إعلان

''بهيرة'' تحكي أسباب اندلاع أحداث ''محمد محمود''

11:39 ص الأحد 18 نوفمبر 2012

كتب - محمد أبو ليلة:

في ظل إحياء الذكري الأولي لأحداث ''محمد محمود''، التقي ''مصراوي'' ببعض الفتيات اللاتي حضرن تلك الأحداث لنتعرف على تفاصيل الأحداث، وكانت من ضمن هؤلاء الفتيات ''بهيرة محمد'' - الفتاة الثلاثينية التي تخرجت من كلية الفنون الجميلة.

تواجدت بهيرة في شارع محمد محمود منذ يوم 19 نوفمبر 2011، وتحديدا في الثالثة عصرا من هذا اليوم؛ حيث كانت تحضر ورشة تدريبية في مركز مصريين، وبعد أن انتهت من هذه الورشة قررت الذهاب لميدان التحرير، كي تري الوضع هناك، لأنها علمت أن الشرطة العسكرية قامت بفض اعتصام المصابين وأهالي الشهداء صباح يوم السبت.

بداية الاحداث

حينما وصلت ''بهيرة'' للميدان شاهدت سيارة أمن مركزي أمام مطعم (هارديز) تم إحراقها، لكنها وجدت مجموعة من شباب وسيدات لم تراهم من قبل، يقفون أمام تلك السيارة والنار تلتهما، أحدهم يرتدي جاكيت وكاب لأحد جنود الشرطة، ويتفاخر أنه استولي علي تلك الأشياء من سائق سيارة الأمن، هذا الشاب لم يكتف بذلك بل صعد أعلي السيارة وأخذ يتراقص، علي ما أنجزه من الاستيلاء علي ملابس السائق، لكن بهيرة ابتعدت عنهم نسبيا لأنهم حاولوا التحرش بها '' كانوا بيتحرشوا بالبنات اللي زينا لإن كان معايا كاميرا فكانوا فكرنى صحفية فكنت بحاول أبعد عنهم''.

في هذا الوقت كان ميدان التحرير شبه فارغ من النشطاء السياسيين، وقتها اعتبرت ''بهيرة'' حرق سيارة الشرطة (فخ كبير) فعلته وزارة الداخلية، كي تستند علي سبب لدخول الميدان وفض أي مظاهرات - علي حد قولها - ثم تركت الميدان في حينها، لكن الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بدأت في تلك اللحظة، مما أجبرها للنزول إلي الميدان مرة أخري في التاسعة مساءا؛ حيث كانت تحمل بعض الأدوية، لأحد الأطباء في المستشفى الميداني (ناحية عمر مكرم)، مؤكدة قوات الشرطة في ذلك الوقت قامت باقتحام المستشفي الميداني وإهدار ما به من أدوية، على حد قولها .

اقتحام الجيش

في يوم الأحد 20 من نوفمبر، قامت قوات من الجيش باقتحام ميدان التحرير، وقت المغرب، لكن ''بهيرة'' وصلت الميدان في ذلك اليوم، في الثانية ظهرا، كانت وقتها الاشتباكات مستمرة بين الشرطة والمتظاهرين في شارع محمد محمود ''الضرب كان من ناحية محمد محمود غاز كثيف جدا، المصابين كان أغلبهم اختناق وإصابات ف الرأس، صحابي كانوا بيباتوا في الصينية يحاولوا يريحوا شوية، تركت الصينية ودخلت المستشفى كان هناك عجز فى عدد الأطباء تطوعت أشتغل معاهم علموني أنواع الأدوية وبقيت أعمل الأشياء البسيطة لإسعاف المصابين '' .

وتحكي ''بهيرة'': ''الساعة ثلاثة ونصف سمعنا صوت انفجار عالي، والإصابات كانت في ازدياد، قررت أدخل في شارع محمد محمود بالعدة (بخاخ الإيبكو جل ومحلول السيلاين للعين)، وبدأت أدخل أكثر ناحية الضرب ''أبخ'' للناس على قد ما أقدر، وفجأة بدأ يحصل حالة فر من حشود المتظاهرين، رجعت للخلف ناحية (بيتزا هت) وكنت ماسكة المحلول وببخ للناس، فجأة بدأ ناس كتير تجرى بهستريا ناحيتنا في اتجاه الميدان وبدأ التدافع علينا'' .

وأضافت الفتاة الثلاثينية :'' الشارع كان مليان آلاف، قررت أدخل للمستشفى الميداني أحتمي فيها، ومن كثرة تدافع الناس كنت هسقط علي الأرض داخل الممر المؤدى لمدخل الزاوية، بس مسكت في عمود قرب مدخل المستشفى، وفجأة الناس خلصت جري، ببص ورايا لقيت على ناصية الشارع قوات الجيش أحجام أجسادهم غير عاديه بيجروا ناحيتى وأنا أخر واحدة، استمت وبدأت أجرى ورا الناس وبدأت أتدافع، الناس من غير مبالغة كانت طالعة بره الزاوية العدد جوه المستشفى كان ما فيهوش موطئ قدم ولا يوم الحشر، قعدت أزق نفسي وسط الناس وأزق في الناس''.

وبعد كل هذه المحاولات استطاعت ''بهيرة'' أن تدخل المستشفى الميداني المتواجدة في شارع محمد محمود، وقتها كان التنفس صعب داخل المستشفى لكثرة المتواجدين بداخلها؛ حيث شاهدت ''بهيرة'' كثير من المتظاهرين يتساقطون علي المصابين من كثرة التزاحم، لكن الشرطة لم تكتف بتزاحم الناس داخل المستشفى؛ بل قامت بإلقاء قنابل الغاز المسل للدموع عليهم، وبدأ المتواجدين يصابوا بحالة اختناق شديدة ومن بينهم ''بهيرة''؛ حيث كانت محظوظة في تلك اللحظة، كان يقف بجانبها طبيب أستطاع أن يجري لها اسعافات أولية حتي أفاقت.

استشهد بسبب نقص الادوية بالمستشفى

لا تزال بهيرة داخل المستشفي الميداني، لكن هذه المرة كان بجانبها شاب مصاب بالرصاص، ولابد من إنقاذه فورا، طلب منها الطبيب أن تحضر محلول ''tube'' من صيدلية المستشفى، لكن لسوء الحظ، نفذ المحلول من الصيدلية، أعطوها حقنة للمصاب بدلا منه، وحينما ذهبت إلي الطبيب في محاولة لإسعاف الشاب، كان قضاء الله هو الأقرب، فقدت صعدت روحه إلي السماء، لقد استشهد نتيجة إصابته بالرصاص.

كل هذا و''بهيرة'' لا تصدق ما يحدث أمام عينها، لكنها قررت أن تظل داخل المستشفى لإسعاف ما تسطيع إسعافه من المتظاهرين؛ حيث كانت الإصابات التي أسعفتها ''بهيرة'' بعضها كسور وفتح في الرأس، كل هذا ولم يكن هناك سيارة إسعاف واحدة؛ فقد أوضحت أن الموتوسيكلات هي من كانت تنقل المصابين، ولم تأتي إلا سيارة إسعاف واحدة في التاسعة مساءا، بعدما أصيب واستشهد العشرات.

تواصل ''بهيرة'' حكايتها ''بعدها كنت بحاول أمشى بجانب اثنين من أصدقائي علشان يخرجوني؛ لحظة دخول دكتور بالمستشفى الميداني وقال إن الأمن ولع في كل حاجة وفى جثث كتير بره، وعند خروجنا من المستشفى كانت الكهرباء مطفية بالكامل عن المنطقة، خرجت معاهم وطلعت ناحية ''طلعت حرب'' كان الميدان أتملى بالمتظاهرين، وذهبت إلى ميدان ''لاظوغلى'' لاستقل سيارتي وأرجع إلى البيت، وبعد كده بابا كان بينزل معايا كل يوم؛ عندما كانت قوات الشرطة تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة ''.

بهيره محمد

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان