إعلان

العويس الأكثر طلبا والسكري وراء تراجع الأسعار.. أسرار زراعة المانجو فى السويس - صور

04:03 م الأحد 18 أغسطس 2024

السويس - حسام الدين أحمد:

تمتد مزارع المانجو بطول خط القناة ووادي النيل، إلا أن طبيعة الأرض الصحراوية ونسبة الملوحة في السويس جعلت إنتاجها من المانجو مرغوبا للتصدير، خاصة الأصناف المميزة مثل العويس، رغم المعوقات التي تؤدي على تراجع الإنتاج.

نصف القرية مانجو

شمال السويس تنتشر زراعة المانجو في القرى الممتدة لمسافة 30 كيلو تمثل القطاع الريفي، خاصة بقرى شباب الخريجين، حيث ملوحة الأرض التي جعلت لأشجار المانجو نصيب الأسد في الزراعة، مع تحميل المزارع بمحاصيل أخرى خفيفة، لتغطي ثمار الفاكهة الموسمية أكثر من نصف المساحات المزروعة هناك.

في قرية الرائد أكبر قرى شباب الخريجين تخطت المساحة المزروعة بالمانجو 800 فدان من إجمالي 1600 فدان تمثل مساحة القرية، كما تغطي أشجار المانجو مساحات كبيرة في قرية يوسف السباعي، ملوحة التربة الناتجة عن حفر قناة السويس وتغذية الأرض بأملاح معدنية تجعل لتلك الفاكهة طعما مميزا في السويس.

تنبت زهور المانجو في مارس وأبريل من كل عام، وبعد 4 شهور تصبح محملة على الأشجار تنمو ويتضاعف حجمها حتى تبلغ النضج على الشجر، ينتظرها البعض لتصل لتلك المرحلة، وآخرين يقطعونها خضراء ثم الكمر لتكمل النضج، لكنها وإن تغير لونها وأصبحت أكثر طراوة وبرائحة اقوى، تبقى نسبة الملح فيها تطغى على السكر.

رطوبة عالية

يقول أبو بكر حمدان رئيس جمعية قرية يوسف السباعي، إن محافظة السويس تنتشر فيها أصناف السكري الأبيض والأصفر والزبدة والعويس والكيت والجولوك، والناعومي والفونس، تتحمل تلك الأصناف الرطوبة العالية والحرارة، فضلا عن صلاحيتها في التربة الرملية والصفراء.

أجنبي

ويضيف أبو بكر حمدان، أن المزارعين في السويس بدأوا قبل 10 أعوام تقريبا في التوسع بزراعة أصناف شتلات المانجو المستوردة من الخارج والتي دخلت مصر في حقبة الثمانينيات، مثل الكيت والكنت والناعومي، وكمبورس، والجولوك، يطلق عليها المزارعون أصناف أجنبي، تتميز أن أشجارها صغيرة الحجم وتنتج ثمار كبيرة، وأكثر قدرة من الأصناف البلدي على مقاومة المرض.

البلدي ينضج أولا

بينما الأنواع البلدي المزروعة في القرى، فهي الزبدة والسكري، والعويس والصديقة والفونس وهي مانجو أفريقي، ومنتشرة أيضا في السودان، وتلك الأصناف هي ما يبدأ به المزارعين الموسم، وتنضج في السويس في منتصف يونيو، وهي تتحمل التخزين ولذلك مرغوبة في التصدير باستثناء المانجو السكري فهي ثمرة قشرتها خفيفة ومملوءة بالمياه، بينما يبدأ حصاد الأصناف الأجنبية من منتصف أغسطس وتستمر حتى شهر نوفمبر.

يقول حمدان،: إن زيادة إنتاج المانجو السكري هذا العام وراء تراجع أسعار المانجو، حيث تشبعت الأسواق منها، أثر ذلك على نسبة الإقبال على الأصناف الأخرى مثل الزبدة والناعومي، لذلك كانت تباع أيضا بسعر أقل، بينما لم تؤثر حصة التصدير على السعر كون الكمية المعروضة كبيرة، وكل إنتاج مصر من المانجو السكري معروض بالأسواق، كونها سريعة التلف ولا تقبل التخزين.

تصدير العويس

يتحدث مجدي حسين، مالك مزرعة في السويس، ويقول: "إن المصدرين يقبلون على سحب كميات كبيرة من تجار المانجو في مصر وتصديرها للخليج العربي، إذ تتميز بطعمها وقلة الملوحة، وتتربع مانجو العويس التي تخرج من السويس على قائمة الأصناف المصدرة، وذلك بسبب طعمها الحلو، كما انها تنضج مبكرا قبل الأصناف الأجنبي".

العويس الفص

تابع مجدي حسين مسعود: أن كل أنواع المانجو بها كمية الأملاح يشعر بها من يأكلها حتى وهي ناضجة تماما، باستثناء المانجو العويس، والفص منها فهي من أعلى الأنواع والأكثر طلبا للتصدير بسبب طعمها حلو المذاق، وقلة الأملاح فيها مقارنة بباقي الأنواع، لذلك هي أغلى أنواع المانجو في مصر.

الفص ليس نوع

ولتمييز المانجو الفص يقول حسين إنها حبة صغيرة، في حجم البيضة تقريبا بذورها صغيرة، ويكشف أن الفص ليس نوع تنتجه شجرة بعينها، وإنما هي حبات تنمو في أعلى فرع بالشجرة وعددها لا يتجاوز 15 حبه، وحجمها صغير لا تزيد وزنها عن 100 جرام وتنضج بهذا الحجم، لكن أفضلها تلك التي تسقط من أعلى شجر العويس.

عطش الشجر

ورغم جودة الأصناف في السويس، إلا أن مشكلة نقص المياه خلال فترة التزهير تضر بالمحصول، حيث تعاني قريتي يوسف السباعي ومحمد عبده من نقص مياه الري نهاية موسم الربيع كل عام، ونتيجة للعطش تسقط المانجو من العناقيد وهي في حجم البيض، نقص مياه الري دفع المزارعين في الأعوام الماضية إلى استبدال أشجار المانجو بالزيتون، أو محاصيل موسمية مثل البرسيم.

التغير المناخي

يؤثر تغير المناخ أيضا بشكل واضح على المحصول سواء الأصناف البلدي أو الأجنبي، يقول المهندس الزراعي الضوي فكري أن حرارة الطقس ونشاط الريح يضر جدا بالمانجو وتضرب الإنتاج، مثلما حدث العام الماضي حين زادت سرعة الرياح لحد العاصفة خلال موسم الربيع.

وأوضح أن نشاط الرياح أدى لسقوط الثمار وهي زهور صغيرة في حجم عنقود العنب، فضلا عن موجة الطقس الحار وتقلبات درجات الحرارة التي تعرضت لها مصر العام الماضي بالتزامن مع شهر رمضان حيث درجات الحرارة المرتفعة نهارا والبرودة الشديدة ليلا.

العفن الأسود

يؤكد المهندس الضو، أن التقلبات الجوية لا تؤثر على الثمار وحسب، بل تساعد في انتشار الأمراض مثل البياض الدقيقي والعفن الهبابي، والأخير هو الأسوأ، حيث عرف طريقة لأشجار المانجو في السويس في عام 2015 وفي كل عام يتفشى بصورة أكبر.

يؤثر العفن الهبابي أو الأسود سلبا على المحصول ويؤدي إلى تراجع الإنتاج من متوسط 6 إلى 8 أطنان للفدان، إلى 2 طن أو أقل، يوقف العفن عملية التزهير ويمكنه أن يقضي على 80% من الإنتاج، فلا تظهر العناقيد من الأساس مهما بلغ عمر الشجرة أو حجمها،

يحكي عن أشجار كانت تنتج أكثر من نصف طن أصبحت كما يصفها بالعاقر لا ثمر لها، يضطرون إلى قطعها وزراعة أخرى مكانها.

الأجنبي مكان البلدي

يلجأ المزارعون إلى زراعة الأصناف الأجنبي، وإحلالها مكان الأصناف البلدي التي يصيبها المرض، أو على الأقل قطع الفروع المصابة وتطعيم الشجرة بالُعقل من الأصناف الأجنبي، الأخيرة تقاوم الأمراض أكثر، ورغم أن الحل يبدو سهلا إلا أن ذلك يعني الاستغناء عن المحصول لمدة 3 سنوات على الأقل حتى تبدأ الشجرة والفروع الجديدة في الإنتاج.

جهد جماعي

القضاء على العفن الهبابي يعتمد على جهد جماعي، لأن المرض ينتقل بالعدوى بين الأشجار، فإذا أجرى مزارع عملية رش وتطهير واسعة لمزرعته، بينما المزرعة المجاورة له لم تلق نفس الاهتمام فإن المرض ينتقل بسهولة مع الرياح، لذلك لابد أن تكون عملية التطهير والرش على نطاق واسع لتؤدي المرجو منها وتغطي أكبر مساحة مزروعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان