بالفيديو والصور.. ''مصراوي'' يكشف أسرار أقدم محكمة فرعونية في التاريخ
أسيوط- محمد جودة:
حالة من الفوضى والعشوائية يعانى منها المواطنون في أسيوط.. لم يجد أمامها المسئولون في المحافظة إلا الوقوف كمتفرجين، مما تسبب في تفاقم المشكلات.
تحولت المشكلات العقيمة إلى أزمات صنعت من الحياة مأساة كبيرة، فحينما يصبح العامل الجغرافي وبعد المكان عن العاصمة ''أسيوط '' سببا رئيسيا في تجاهل المسئولين لمنطقة أثرية فتلك هي الكارثة.
مركز البداري.. الذي يبعد 40 كيلو مترا عن مدينة أسيوط يضم بين جنباته أقدم الحضارات فى العالم، وأقدم المحاكم الفرعونية على الإطلاق، والتي ينادي لسان حالها بمحاكمة كل من تجاهلها على مر السنين، وحولها من أهم منطقة حضارية إلى كم مهمل لا يعرف أبناء المحافظة حتى اسمها .
فمنطقة آثار ''الهمامية '' القابعة فى مركز البداري أقصى جنوب أسيوط صنع التجاهل والتهميش منها مثالا صارخا لإهمال الآثار وضياع أحد أهم موارد الدخل القومي وهي السياحة .
وقد كساها الإهمال وتحولت الاستراحة بها إلى ''خرابة'' وحديقتها إلى حقل بصل وجرجير، في محافظة تعيش أشد لحظات الاحتياج للنهوض بها اقتصاديا كونها أفقر محافظات مصر على الاطلاق بنسبة وصلت الى 69 بالمائة من الشريحة السكانية رغم احتوائها على 38 مزارا سياحيا وآلاف المناطق الأثرية التى أصابها الاهمال .
كشفت عدسة كاميرا ''مصراوي'' النقاب عن أقدم محكمة فى التاريخ بمنطقة ''الهمامية''، فحين الوصول إلى هناك أشار أحد الأهالي أن أقدم محكمة في التاريخ تقبع أعلى الجبل.
وبالطبع لم يكن هناك شك مطلقا أن هناك طريق ممهد ليسمح لمن يريدون زيارة ذلك المعلم السياحي الهام والفريد من نوعه في العالم .
ولكي تصل إلى مقر المحكمة، يجب أن تتسلق الجبل لارتفاع يزيد عن 30 مترا، فدون النظر للمخاطرة تم تسلق الجبل واكتشفنا أن أقدم محكمة في التاريخ لم تعد كما تركها الفراعنة العظام لأن يد التخريب والسرقة والنهب قد طالتها ، إلا أن عظمة الفراعنة وما شيدوه من جدران ينطق بعظمتهم وقدرتهم على الإبداع .
فمازالت كراسي القضاة والحضور بقاعة المحكمة شاهد عيان على تاريخ لم يمحه الزمن ولا المخربون ، والغريب فى المشهد أن كافة أركان المحكمة تعلوها دماء متجمدة تسيل من كافة أركان المحكمة.
واستطاعت كاميرا ''مصراوي'' أن تلتقط صورا نادرة عن أقدم محكمة في التاريخ.
ولم تصل أقدام المسئولين ومتخذي القرار إلى هناك، وقطعا لو أن الدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط، تمكن من الوصول إلى تلك الآثار المهملة لاتخذ قرارات بسرعة تمهيد الطريق أمام أفواج سياحية من خارج مصر وداخلها لزيارة المنطقة وأحال المسؤولين للتحقيق.
وقال عقيل إسماعيل عقيل، أحد أبناء مركز البداري، إن آثار الهمامية سقطت سهوا، بل نقول عمدا من ذاكرة مسئولي السياحة في المحافظة، ولم تأخد حقها في الترويج أو الدعاية لها ، بل سقطت من ذاكرة الجميع.
وأضاف عقيل أنه لابد من الترويج لها وابرازها اعلاميا فى المحافل السياحية المحلية والدولية ، والاهتمام بها وترميمها.
وتابع: حتى أن الكثير من الاجيال الحديثة من مركز البدارى او محافظة اسيوط لايعرفون شيئا عنها ، لذا نحث محافظ أسيوط ، ووكيل وزارة التعليم بأسيوط ان يفتحوا باب الرحلات المدرسية للطلاب ليتعرفوا على تاريخ بلادهم العظيم لغرس الانتماء الوطني فى قلوبهم وما أحوجنا إليه فى تلك الفترة العصيبة .
ويطالب وزارة السياحة أن ترسل وفدا يضم خبراء سياحيين للتأكد من وجود أقدم محكمة فى التاريخ، وبنبرة حزينة قال :''إن آثارنا تنادى علينا فاهتموا بها لكى تصل الى الاجيال القادمة ، كما وصلت الينا'' .
ولأن الغموض يكتنف تاريخ المنطقة بالكامل وخاصة الدماء المتجمدة على أركان المحكمة تم زيارة قسم الآثار بكلية الآداب جامعة أسيوط حيث التقي '' مصراوي '' بالدكتور علي حسن الذى أوضح أن آثار الهمامية تمثل جبانة لحكام الإقليم العاشر ( اقليم وادجت WADGET ) .
قال المؤرخ نجيب قنواتي أن الجبانة تعود للنصف الأول من عصر الأسرة الخامسة اعتمادا على الطراز الفني والشكل المعماري الخاص بالمقابر، أما المؤرخ فلندرز بتري قام بتوثيقها، وذلك لكونها تنتمى لعصر الأسرة الرابعة خاصة عصر الملك خوفو ،.
ويري المؤرخ ''بوير '' انها ترجع لعصر الملك '' نى – وسر – رع '' من الاسرة الخامسة ، واسم صاحب المقابر هو '' كاي – خنت '' .
وعن الدماء المتجمدة فى المحكمة أرجعها الدكتور على حسن انها ربما تعود الى مذبحة حدثت فى عام 284 ميلادية فى عصر الامبراطور الرومانى دقلديانوس حيث تم اضطهاد المسيحيين وقتل عدد كبير منهم وقيل إن الدماء وصلت إلى ركب الخيل وسمي هذا العام بالشهداء وبدأ فيه التقويم القبطي.
وأوضح أن منطقة البداري تضم عدد كبير من المقابر ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ ، يصل عددها إلى أكثر من 10 آلاف مقبرة ، وتم اكتشاف بعض النماذج الحجرية التي استشف منها أنها تشبه للسرير.
وهذا يؤكد وجود آثاثات وحياة كاملة بتلك المنطقة منذ العصر الحجري ، وبالتالي يصبح إنسان البداري القديم هو أول من نام على سرير في العالم.
وفجر مفاجأة من العيار الثقيل أنه حتى هذه اللحظة نعتمد على دراسات الاجانب ولا احد يعلم كم عدد المقابر التى لم تكتشف بعد فى أسيوط.
وأوضح أن قسم الآثار الذى ينتمى اليه لا يوجد لديه تمويل لعمل حفائر وتنقيب عن الآثار ، حيث أن القسم جديد ولم يكتمل عامه الرابع ويهتم فى تلك الفترة بتأسيس كوادر علمية لخدمة المجتمع الأسيوطى بأسلوب ممنهج حتى يتم وضع اسيوط على الخريطة السياحية .
للتعرف على لجنتك الانتخابية ..اضغط هنا
عبر الموبايل ..اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: