوحدة مع سوريا
وفي عام 1958 أقام جمال عبد الناصر الوحدة مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً، حيث حدث انقلاب في الإقليم السوري في سبتمبر من سنة 1961 أدى إلى إعلان الانفصال وظلت مصر تحمل إسم  ''الجمهورية العربية المتحدة'' وذلك إلى عام  1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بعام .

يونيو 67 والتنحي

وفي يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وقتل آلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء والذي أصدره قائد الجيش عبد الحكيم عامر، مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان في يد إسرائيل في غضون ستة أيام.
وفى أعقاب هزيمة مصر في 1967خرج عبد الناصر في بيانه الشهير معلناً التنحي من منصبه إلا أن المظاهرات عمت أرجاء البلاد مطالبة بعدم التنحي وأصدر عبد الناصر بيانه الشهير في 30 مارس من العام 1968 لمحاسبة المسئولين عنها فكان بداية لمرحلة جديدة من مشروعات  البناء والتغيير في البنية المصرية.

إنجازاته

وأستطاع عبد الناصر خلال فترة حكمه إقامة العديد من الإنجازات التي مازالت موجودة حتى الآن ومنها على سبيل المثال تأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي بالإضافة إلى تأميم البنوك الأجنبية العاملة في مصر.
وعلى المستوى الزراعي أصدر عبد الناصر قوانين الإصلاح الزراعي وتحديد ملكية الأرض الزراعية بالإضافة إلى إنشاء التليفزيون المصري وبناء إستاد القاهرة الرياضي والتوسع في التعليم المجاني على كل المراحل والتوسع في مجال الصناعات التحويلية .
وشهدت مصر في الفترة من مطلع الستينيات إلى ما قبل يونيو 67 نهضة اقتصادية وصناعية كبيرة، بعد أن بدأت الدولة اتجاها جديدا نحو السيطرة على مصادر الإنتاج ووسائله، من خلال التوسع في تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى، وإنشاء عدد من المشروعات الصناعية الضخمة، وقد اهتم عبد الناصر بإنشاء المدارس والمستشفيات، وتوفير فرص العمل لأبناء الشعب .

مساندته لحركات التحرر

وأعتبر الرئيس ناصر من أبرز الزعماء المنادين بالوحدة العربية وهذا هو الشعور السائد يومذاك بين معظم الشعوب العربية. في كان ''مؤتمر باندونج'' سنة 1955 نقطة انطلاق عبدالناصر إلى العالم الخارجي.

ودعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا في حرب سنة 1948 وجرح فيها. وعند توليه الرئاسة اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياته .
كما كان لعبد الناصر دوراً بارزاً في مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية بالإضافة إلى مساندته للثورة العسكرية التي قام بها ثوار الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن .

وأيضا كان له دورا كبيرا في استقلال العديد من الدول الأفريقية عن الاستعمار الغربي.

محاولات اغتيال.. ووفاته

وتعرض عبد الناصر إلى العديد من محاولات الاغتيال أبرزها حادث ميدان المنشية بمحافظة الإسكندرية حين أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة اتفاقية الجلاء، حيث ألقيت عليه ثمان رصاصات لم تصبه أيا منها ألقي القبض علي مطلق الرصاص، الذي تبين لاحقا أنه ينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين.

وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاما بعد 18 عاماً قضاها في رئاسة مصر، ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنور السادات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان