''صكوك الأضحية''.. إقبال متزايد وجدل ديني حول شرعيتها
كتبت - هبة محسن:
مع قرب عيد الأضحي المبارك يتسابق الكثيرون للحصول علي صكوك الأضحية لأداء السنة الأضحية في عيد ''الأضاحي''، وربما لارتفاع أسعار الماشية أو لضيق الوقت ومشقة عملية الذبح يلجأ الكثيرون لشراء هذه الصكوك.
وفي السطور القادمة سنتعرف علي صكوك الأضحية وأسعارها والمؤسسات التي تقدم هذه الخدمة والجدل الديني الذي يدور حولها...
صكوك الأضحية
طرحت فكرة صكوك الأضحية في مصر منذ 6 سنوات عن طريق بنك الطعام المصري وهي عبارة عن صك يشتريه المتبرع من خلال إحدى الجمعيات الأهلية التي تطرح هذه الخدمة على أن تقوم هي بدورها في الذبح وتوزيع الأضحية علي المستحقين.
ويتراوح سعر الصكوك من 700 جنيه إلي 1300 للحوم البلدي والمستورد، ومن بين الأماكن والجمعيات التي تقدم صكوك الأضحية هي بنك الطعام المصري ودار الأورمان وبنك مصر وغيرها.
ويقدم بنك الطعام الصكوك ومن خلالها يوكل المضحي البنك بذبح الأضحية وتوزيعها نيابة عنه، كما يقوم البنك بتعليب 50% من إجمالي لحوم الأضاحي مع الخضروات لتوزع طوال العام، ويطرح بنك الطعام الصكوك علي النحو التالي:
صكوك الأضحية البلدي
تباع بسعر 1100 جنيه ويتم ذبح الأضحية في مصر خلال 3 أيام التشريق والتوزيع خلال أيام العيد لكل الأضحية، ويقوم البنك بتوزيع اللحوم بالنيابة عن المتبرع على المستحقين وتوصيلها إليهم.
صكوك الأضحية المستوردة
تباع بسعر 700 جنيه ويتم ذبح الأضحية خارج مصر خلال 3 أيام التشريق طبقًا للشريعة الإسلامية و بحضور مندوب من بنك الطعام، يتم تعليب اللحوم مع الخضار وتوزيعها مع اللحوم المجمدة طوال العام على الأسر المستحقة لكي لا تكون أضحية صدقة موسمية فقط.
توسيع نطاق المستفيدين
وفي الوقت نفسه، أكد اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية دار الأورمان أنها تستقبل عيد الأضحي هذا العام توفير 100 طن من اللحوم البلدي كدفعة اولي لذبحها وتوزيعها مباشرة بعد صلاة العيد وحتي عصر اليوم الرابع من أيام العيد في 16 محافظة بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية وتحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية.
وأضاف أن الجمعية تقوم أيضًا بذبح حوالي 400 طن من اللحوم المستورة بالبرازيل تحت إشراف اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل وبحضور لجنة من الأزهر الشريف ولجنة بيطرية للتأكد من شرائها من مناطق خالية من الأمراض الموسمية والأوبئة وتوافقها مع الشروط الواجب توافرها من حيث سنها و سلامتها ووقتها ليتم تجميدها ونقلها إلي مصر لتوزيعها طوال العام.
وشدد مدير عام الجمعية علي أنها حصلت علي فتوي من دار الإفتاء بجواز شراء الصك بالتقسيط علي 6 أشهر، حيث تطرح الأورمان صكوك الأضحية المستوردة بـ890 جنيه، وصك العجل البلدي الصغير بـ1190 جنيه، وصك العجل البلدي الكبير بـ1390 جنيه، كما تطرح لحوم صدقة بقيمة 75 جنيه، وتستهدف الجمعية هذا العام 2 مليون مستفيد بإجمالى تكلفة 20 مليون جنيه.
إقبال متزايد علي الصكوك
ويشارك بنك مصر في طرح صكوك الأضحية هذا العام؛ حيث أوضحت بسمة محمد مسئولة الخدمات المصرفية ببنك مصر أن بنك مصر يشارك في طرح صكوك الأضحية منذ 3 سنوات بالتعاون مع بنك الطعام المصري.
وأضافت أن البنك يطرح الصكوك بأسعار 1100 جنيه للحوم البلدي و700 جنيه للحوم المستوردة، ويقوم البنك بتحصيل المبلغ من المتبرع وإعطائه الصك الخاص به ومن ثم يقوم المتبرع بالتوجه إلي بنك الطعام للحصول على نصيبه من الأضحية إذا كان يرغب في ذلك.
وأكدت مسئولة الخدمات المصرفية ببنك مصر أن الإقبال على شراء صكوك الأضحية هذا العام كان متزايد حتى أن الصكوك المتاحة لدى البنك نفذت منذ ما يقرب من أسبوع.
شرعية صكوك الأضحية
ومع قرب حلول العيد يتجدد الجدل الديني بشأن شرعية صكوك الأضاحي، حيث يري بعض العلماء أنه لا مانع في توكيل أحد لذبح الأضحية وتوزيعها علي المستحقين، وهذا الرأي تتبعه المملكة العربية السعودية في موسم الحج حيث يُسمح للحاج بإنابة أحد الشركات المتخصصة في هذا الأمر لذبح الأضحية وتوزيعها.
وأصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تجيز مشروع الأضاحي ''صكوك الأضحية'' لمَن يصعب عليهم إقامة سنة الأضحية بأنفسهم بسبب ضيق الوقت أو عدم توفر مكان للذبح حرصًا على مصلحة الفقراء، ولكن لا يجوز إعطاء من يقوم بعملية الذبح لحومًا أو جلودًا من الأضحية لأن يتقاضي مبلغ مالي نظير عمله.
ويقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف عن صكوك الأضحية أنها جائزة شرعًا ويكون ثوابها نفس ثواب الأضحية، ولكن من الأولى أن يقف المُضحي علي رأس الأضحية.
وأضاف :'' إن الأضحية هي سنة في حق القادر عليها وشرعت شكرًا للمنعم عز وجل على نعمه التي منحها لخلقه، ولذلك فمن الأفضل للمُضحي أن يشهد الأضحية وأن يذبحها بيده إذا كان قادرًا وإن لم يكن قادرًا فليشهد عملية الذبح، مؤكدًا أن المضحي إذا لم يكن قادرًا على الذبح بنفسه أو مشاهدة الذبيحة فيجوز شرائه لصك الأضحية''، مشيرًا وأشار الأطرش أنه يجوز لـ7 أسر الاشتراك في الأضحية إذا كانت جمل أو بقرة أما لخروف فيكون لأسرة واحدة.
مخالفة للسنة
وفي الوقت نفسه، يرى بعض العملاء أن صكوك الأضحية تعتبر مخالفة للسنة النبوية وأن هذه الصكوك الشعائر التي يجب تعظيمها، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن المُضحي يجب أن يقف على أضحيته أثناء عملية الذبح والتوزيع لقول رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لابنته السيدة فاطمة ''اشهدي أضحيتك'' لأن الله يغفر بأول قطرة دم منها.
ويلفت أصحاب الرأي المعارض لصكوك الأضحية ومنهم الدكتور أحمد عمر هاشم أحد علماء الأزهر الشريف أن الأسعار التي تُباع بها صكوك الأضحية غير منطقية بالمقارنة لأسعار السوق.
فيديو قد يعجبك: