حسن البنا.. ''الشهيد الحي'' يحكم مصر رغم نصف قرن من الرحيل (بروفايل)
كتب- إياد أحمد:
''أيها الإخوان.. إن اليوم الذي يهتف في دعوتنا بأشخاص لن يكون ولن يأتي أبداً.. إن دعوتنا الإسلامية ربانية قامت على عقيدة التوحيد ، فلن تحيد عنها''.. كلمات قالها ''الإمام الشهيد'' حسن البنا في مؤتمر طلابي انعقد بدار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة عام 1938، هتف أحد الطلاب والحاضرين بحياته، وهو ما استنكره مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ولعل هذا الموقف يحمل رسالة آنية رأينا أن نختارها من رسالات كثيرة لنستهل بها إحياء الذكرى الرابعة والخمسين لميلاد ''الإمام''.
فالذكرى الرابعة والخمسين لمولد البنا تحل وجماعته قد حققت كل ما كان يحلم به الإمام سياسيًا، حيث تقبع الجماعة، وحزبها ''الحرية والعدالة'' على سدنة حكم مصر، وهو حلم طالما تمناه البنا طويلًا، ولم يقدر له أن يحياه.
''الإمام الشهيد'' من مواليد 14 أكتوبر 1906 بقرية المحمودية التابعة لمحافظة البحيرة، وتقول المعلومات المنشورة عن حياته أن البنا بدأ اهتمامه بالعمل الإسلامي في سن مبكرة، واشتغل بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والدعوة إلى الله، وكان محبوبا بين زملائه في المدرسة فأنشأ معهم ''جمعية الأخلاق الدينية'' وبعدها ''جمعية منع المحرمات''، كما شارك في ثورة 1919 وهو في الثانية عشرة من عمره وتخرج من دار العلوم عام 1346هـ (1927)، وكان ترتيبه الأول وبعد نجاحه بشهور عين مدرسا بمدينة الإسماعيلية، وبدأ بنشر الدعوة الإسلامية في تجمعات الناس في المقاهي، وامتاز بحسن عرضه وقدرته على الإقناع.
وفي 1928 تعاهد البنا مع مجموعة من إخوانه على تكوين أول نواة لجماعة الإخوان المسلمين وكانت البداية في الإسماعيلية، وفى 1932، نقل إلى القاهرة، وكان لذلك أثر كبير على الدعوة، حيث أخذت طوراً جديداً، وأسس المركز العام بالقاهرة.
وكانت اللحظة الفارقة في حياة الجماعة، عندما أعلن النقراشي باشا حل جماعة الإخوان المسلمين في 9 ديسمبر 1948، ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها ، وترافع البنا عن قرار الحل أمام مجلس الدولة أربعَ ساعات، مبيِّنًا حقيقةَ المؤامرة على الجماعة، التي دُبِّر لها في ثكنَات الاستعمار بمعرفة القصر.
وفى 12 فبراير 1949 وقع حادث الاغتيال، ولفظ البنا أنفاسه في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، ولم يعلم أهله بذلك إلا في الثانية صباحًا وكانت إصابته تحت الإبط، ولم تكن خطيرة، و شهد بذلك الأطباء الذين شاهدوه وهو يدخل المستشفى، إلا انه لقي حتفه بعد دخوله المستشفى بساعات، ولم تسمح الدولة بخروج أحد من الرجال في جنازة البنا، فحملتها النساء، ولكنَّ مكرم عبيد باشا تحدَّى الحكومة وانضمَّ إلى عائلة ''البنا'' في جنازته.
فيديو قد يعجبك: