إعلان

''هوجة'' الأحزاب تزداد بعد الثورة.. وخبراء: غير مفيد سياسياً

02:54 م الإثنين 01 أكتوبر 2012

تحقيق - أشرف بيومي:

ظهرت على الساحة المصرية في الآونة الأخيرة العديد من الاحزاب السياسية، والتي تكونت بدافع شخصي سواء كانت هذه الشخصيات عامة أو دينية أو من المرشحين الخاسرين في السباق الرئاسي مثل حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وأحمد شفيق وعمرو موسي وغيرهم مثل البرادعي وعمرو خالد... فهل هذا ما تحتاجه مصر أم أنه موضة يلهث وراءها الجميع ؟..
 
البداية جاءت من خلال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي أعلن عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية عن تأسيس حزب سياسي واسماه "مصر القوية"، ثم أعلن حمدين صباحي عن حزبه "التيار الشعبي"، بالإضافة إلي الدكتور محمد البرادعي الذي أنشأ حزب الدستور مؤخراً؛ حيث أعرب عن تمنيه أن يضم الحزب كل المصريين .

ثم أعلن عمرو موسى - أمين عام جامعة الدول العربية السابق - عن تأسيس حزب "المؤتمر المصري" بعد أن وافق 25 حزب علي الاندماج في هذا التحالف،
 
 ومن أبرز التحالفات أيضا تحالف "التيار الشعبي" الذي يرأسه صباحي مع "الدستور" بقيادة البرادعي.

ومؤخرا، أعلن الفريق أحمد شفيق عن تأسيس حزب سياسي جديد، يحمل اسم ''الحركة الوطنية المصرية''، مؤكداً أنه يسعى من خلاله إلى تحقيق مجتمع متوازن، منفتح على العالم، متمسك بالدولة المدنية، ويضم في عضويته محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب السابق، ومكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، ولميس جابر الأديبة والكاتبة الصحفية، والسيناريست وحيد حامد، والخبير الإعلاني طارق نور.

ثم أعلن عمرو خالد، عن تدشين حزبه الجديد "مصر" والذي يسعي لتحقيق التنمية وخدمة المواطن في الشارع السياسي، هذا بالإضافة إلي مجموعة من الأحزاب الأخري التي ستخوض الانتخابات المقبلة علي رأسها حزب النور السلفي والحركة الوطنية والمصريين الأحرار والتجمع والوسط والجبهة الديمقراطية والعدل والمصري الديمقراطي .

مصراوي طرح تساؤل حول إمكانية هذه الأحزاب في إثراء الحياة السياسية في مصر ومدي قدرتها علي منافسة الأحزاب الإسلامية التي حصلت على نسبة الأغلبية فى البرلمان المنحل، في الانتخابات البرلمانية القادمة؟

الأحزاب الجديدة ليست موضة


وعن مدى فوائد الأحزاب الجديدة تحدث الدكتور جمال سلامة - رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس - قائلا: " إن تعدد الأحزاب خطوة جيدة الآن وذلك لأن الأحزاب الموجودة حاليا هى أحزاب صغيرة وفشلت فى التواصل مع الناس، فيمكن للأحزاب حديثة الولادة أن تجذب القطاع الخامل من الناس الغير مشارك" .

وأضاف سلامة: " يمكن لها العمل على تنظيم الحياة السياسة فى مصر لأن معظم الأحزاب الموجودة ذات طابع دينى؛ فحزب النور يمثل السلفيين وحزب الحرية والعدالة يمثل الإخوان"، رافضاً فكرة تعددية الأحزاب كونها "موضة" فتنمى أن تنطلق وتجذب الكثير من الناس سواء لحزب عمرو خالد أو حمدين أو البرادعى لأنهم شخصيات محبوبة من الناس، على حد قوله .

ميلاد أحزاب جديدة أمر طبيعى فى أوقات الثورات


وأوضح الدكتور سعد الدين إبراهيم  - استاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الامريكية - قائلاً:" إن ميلاد أحزاب جديدة يعد أمر طبيعى فى كل البلاد التى يحدث فيها ثورات فيعقبها ظهور أحزاب كثيرة، فمثلا نجد فى ثورة البرتغال ظهور أكثر من 60 حزب خلال الأعوام الأولى للثورة، ونفس الشيء تكرر فى الفلبين وفى جمهورية التشيك وفى رومانيا وروسيا وفى كل بلدن أمريكا اللاتينية التى حدثت بها ظروف مماثلة لنا ولكن بعد أول انتخابات تجرى فإن هذه الأحزاب بعضها يعيش والبعض الأخر يموت، لذلك أتوقع أن بعد الانتخابات سوف تقتصر هذه الأحزاب على ثلاثة أو أربعة".
 

دور المال السياسى فى نشأة الأحزاب


وعن إمكانية أن تشهد مصر تطويراً حقيقياً في التعددية الحزبية يسمح لجميع الأحزاب الجدية بالتنافس الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، أجاب الدكتور يسري العزباوي - الخبير السياسي في مركز الأهرام - قائلاً:" إن هناك عوامل أساسية تؤثر في التعددية الحزبية في أي مجتمع وهي التي تحدد مدي إمكانية نضج هذه التعددية من عدمه" .

وأضاف العزباوي:" بمعنى مغاير يتوقف مستقبل الحياة الحزبية في مصر على مجموعة من العوامل منها الإطار الدستوري والقانوني، وطبيعة السلطة القائمة، ومدى توافر المقومات الأساسية للأحزاب الجديدة والتى منها البرنامج السياسى وشبكة العلاقات الجماهيرية للحزب بالإضافة إلى الانتشار الجغرافي الذى يؤكد أنه يعبر عن قوة اجتماعية متعددة، إلى جانب الموارد المالية المطلوبة لعمل التوكيلات وتوفير المقرات الحزبية، ويضاف إلى ما سبق البنية التنظيمة " .

وأردف الخبير السياسي: "أحد الملامح الرئيسية للأحزاب المصرية أنه ليس لها خريطة مستقرة، وإنما على الدوام تجد إضافات لتلك الخريطة بقيام أحزاب جديدة تشمل في الأغلب أعضاء وقيادات انشقوا على أحزابهم الأصلية، وتقريبا انتشرت فى أغلب الأحزاب المصرية ظاهرة الانشقاق، بما فيها الأحزاب الكبيرة نسبياً كأحزاب الوفد والناصري، والأحزاب الصغيرة كحزب مصر الفتاة، وحزب العدالة الاجتماعية، وحزب مصر، وأيضا الأحزاب الجديدة كحزب الغد وحزب الجبهة الديمقراطية" .
 
وتابع : "حتى الأحزاب التي نشأت بعد ثورة 25 يناير عانت من هذه الظاهرة مثل أحزاب الوسط والحرية والعدالة والكرامة وأخيراً النور الذي شهد حركة كبيرة من الإقالات نتيجة مصالح وصراعات شخصية في الحزب"، على حد قوله .

وأضاف العزباوى:" هناك ملاحظات على نشأة هذه الأحزاب الجديدة أولها : النخبوية في التأسيس، فمازالت الأحزاب الجديدة نخبوية في عملها وإدارتها ولم تستطع الوصول إلى رجل الشارع العادي، لذا نستطيع أن نطلق عليها لفظ "أحزاب الميدان" مؤسسوها إما من ثوار التحرير، أو من الذين عزفوا عن المشاركة السياسية طيلة السنوات الماضية، وإلي جانب هؤلاء هناك آخرون شجعتهم الثورة علي خوض التجربة الحزبية والعمل السياسي" .
 
واستطرد قائلاً:" وثانيها : التكاليف المالية والدعم المطلوب للأحزاب، أن الدعم المالي المطلوب للأحزاب لا يتوقف عند تسهيل إجراءات الحصول على الرخصة القانونية، بل لابد للأحزاب أن تقوم بفتح مقار حزبية في المحافظات والمراكز والقوي" .

كما أكد العزباوى على أن دور المال السياسي أو رجال الأعمال في نشأة الأحزاب الجديدة قائلاً:" الخوف هنا أن يكون للمال الدور الأكبر في مسيرة تشكيل الأحزاب الجديدة، وأن تكون أحزاب الأفكار والتيارات السياسية الحقيقية هي الأكثر فقراً، والأقل تأثيراً، فيعود المرض نفسه إلى جسد السياسة في مصر من جديد، فيصبح من يملك يحكم، ومن يستطيع شراء الأصوات هو الأكثر تأثيراً، وتدور الأحزاب الجديدة في دوائر المال بلا ضوابط قانونية حقيقية لحدود استخدام المال في السياسة، وبلا ضمانات فاعلة لعدم تأثير هذا المال على صناعة القرار السياسي لاحقا في البرلمان أو الحكومة" .
 
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو حمزاوي - استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - قائلاً:" إن القوي المدنية تعمل خلال الفترة الحالية علي بحث سبل التنسيق السياسي والانتخابي خلال الانتخابات المقبلة، ونحن نهدف لبناء تحالف قوي يعزز من فرص وإمكانيات الأحزاب المدنية مع تلافي سلبيات التحالفات التي جرت من قبل"، مؤكدًا أن التحالفات المدنية ليست ضد أي فصيل سياسي وإنما هي محاولة لخوض المعركة الانتخابية بما يتيح لهم قدر أكبر من المنافسة.

تعدد الأحزاب غير مفيد سياسيا


فيما أوضح الدكتور عمرو الشوبكي - الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - قائلاً:" إن تعدد الأحزاب والقوي السياسية لا يصب في صالح التيار المدني خلال المعركة الانتخابية المقبلة" .
 
وتابع: " لابد من العمل علي توحيد الصف المدني والتنسيق بين الأحزاب والقوي المدنية خلال الانتخابات المقبلة، خاصة وأن جماعة الإخوان المسلمين تتمتع بجذور ممتدة في المجتمع المصري فضلًا عن أنها شديدة التنظيم".
 
وأضاف: "القوائم الموحدة وعدم تنازع المرشحين المدنيين علي نفس الدوائر قد يكون سببًا في زيادة نسبة التيار المدني خلال البرلمان القادم "، معتبراً أن رصيد حزب الحرية والعدالة لم يتأثر كثيرًا بأداء البرلمان المنحل خاصة في القري والمناطق الريفية.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان