كيف تحصل على هيكل عظمي او جثة لتعلم التشريح؟
كتبت - نور عبد القادر:
يقال ان مصائب قوم عند قوم فوائد، ولعل أبرز من ينطبق عليهم هذا المثل هم العاملين في دفن الموتي، بداية من عمال المشرحة بالمستشفيات ووصولا الى التربية بالمدافن.
ولا تتوقف أرباح بعض العاملين في هذه المجالات على الطرق الشرعية، وأنما يلجأ ضغاف الذمم وفاقدي الضمير منهم الى الاتجار في الجثث البشرية وعظامها وبيعها لطلبة كليات الطب والمعامل وشركات الادوية لاجراء البحوث والدراسات عليها.
ولا يخفى علينا أن كليات الطب تسعى لتوفير ذلك من خلال جثث مجهولي الهوية التى لا يتعرف عليها أحد والمتوفين نتيجة حوادث طرق أو خلافه، بحيث تصبح متاحة للطلبة وكذلك من المسموح به استخدام الهياكل البلاستيكية للدراسة لطلبة الطب بقسم العظام، ولكن نظرا لحاجة أغلب طلاب الطب للدراسة المستمرة وعدم كفاية الوقت بمعمل الكلية الذى يتوافد عليه الاف لتصبح الجثة أو الهيكل مزارا سياحيا يصعب اللمس أو الدراسة به، يلجأ أغلب طلبة الطب لشراء الجثث والهياكل - خاصة المتيسرين ماليا - من سماسرة بيع الهياكل العظمية والجثث.
''مصراوي'' سعى لكشف تلك القضية من خلال التحاور مع أحد طلبة كلية الطب بالسنة النهائية بقسم العظام والذي رفض ذكر أسمه خشية الاضرار بمستقبله أو حياته، حيث يعلم أن شراء الهياكل العظم أمر غير قانوني ولكنه يضطر لذلك من أجل الدراسة العملية.
ويتحدث طالب الطب قائلا ''يبدأ موسم شراء العظام والهياكل مع بداية العام الدراسي وهناك أكثر من مصدر للحصول عليها وهي اما عن طريق عمال المشارح والفراشين بالمستشفيات الجامعية، أو عن طريق سماسرة يتعاملون مع نباشي قبور وسرقة موتي أو تربية أو حراس مدافن وكل هؤلاء ضمن شبكة علاقات ضخمة، فلا يمكننك التعامل مباشرة مع التربي الذي يملك مفاتيح المدافن ويقوم بتجميع العظام لبيعها او نباش القبور الذي تربطة علاقات عمل مع حراس المدافن وأغلبها مدافن الصدقة أو الجمعيات الاهلية أو المدافن القديمة والتي لا يوجد لها أهل يلاحظون اختفاء الجثث أو العظام وذلك لان جميعهم يخشون افتضاح أمرهم وللوسيط والسمسار وسيلة للتخفي رغم حصوله على عمولة''.
ويتابع ''لهذا السوق أسعار تتوقف حسب المطلوب ومدى تواجده، بمعنى أن الهيكل الكامل السليم له سعر يختلف عن الهيكل القديم فالجديد السليم سعره قد يصل لـ 5 ألاف جنيه، أما القديم فقد لا يتعدى الالفي جنيه، والجمجمة قد تصل الى ألف جنيه حسب حالتها فاذا كانت متهالكة قد لا تتعدى 500 جنيه، والذراع بحوالي 200 جنيه والذراع والرسغ بالاصابع بحوالي 600 جنيه والضلوع بحوالي 400 جنيه والفقرات بحوالي 300 جنيه والطرف العلوى كاملا بـ500 جنيه والطرف السفلي كاملا بـ 500 جنيه أما عظام الحوض فقط فتصل الى 200 جنيه''.
وقد تتضاعف تلك الاسعار اذا اقترب موعد الامتحانات العملية، ويستغل السماسرة وفراشي المستشفيات ذلك ليصبح الحصول على أصبع أشبة بالحصول على كنز، وقد يلجأ أغلبنا للاعتماد على طلبة الدفعات السابقة واستعارة العظام منهم لحين الدراسة بها وارجاعها مرة أخري لأنها رأس مال الطالب بعد الكتب الدراسية''.
وحول أسعار الجثث يوضح ''لانتعامل مع الجثث ولكن زملائى بالتخصصات الاخري كالجراحة والتشريح يواجهون مشكله المعامل فنظرا للازدحام وكثرة عدد الطلاب وضيق الوقت والمعمل لا يتمكنون من التعامل مع الجثث لهذا قد يلجأو للاشتراك في شراء جثة لان أسعارها مرتفعة للغاية مقارنة بالهياكل ووالعظام، فالجثة قد تتعدى تمنها الـ 30 ألف جنيه حسب حالتها فلو كانت لصغير السن تصل الى أعلى سعر ولو لرجل عجوز ينخفض سعرها الا اذا كان مصابا بمرض نادر ففي تلك الحالة يشبه الحصول على الجثة كأنه حصل على كنز للتشريح''.
ويكمل ''يتم الحصول على الجثث أيضا من خلال عمال المشارح أو من وسطاء وسماسرة يتعاملون مع نباشي قبور وتربية ولهم طرق في حفظ الجثث فلابد من حقن الجثة بالفورمالين حتى لا تتعفن ويجهزها للتشريح''.
اقرأ أيضا :
فيديو قد يعجبك: