"ابنك في قلبه مسمار".. حكاية 200 دقيقة من الألم والأمل لإنقاذ الطفل آدم بسوهاج
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
سوهاج- عمار عبدالواحد:
كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءً يوم 16 من شهر ديسمبر الماضي عاد "آدم أحمد" صاحب العشرة أعوام كعادته من اللعب في إحدى ورش النجارة أمام منزل أسرته بمدينة طهطا، جلس بين شقيقتيه ووالدته يعاني من آلام في منطقة الصدر، لا تعلم ربة منزل الأسرة البسيطة ماذا تفعل ما صغيرها الذي بدأ يشعر بضيق في التنفس شيئًا فشيئًا، وقرب منتصف الليل عاد والده الذي يعمل بائع متجول لتخبره الزوجة بمعاناة ابنهما، ليأخذه الأب إلى الصيدلية ويعطيه الصيدلي علاج موسع للشعب الهوائية.
لم ينتهي الألم عند هذا الحد من الألم بل تطرق إلى زيادة طلب الصغير على شرب الماء، بمعدل كل 5 دقائق، وصعوبة في الكلام، وفي اليوم التالي استمر ألم الابن، ليخرج الأب بحثًا عن رزقه بائع متجول، وتصطحب الأم صغيرها إلى مستشفى طهطا العام، وتصف الحالة للأطباء فيطلبوا منها أشعة؛ لبيان حالته الصحية.
"ابنك في قلبه مسمار.. اطلعي بيه على الجامعة بسرعة".. كانت تلك الكلمات كالصاعقة على الأم لتدخل بعدها في نوبة إغماء، يسرع الأطباء لإفاقتها، استيقظت أم آدم من نوبتها المفاجئة، لتخبر زوجها بالفاجعة، يحضر الأب لمستشفى طهطا العام، وينقل ابنه بسرعة لمستشفى سوهاج الجامعي الجديد.
تجرى الإسعافات الأولية اللازمة لحالة الطفل، ويتم توفير أكياس الدم اللازمة للمريض، وينقل بسيارة إسعاف لمستشفى سوهاج الجامعي القديم حيث قسم جراحة القلب والصدر، يدخل الابن قرابة الساعة الثالثة فجرًا غرفة العمليات.
حوالي 200 دقيقة استغرقتها عملية الطفل آدم تحت مجموعة من الأدوات والآلات الجراحية التي ترعب كل من يشاهدها كبيرًا كان أو صغيرًا، وطوال تلك المدة يتضرع والده الرجل البسيط ووالدته إلى الله بالدعاء ونجاة ابنهما.
خرج طبيب من غرفة العمليات يطمئن الأسرة التي فقدت أعصابها وجفت دموعها بأن عملية آدم "نجحت" وعاد للحياة من جديدة، لتطلق الزوجة الزغاريد بالمستشفى لتمتزج مع دموعها؛ فرحًا من نجاة ابنها من الموت المحقق، لولا عناية الله.
"ولد على بنتين، وبشقى عليهم، من الصبح حتى الليل، والحمد لله كُتب لابني عمر جديد" .. بهذه الكلمات اختتم والد آدم حديثه مع "مصراوي"، مضيفًا لم تمر علىَّ أزمة كهذه.
وأعلن الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج نجاح فريق طبي بقسم جراحة القلب والصدر بالمستشفى الجامعي فى إنقاذ حياة الطفل آدم أحمد 10 أعوام من مدينة طهطا، وذلك بعد إصابته أثناء اللعب بمسمار معدنى كبير اخترق جدار الصدر واستقر فى البطين الأيمن للقلب مع وجود نزيف كبير حول القلب، موضحًا أن تلك الجراحة من العمليات الكبرى التي تحتاج إلى دقة ومهارة عالية في إجرائها.
من جانبه قال الدكتور مجدي القاضي، عميد كلية الطب البشري ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية إنه تم على الفور دخول الطفل للعمليات وإجراء جراحة عاجلة لاستكشاف الصدر، واستخراج المسمار المعدني وتفريغ النزيف وإصلاح الفتق بالبطين الأيمن، وتم تحسن الطفل بشكل كامل وخروجه من المستشفى بعد خمسة أيام من الجراحة.
وأضاف الدكتور أحمد كمال، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية أن إدارة الجامعة وإدارة المستشفى تحرص على تسهيل العقبات أمام هذه الجراحات؛ لإنقاذ حياة المرضى، مشيرًا إلى أن القسم يعد المركز الرئيسى الوحيد لاستقبال مثل تلك الحالات من محافظة سوهاج، والمحافظات المجاوة، وبنسب نجاح عالية.
وذكر الدكتور عصام البدرى رئيس قسم جراحة القلب والصدر أنه تم إجراء الجراحة تحت إشراف الدكتور خالد عبدالعال أستاذ جراحة القلب والصدر ووكيل كلية الطب، وأجراها الدكتور أيمن أحمد عبدالمطلب مدرس، والدكتور زياد عصام اللبيدي مدرس مساعد، والدكتور محمد أشرف مختار معيد بالقسم، وضم فريق التخدير الدكتور مصطفى كمال والدكتورة مادونا سمير، ومن فريق التمريض محمد صلاح وحافظ عبدالباسط ونهاد عبدالعزيز.
اقرأ أيضًا:
فيديو قد يعجبك: