إعلان

30 صورة من سراديب الموتى.. أسرار مدفونة تحت أرض كوم الشقافة بالإسكندرية

11:14 ص الثلاثاء 10 سبتمبر 2024

الإسكندرية - محمد البدري:

في قلب مدينة الإسكندرية، تحت أقدام المارة وضجيج الحياة اليومية، تختبئ واحدة من أعظم الأسرار الأثرية التي تعود إلى العصور القديمة، هي مقابر الكتاكومب في منطقة كوم الشقافة غربي المحافظة، حيث تتشابك الأساطير مع الحقائق في سرداب من الغموض والإثارة.

وتُعد مقابر الكتاكومب في كوم الشقافة بالإسكندرية من أبرز المعالم الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني، وتحديدًا إلى الفترة بين القرن الأول والثاني الميلادي، وما يميز هذه المقابر هو التداخل الفني بين الأساليب المصرية والرومانية، مما يعكس التفاعل الثقافي الذي كان سائدًا في تلك الفترة.

كيف قاد حمار إلى كشف المقبرة؟

في يوم عادي من عام 1900، وبينما كان أحد الفلاحين يسير بحماره في أحد الحقول بمنطقة كوم الشقافة، حدث ما لم يكن في الحسبان، سقط الحمار في فتحة غامضة، ليكشف عن مدخل يؤدي إلى عالم تحت الأرض، هذا الاكتشاف المفاجئ كان بداية رحلة استكشاف واحدة من أعظم التحف المعمارية الرومانية في مصر.

سر "سراديب الموتى"

تُعرف مقابر كوم الشقافة بسراديب الموتى، وهو وصف يثير الفضول والخوف في آن واحد. تتكون المقابر من ثلاثة طوابق تحت سطح الأرض، محفورة في الصخر، وتضم مجموعة من الغرف والممرات التي كانت تُستخدم لدفن الموتى.

هذا التصميم المعقد والمتشابك جعلها تُشبه السراديب التي كانت تُستخدم في روما القديمة لدفن الموتى، ومن هنا جاء وصفها بسراديب الموتى.

تجربة فريدة من الغموض

تُعد زيارة مقابر الكتاكومب تجربة لا تُنسى، عند دخولك إلى هذه السراديب، ستشعر ببرودة الهواء ورائحة التاريخ العتيقة، الممرات المظلمة والمضيئة بشكل خافت تضيف إلى جو الغموض، بينما تروي الجدران المزخرفة قصصًا عن حياة وموت الأشخاص الذين دُفنوا هنا.

العمارة والفن.. رحلة عبر الزمن

عند دخولك إلى هذه المقابر، ستشعر وكأنك تسافر عبر الزمن، فتجد التماثيل والزخارف التي تحمل الطابع المصري، تتداخل مع التأثيرات الرومانية في الملابس وأسلوب الشعر، هذا التداخل الثقافي يعكس الفترة الزمنية التي بُنيت فيها المقابر، حيث كانت الإسكندرية مركزًا للتبادل الثقافي بين الحضارات المختلفة.

أساطير وحقائق أضافت إلى غموض المقبرة

تُحيط بمقابر كوم الشقافة العديد من الأساطير التي تضيف إلى غموضها، يُقال إن هذه المقابر كانت تُستخدم ليس فقط لدفن الموتى، بل أيضًا لإقامة الطقوس السرية والاجتماعات الخفية، حتى أن بعض القصص تروي أن الأرواح لا تزال تجوب الممرات المظلمة، مما يجعل زيارة هذه المقابر تجربة مثيرة ومليئة بالتشويق.

قصص من الماضي.. شبح الفتاة الرومانية التي لاتزال تجوب الممرات

من بين القصص المثيرة التي تُروى عن مقابر كوم الشقافة، قصة الفتاة الرومانية التي كانت تُدفن هنا بعد أن توفيت في حادث مأساوي، ويُقال إن روحها لا تزال تجوب الممرات، وتظهر أحيانًا للزوار في الليالي المظلمة.

القصة المثيرة عن الفتاة الرومانية في مقابر كوم الشقافة هي واحدة من الأساطير التي تضيف إلى غموض وجاذبية هذا الموقع الأثري، وفقًا للأسطورة، كانت هناك فتاة رومانية شابة تُدعى "كليوباترا" - ليست الملكة كليوباترا الشهيرة- توفيت في حادث مأساوي، يُقال إنها كانت من عائلة رومانية ثرية وكانت محبوبة جدًا في مجتمعها وبعد وفاتها، تم دفنها في مقابر كوم الشقافة.

الأسطورة تقول إن روح الفتاة لم تجد السلام، وأنها لا تزال تجوب الممرات المظلمة للمقابر، تظهر أحيانًا للزوار في الليالي المظلمة، حتى إن بعض الزوار ادعوا في الماضي أنهم رأوا شبحها أو شعروا بوجودها، مما يضيف إلى جو الغموض والرعب الذي يحيط بالمكان.

هذه القصة مثل العديد من الأساطير الأخرى، قد تكون نتاج الخيال الشعبي والرغبة في إضافة عنصر من الإثارة إلى المواقع الأثرية، ومع ذلك فإنها تظل جزءًا من التراث الثقافي للمكان لتضيف إلى جاذبية المقابر وتجعلها مكانًا مثيرًا للاهتمام، وتساهم في جذب الزوار الذين يبحثون عن تجربة مثيرة ومليئة بالتشويق.

أهمية المقابر

تُعتبر مقابر كوم الشقافة من أهم المواقع الأثرية في الإسكندرية، ليس فقط بسبب حجمها واتساعها، ولكن أيضًا بسبب تعقيد تخطيطها وكثرة زخارفها، وتُعد هذه المقابر مثالًا رائعًا على العمارة الجنائزية في العصور القديمة، وتُظهر بوضوح تداخل الفنون والثقافات المختلفة في تلك الفترة.

الاكتشافات الأثرية

منذ اكتشافها، كانت مقابر كوم الشقافة مصدرًا غنيًا للاكتشافات الأثرية، حيث تم العثور على العديد من التماثيل والأواني الفخارية والمجوهرات التي تعود إلى العصور الرومانية، هذه الاكتشافات لم تُضف فقط إلى معرفتنا بتاريخ الإسكندرية، بل أيضًا ساعدت في فهم الحياة اليومية والعادات الجنائزية في تلك الفترة.

أكثر من مجرد مقبرة.. تاريخ منحوت في الصخر

تظل مقابر الكتاكومب في كوم الشقافة شاهدًا حيًا على تاريخ الإسكندرية العريق وتنوعها الثقافي، هذه المقابر ليست مجرد موقع أثري، بل هي قصة ترويها الصخور والزخارف عن حضارات مرت من هنا وتركت بصمتها للأجيال القادمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان