إعلان

عبد المنعم السعيد: الاقتصاد أهم تحديات أوباما وزيارة مرسي ستكون ''استكشافية''- حوار

04:50 م الخميس 08 نوفمبر 2012

حوار - هبة محسن:

منافسة شرسة تلك التي كانت بين مرشحي الرئاسة الأمريكية باراك أوباما وميت رومني، ولكن النتيجة النهائية حسمها شخص واحد فقط وهو الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي فاز بفترة ولاية ثانية للولايات المتحدة الأمريكية.

لم يكن الطريق إلى البيت الأبيض ممهدًا لأوباما فقد واجهته في هذه الانتخابات الكثير من العراقيل وواجه خصمًا شرسًا استطاع طوال حملته الانتخابية أن يضع أقدامه بقوة في قلب الصراع حتي أقرب الفوز منه ولكن القدر كتب لأوباما 4 سنوات أخري في قلب البيت الأبيض.

وللتعليق علي الانتخابات الرئاسية الأمريكية حاور ''مصراوي'' الدكتور عبد المنعم سعيد - المفكر السياسي والخبير في الشئون الأمريكية - للتعرف علي وجهة نظره فيما جري في الانتخابات الأمريكية والتحديات التي ستواجه الرئيس أوباما في فترة ولايته الثانية والعلاقات المصرية والأمريكية في الفترة المقبلة.. 
 
هل توقعت فوز أوباما ؟

نعم توقعت فوز أوباما نسبيًا نظرًا لاقتراب فرص المرشحين من الفوز، كما أن الولايات المتأرجحة لم تكن قد حسمت موقفها بعد وكان لكل منها ظروفها الخاصة، ولكن ظلت لأوباما أسبابه التي ترجح كفته وتؤهله للفوز.

ما هي الأسباب التي أهلت أوباما للفوز؟

هذه الأسباب متعددة وأهمها السبب الهيكلي للنظام الانتخابي؛ حيث كان أوباما متفوقًا عن رومني داخل المجمع الانتخابي بحوالي 30 أو 35 صوت وكان عدد المُتأرجحين 7 يكفيه الحصول علي أصوات 2 منهم ليفوز، أما رومني فكان يتطلب فوزه الحصول علي أصوات الـ5 ولايات المتأرجحة، فضلًا عن تعامله مع أزمة إعصار ''ساندي'' الذي زاد من فرص فوزه فهو كان محطًا لجميع وسائل الإعلام مجانًا طيلة ثلاث أيام كما أن تعامله مع الأزمة جعله يقترب أكثر من الشارع ومن حكام الولايات الذي أشادوا بدوره كثيرًا في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكية الذي صدر مؤخرًا والذي أكد أنه في فترة ولاية أوباما تم توفير 179 ألف فرصة عمل وهو ما أكد علي أن الاقتصاد الأمريكي يتعافي من كبوته خاصة في ولايات أوهايو وبنسلفانيا نظرًا لكونها ولايات صناعية ودعمه لمصانع السيارات الطاقة فيها أكثر عليه إيجابيًا.

هل كانت هناك أسباب تؤهل رومني للفوز؟.. وهل فوزه كاد سيؤثر علي مصر سلبًا؟ 

استطاع رومني طيلة حملته الانتخابية أن يمشي علي خطىٍ واثقة وثابتة، وقد زادت شعبيته وقدرته علي المنافسة كثيرًا خاصة في المراحل الأخيرة من السباق وكانت لديه الكثير من الفرص المؤهلة لفوزه ولكنها لم تكن كفرص أوباما، بالطبع كان فوزه سيؤثر سلبًا علي مصر لأنه يتخذ موقف معادي من أي نظام له مرجعية إسلامية.

هل ستؤثر الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب علي أداء الرئيس الديمقراطي؟

بالطبع ستؤثر الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب علي أداء أوباما؛ فهي ستقيده بعض الشيء ولكن في النهاية هذه هي طبيعة النظام الأمريكي وعلي الرئيس الناجح والسياسي البارع أن يتعامل مع الأغلبية الموجودة في الكونجرس وأن يخلق التفاهم والأرضية المشتركة بينهما، كما أن المصلحة بين الديمقراطيين والجمهوريين مشتركة فعرقلة المسيرة لن تصب في مصلحة أيًا منهما في الانتخابات المقبلة ولذلك لا بديل عن التفاهم فيما بينهما.

ما هي التحديات التي ستواجه الرئيس أوباما في فترة ولايته الثانية؟

سيكون أمام أوباما في فترة ولايته الجديدة الكثير من التحديات ولكن أهمها علي الإطلاق هو التحدي الاقتصادي فعليه أن يستكمل التعافي الاقتصادي ولابد أن يكون هذا مرتبطًا بالتعافي الاقتصادي لأوروبا، كما أن التعامل الاقتصادي مع الصين سيكون جزءًا من التحديات الاقتصادية التي ستواجه أوباما بحيث تكون قواعد اللعبة الاقتصادية عادلة خاصة بعدما سلم الأمريكان الصين جميع الصناعات الصغيرة والغير متقدمة تكنولوجيًا، فضلًا عن التعامل اقتصاديًا مع دول مثل البرازيل والهند فهي دول مؤثرة اقتصاديًا.

أما التحدي الثاني الذي سيواجه أوبامًا هو إصلاح العلاقات مع روسيا نظرًا لأنها دولة مهمة ومؤثرة ولديها ''رسانة نووية'' لا يمكن الاستهانة بها، وإذا حدثت التسوية مع روسيا وتواءم مجلس الآمن مع القوي الأخيرة سيكون هناك حلولًا لكثير من الأزمات الأمنية ومنها سوريا، والتحدي الأخري تتمثل في التعامل مع التغيرات العالمية ودول الربيع العربي وأخيرًا الصراع العربي الإسرائيلي.

كيف سيتعامل الرئيس أوباما مع الضغط الإسرائيلي بشأن إيران ؟

لا أعتقد أن هناك ضغطًا إسرائيليًا علي أوباما بشان إيران فهذا الأمر تم حسمه بعد المعلومات التي قدمتها أمريكا لإسرائيل والتي تؤكد أن إيران مازال ينقصها الكثير لتصبح دولة تمتلك سلاحًا نوويًا، كما أن هناك حوار بدأ بين أمريكا وإيران قلل كثيرًا من الضغط الإسرائيلي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية مع النظام المصري في الفترة المقبلة؟

إن النظام المصري الحالي لا يمكن وصفه بأنه ''نظام إسلامي صرف'' فحتي الآن مصر يوجد بها ملاهي ليلية والتليفزيون يعرض المسلسلات التركية التي تظهر فيها النساء بمظهر غير ملتزم، كما أن هناك قوي معارضة ونظام قضائي قوي يقف في وجه الرئيس فهو من وجهة نظر أمريكا يشبه النظام التركي إلى حد ما، ولكن  تعامل الإدارة الأمريكية مع هذا النظام سيتوقف علي المواقف التي سيتبناها هذا النظام فهل سيكون مناهضًا للإرهاب أم داعمًا له؟ وهل سيخرج الدستور الجديد محافظًا علي الحقوق والحريات وحقوق الأقليات أم لا؟ وإجابات هذه الأسئلة ستحدد كيف ستكون العلاقات المستقبلية بين البلدين وبشكل عام فإن أوباما لديه أمل في أن يشبه النظام المصري مستقبلًا النظام التركي.

من وجهة نظرك كيف ستكون زيارة الرئيس مرسي المرتقبة لأمريكا في ديسمبر المقبل؟

أعتقد أن هذه الزيارة ستكون زيارة استكشافية فالرئيس محمد مرسي سيجلس لأول مرة مع الرئيس أوباما والرئيس الأمريكي سيجلس لأول مرة مع رئيس منتمي للإخوان، ولكن هذه الزيارة ستكون بحاجة لتحضير جيد جدًا وجدول أعمال مُعد بدقة شديدة فلابد من أن تكون نقاط الاتفاق والاختلاف بين الجانبين واضحة، ولابد للرئيس محمد مرسي أن يستمع جيدًا للرؤي الأمريكية في شتى الموضوعات، كما أن الرئيس مرسي عليه أن يدرك حقيقة الواقع وهو أن إسرائيل تعتبر الولاية الـ51 لأمريكا ولابد من التعامل في ملف القضية الفلسطينية علي هذا الأساس، وإذا سارت الزيارة علي هذا النهج فستأتي بثمارها وسترسم مستقبل العلاقات بين البلدين في المستقبل علي نحو جيد.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان