إعلان

''شوكت'' صهر الأسد.. ما بين كفاحه المحظوظ وجرائمه الوحشية

12:55 ص الخميس 19 يوليو 2012

كتب- أحمد حسن عبد الدايم:

نبأ مفاجئ للشعب السوري، بثه التليفزيون السوري الأربعاء، بمقتل وزير الدفاع العماد داوود عبدالله راجحة، والعماد آصف شوكت نائب رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية إثر الانفجار الذي استهدف مبنى الأمن القومي في قلب العاصمة السورية دمشق تزامنًا مع اجتماع ضم كبار قادة الأجهزة الأمنية السورية.

آصف شوكت، هو زوج أخت الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الاسم الأشهر بين قيادات نظام بشار الأسد الذين قادوا الحرب ضد الثورة السورية بجرائم ضد الشعب السوري وضد الإنسانية.

''شوكت'' صورة السوريين على أنه ''الرجل الخطر''، حيث تولي مهمة إجهاض الثورة السورية التى اندلعت منذ 17 شهرًا ضد النظام السوري، بجرائم وحشية ضد شعبه، ضاربًا بصرخات منظمات حقوق الإنسان ودعوات الدول العربية والأجنبية لوفق العنف عرض الحائط.

ولد آصف شوكت فى عام 1950 فى قرية المدلحة بمدينة طرطوس الساحلية، وقد درس الحقوق والتاريخ في جامعة دمشق، ودفعته طموحاته السلطوية إلي خوض السلك العسكري الذى أصبح الطريق الأسهل للوصول إلي السلطة فى وقت اشتهر بالانقلابات العسكرية للنزاع على المصيف الرئاسي، انقلابات انتهت بوصول حافظ الأسد إلي في عام 1971، حيث تطوع في السلك العسكري ودخل الكلية الحربية في عام 1976، ليتخرج منها ضابط مشاة، وقد شارك قبل ذلك في الحرب العربية الإسرائيلية حرب 6 أكتوبر عام 1973.

وباستعداده التام لدفع ثمن السلطة، أبرز مهاراته وليقاته أمام رؤسائه الذين أشادوا بتفوقه العسكري، مما جعلهم يدفعوا به إلى المشاركة في القوات الخاصة، معقل المتفوقين من الجنود والضباط، حيث سمح له موقعه في القوات الخاصة لإبراز نجمه المتنامي بعد مشاركته فى العديد من العمليات الخاصة، التى توجت جميعها بالنجاح، وألصٌق نجاح العديد من العمليات باسم ''آصف شوكت''.

ذاع صيته في الأوساط العسكرية، وهو ما سمح له بالانضمام إلى قوات الحماية الخاصة لأسرة الأسد، ليرافق بعدها ''بشرى'' نجلة الأسد وزوجته المستقبلية، التي كانت تدرس الصيدلة بجامعة دمشق، وهو الوقت المناسب الذي ساعده الحظ فيه بأن يرافق بشرى الأسد لتطور العلاقة بينهما، في الوقت الذى شعر فيه باسل الأسد بهذه العلاقة، وهو ما دفع باسل للذج بشوكت في السجن، وحتى بعد أمر حافظ الأسد بالإفراج عن شوكت ظل أمر زواج شوكت من بشرى مرفوضًا، إلي أن توفي باسل في ظروف غامضة عام 1994 لتعود العلاقات العاطفية بين شوكت وبشرى، ويتزوجها في العام الذي تلى مصرع أخيها الباسل 1995.

كان شوكت من أوائل داعمي تولي بشار الأسد خلفًا لأبيه حافظ الأسد، حيث قاد العمليات التمهيدية لوصول بشار إلي الحكم بعد وفاة أبيه حافظ الأسد في 10 يونيه عام 2000 من دون معارضة تُذكر، وفي عام 2005 عين شوكت مديرًا للاستخبارات العسكرية السورية التي تعد أقوى الأجهزة الأمنية في سوريا، بعد أن توطدت علاقاته بكبار رجال الاستخبارات السورية والغربية أيضًا، وذلك عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 من مشاركته القيادات الاستخباراتية الغربية في ملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة وأعوان بن لادن.

في عام 2006 جمدت وزارة الخزانة الأمريكية أصول شوكت حيث اعتبرته من المخططين الرئيسيين لهيمنة سوريا على لبنان بقتل الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي اغتيل في نفس الشهر الذي تولى فيه شوكت رئاسة الاستخبارات السورية، ثم رفع إلى رتبة عماد في يوليو 2009 وأصبح نائبًا لرئيس الأركان.

انتهت رحلة كفاحه بحملات مخيفة ضد الشعب السورى الذي ثار ضد الأسد منذ 17 شهرًا، لينشر الرعب في صفوف المعارضة، باقحام ''الشبيحة'' في النزاع الذين عاثوا في أرض سوريا فسادًا يقتلون الأطفال ويغتصبون النساء، وفق تعليمات ساقطة من شوكت وكبار رجال الأسد، ثم تنتهي حياته أمس يوم 18 يوليو 2012 في انفجار استهدف مقر الأمن القومي في دمشق، أثناء اجتماع وزراء ومسؤولين أمنيين كبار، خلال الأزمة السورية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان