استبدل الذهب بالفالصو.. هكذا خطط شاب لقتل وسرقة عمته في السويس
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
السويس - حسام الدين أحمد:
يتجاوز الذهب قيمته المادية في أعين السيدات كبار السن، الاعتياد على ارتدائه دون تغييره لسنوات يجعل له قيمة معنوية تتخطى كونه مجرد زينة أو مال محفوظ ومُدخر للزمن، بل يحمل ذكريات ويصبح جزءا من هيئة النساء.
لكن في أعين الحاقدين والطامعين هو كنز يقدر بالمال، طمع يهدد حياة السيدات لسرقة ما يحملن، هكذا آل مصير السيدة جميلة على يد ابن شقيقها، والذي لجأ لحيلة "الغوايش الفالصو" ليسرق مصاغها أو بالأحرى يستبدل الذهب بالفالصو.
كان هدف المتهم من خطته ألا يظن أحدا أن شيئا قد سُرق من الشقة، وتبدو الواقعة بتلك الصورة وكأنها سقطت مغشيا عليها وتوفيت بشكل طبيعي، ولا يشك أحد في شبهة وفاتها.
بيت العائلة
تعيش العمة "جميلة" في بيت بشارع أحمد شوقي بحي السويس، كان "محمد.ج" إبن شقيقها انتقل قبل فترة للإقامة بشقة أسرته أسفل مسكن عمته، شقة جميلة كانت كبيت للعائلة، يزورها الكبار والصغار رغم تقدمها في السن وتجاوز 70 عاما، إلا أنها مضيافة ترحب بكل من يزورها، وتكرم ضيفها.
غوايش فالصو
قبل مرور 48 ساعة على الجريمة، كان المتهم محمد في قبضة الشرطة، اعترف أمام ضباط المباحث كيف طوعت له نفسه قتل عمته، لجأ محمد لحيلة اعتمد فيها على خبرته بالذهب.
كشف المتهم كيف كان ينظر لما تحمله عمته من حلي، في يديها 6 غوايش من المعدن الأصفر قديمة تحملها من سنوات حين كان الذهب بأقل من 10% من قيمته الحالية، ثقيلة وزنا مقارنة بما يعرض اليوم في المحلات، ثمنها يكفي لفك ضائقته المالية وزيادة.
تقليد طبق الأصل
قرر سرقة حلي عمته أو بالأحرى استبدالها مصاغها بغوايش "فالصو"، خبرته في العمل مع والده عدة سنوات بمحل الذهب والحلي الذي يملكه، جعلت منه خبيرا في الموديلات والاشكال، يمكن وصفها بدقة وتحديد الشكل، خطط لذلك جيدا ولجأ لصديق له أخبره بشكل الغوايش وقدر وزنها.
كان الهدف من الفكرة أن لا يكتشف أحدا حدوث السرقة، نفذ له صاحب السوء ما أراد طبق الأصل بنفس النقشة، ولكن بلا قيمة حقيقية، عقد المتهم النية لتنفيذ جريمته، مساء ذلك اليوم حمل الحلي الفالصو، صعد على عمته، رحبت به، طلب منها إحضار مشروب بارد وطعام، تركته وذهبت للمطبخ.
علامة باقية
لحق محمد بعمته، وباغتها من الخلف فاستدارت وقع الصدمة لم يكن سهلا، خنقها بيديه لم يستجيب لتوسلاتها، كانت عينيه على الغوايش وهي تحاول نزع قبضته من حول رقبتها، حتى فاجأته بأظافرها وهي تجرح يديه قبل أن تزهق روحها.
تركها لتسقط أرضا وترتطم رأسها لتصاب بجروح نثر دمائها على الأرض وخضب وجهها، ارتبك من منظر الدماء، سيفسد هذا خطته، لكن ذلك لم يمنعه من استبدال مصاغها الذهبي بما يحمله من الاكسسوار، فالطمع اعمى بصيرته.
وفاة طبيعية
كان الهدف من خطته ألا يشك أحد أن وراء الوفاة شبهة جنائية أو جريمة سرقة، ولأنها سيدة مسنة بطيئة الحركة، أراد أن يصور لأسرتها أنها الوفاة طبيعية، ولم تحدث سرقة الذهب في يديها، أو هكذا أراد لهم أن يفهموا، فلا تستدعي ابنتها الشرطة، هكذا صور له الشيطان عمله، إلا أنه ارتبك بعد منظر الدماء والذكرى التي تركتها عمته في يديه، وكسر باب الشقة أثناء خروجه.
بعد تلقى مديرية الأمن إخطارا بالجريمة، وجه اللواء حسام الدُح مساعد وزير الداخلية لأمن السويس مدير المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث ضم ضباط مباحث قسم السويس برئاسة المقدم محمد طه رئيس مباحث القسم.
الجروح كشفته
ساعدت الجروح التي تركتها المجني عليها فى الجاني في كشف هويته، وأثناء فحص ضباط المباحث موقع الجريمة وسؤال الشهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة، اشتبه أحد الضباط في المتهم الذي كان عائدا للمنزل، سأله عن هويته وسبب الجروح في يديه.
استدرج ضابط الشرطة المتهم في الأسئلة خلال مناقشته أمام المنزل، حتى تلعثم وانكشف سره، قادته الشرطة على قسم السويس لاستكمال المناقشة، وهناك اعترف تفصيليا بما حدث وكيف خطط ودبر للجريمة.
حبس المتهم
أحالت الشرطة الواقعة لجهات التحقيق، وتقرر حبس المتهم 4 أيام على ذمة القضية بتهمة القتل العمد والسرقة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وانتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المتوفية وبيان ما به من إصابات، وبيان سبب الوفاة وتوقيت حدوثها، كما قررت عرض المتهم على الطب الشرعي لمطابقة الأنسجة الموجودة أسفل اظافر المجني عليها بجروح المتهم.
اقرأ أيضًا:
من تجارة الذهب إلى المنظفات.. كيف قاد الطمع قاتل عمته في السويس إلى الحبس مرتين؟
"قتل عمته لسرقة دهبها".. كشف غموض العثور على جثة مسنة داخل منزلها في السويس
فيديو قد يعجبك: