إعلان

سنتريس والقناطرين من عزاء إلى جنازة.. قصة قريتين أغرقتهما أحزان معدية أبو غالب

04:41 م الجمعة 24 مايو 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنوفية- أحمد الباهي:

"ألحقوا عيالكم غرقوا في البحر".. جملة مُفجعة نزلت كالصاعقة على مسامع 27 أسرة من قريتي سنتريس والقناطرين بأشمون المنوفية، صبيحة يوم الثلاثاء الماضي، أولاد الأسر هم ركاب سيارة ميكروباص كان آخر رحلاتها "الموت" في باطن مياه الرياح البحيري بعدما سقطت من أعلى معدية أبو غالب بنطاق محافظة الجيزة، بسبب مشاجرة تفاصيلها قيد جهات التحقيق.

انطلق الأهالي مُسرعين بالدراجات النارية والسيارات النقل إلى موقع حادث الغرق، والأمهات تدعو أن تكون بناتها بخير، قلوبهم تنبض وأعينهم تقاوم البكاء لعل كل ذلك مجرد كابوس ينتهي بلقائهم ببناتهم فيصطحبوهم ويعودوا للمنزل كأن لم يكن شيئًا، تلك الأماني قُطعت فةر وصولهم لمكان الغرق بعدما شاهدوا جثث يجري استخراجها بالفعل، منهم ما عرفوها وآخريات لا زالت في المياه، هنا رفعت النسوة أصوات بالصراخ والنحيب وهم يحملن أجساد البنات الموتى بين أحضانهم.

سيارات الإسعاف والشرطة تنتشر بالمكان، ويجري نقل فتاة تلو آخرى لمستشفيات زايد ووردان وأشمون، المحاضر تُكتب وتوجيهات النيابة بالعرض على الطب الشرعي تتوالى، بينما الإنقاذ النهري مع صيادون متطوعون لا يزالوا يمشطون المنطقة، وتمكنوا في النهاية من انتشال 15 ضحية لم يبقى في المياه سوى "جنا" آخر الضحايا المفقودين.

منذ ذلك الحين، وتُقام الجنائز والعزاءات بقريتي سنتريس والقناطرين، كل قرية فقدت 8 ضحايا، يجري الدفن في ساعة متأخرة من الليل واليوم التالي يكون انتظار وصول ضحية جديدة.

"رمضان عيد" والد روان إحدى ضحايا الحادث، ترك العزاء للحديث مع مصراوي قائلاً، "أهل البلد كلهم من وقت الحادث بيعزوني، وبيخلصوا العزاء هنا يروحو لجيران تانية في البلد إما يدفنوا أو يقدموا التعازي، بلدنا كلها في نكبة متعرضناش لموقف مشابه قبل كدا، طل أملنا سواق التوكتوك وزمايله يتحاسبوا على جريمتهم".

والدة الشهيدة "سلمى وحيد عسران طلبة" قالت أنها كانت برفقة ابنتيها وقت الحادث، نجت هي وابنتها سماح لكن "سلمى" لم يستطع أحد إنقاذها، ومنذ ذلك الوقت والمنزل تحول لبيت الوحشة والأحزان، وأقامت كل أسرة هنا عزاءً أمام منزلهم، وأمس الخميس، كان هناك عزاءًا مُجمعًا بمركز شباب القناطرين لجميع العائلات الذين فقدوا بناتهم في الحادث الآليم.

"آية قطب" إحدى الناجيات، كشفت في بث مباشر لموقع مصراوي تفاصيل الحادثة مؤكدة أن سيارة الميكروباص وصلت معدية أبو غارب وكانت بالمؤخرة، وأثناء تحركها بدأ سائق توكتوك بجانب الميكروباص في التحرش بزميلة ومحاولة شد طرحتها، فاضطر سائق السيارة "محمد خالد" للتدخل، لكن سائق التوكتوك كان معه أصدقاء تكتلوا جميعهم واعتدوا على محمد بالضرب المبرح، وتسبب عنفهم في دفع السيارة بالمياه العميقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان