وسام شعيب خلال محاكمتها: 250 ألف طفل مجهول النسب سنويًا.. هل الأرقام دقيقة؟
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
البحيرة - أحمد نصرة:
عادت الطبيبة وسام شعيب، لإثارة الجدل خلال دفاعها عن نفسها أمام محكمة مجلس الدولة التأديبية، بعدما ساقت عددًا من الإحصائيات حول أعداد الأطفال مجهولي النسب، في محاولة لدفع التهمة عنها بنشر أخبار زائفة.
واحدة من الإحصاءات التي استخدمتها الطبيبة، إحصائية نسبتها إلى وزارة الصحة الصحة المصرية عام 2017 بأن عدد الأطفال مجهولي النسب 250 ألف طفل سنويًا.
ونظرًا لضخامة العدد المذكور وخطورته على المجتمع إن صح، نحاول من خلال السطور التالية التوقف أمامه والتدقيق في صحته:
كان أول المؤشرات التي تدفع للشك في صحة الإحصائية هي النسبة التي يمثلها هذا العدد من إجمالي عدد المواليد؛ فبالعودة إلى التعداد السكاني الرسمي عام 2017 يتبين أن إجمالي عدد المواليد في هذه السنة يبلغ 2 مليون و557 ألف مولود، أي أن نسبة مجهولي النسب وفقًا للمعلومة التي ساقتها تشكل 10% تقريبًا من عدد المواليد في ذلك العام وهي نسبة غير منطقية تشكك في المعلومة.
وبالبحث عن مصدر المعلومة، لم نجد إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة والسكان تذكر ما ادعته الطبيبة وسام، ولكن كان هناك تصريحًا منسوبًا للدكتور طارق توفيق المقرر الأسبق للمجلس القومي للسكان التابع لوزارة الصحة، نشر في أحد المواقع الإلكترونية بتاريخ 9 أكتوبر 2017، ذكر فيه هذا العدد خلال ورشة عمل بعنوان "مشروع قانون زواج الأطفال بين الشريعة والتشريع"، وجاء فيه "أن زواج الأطفال يتسبب فى إنجاب 250 ألف طفل مجهولي النسب سنويًا".
ربما كان هذا العدد منطقيًا لو ترك كرقم إجمالي يمثل جميع الحالات الموجودة، أما تحديده بسنويًا يذهب به بعيدًا عن الواقع، فلا توجد شواهد تدل أن كل 10 مواليد بينهم مولود مجهول النسب، وربما وقع ذلك نتيجة لخطأ من المصدر أو من المحرر.
كذلك، فإنه بالرجوع إلى الدكتور طارق توفيق، نفى في تصريحات هاتفية لمصراوي، أي علاقة له بهذا التصريح الذي لم يسبق أن صدر عنه، وفق تأكيداته.
أيضًا يتناقض العدد الذي ادعته الطبيبة المذكورة مع إحصائية رسمية صادرة عن وزارة التضامن الاجتماعي، استعانت بها فاطمة مجدي، المدرس المساعد بقسم الاجتماع كلية الآداب بجامعة المنيا، في دراسة لها بعنوان "الأطفال مجهولى النسب داخل المجتمع المصرى بين المسؤولية الاجتماعية للدولة والواقع الحالي"، توضح أن عدد مجهولي النسب عام 2018 بلغ 6264 حالة فقط في مصر كلها.
كما يتناقض العدد مع معلومة أخرى ساقتها الطبيبة وسام نفسها في دفاعها، حين استندت إلى تصريح للدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، ذكرت فيه أن عدد مجهولي النسب 12 ألف مولود سنويًا.
وأخيرًا، فإن هذا الجدل الذي أثارته الطبيبة وسام شعيب، حول عدد الأطفال مجهولي النسب، سواء من خلال مقاطع الفيديو التي نشرتها أو من خلال دفاعها عن نفسها بجلسة محاكمتها، وفي ظل التضارب في الإحصائيات المعلنة وتعدد الجهات الصادرة عنها، كلها أمور تفرض ضرورة الإعلان عن إحصائية رسمية موحدة وموثوقة لحسم الأمر وبيان الحقيقة.
اقرأ أيضًا:
تحدثت عن الأطفال مجهولي النسب.. ننشر نص دفاع الطبيبة وسام شعيب عن نفسها أمام المحكمة
فيديو قد يعجبك: